اعصار شاهين قد يرفع اسعار النفط 10%
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/03 الساعة 13:27
مدار الساعة - بقلم عامر الشوبكي/ باحث اقتصادي متخصص في شؤون النفط والطاقة
من المتوقع ان يتسبب الاعصار شاهين برفع اسعار النفط بنسب من 5-10% ورفع اسعار الغاز الطبيعي المسال بنسب قياسية، وسيظهر الأثر سريعاً على الاسعار مع افتتاح الاسواق الاسيوية مساء اليوم والاسواق العالمية صباح غد الاثنين، تبعاً لشدة ومسار وزمن امتداد الاعصار و تأثير الامطار المصاحبة، وهو حدث نادر في هذه المنطقة من العالم و احد الشواهد على التغير المناخي ، و حسب المركز الجوي للبحرية الامريكية قد يتسبب الاعصار بتعطل حركة الملاحة والسفن المتجهة الى بحر العرب من مضيق هرمز والخليج العربي بسبب سرعة الرياح، عدا التأثير على المنشآت النفطية و المصافي في صحار العُمانية و الفجيرة الاماراتية، رغم عدم ترجيح وزير النفط العُماني التأثير على الامدادات و حقول النفط العمانية في الجنوب، الا انه قال لبلاتس غلوبال المتخصصة أنه قد يتعين إلغاء التحميلات لساعات بسبب الرياح العاتية.
من المتوقع ان يرتفع سعر برميل برنت بنسب تتراوح بين 5 الى 10%، وقد يتخطى حاجز 86 دولارا ويحقق مستوى سعري لم يسجل منذ 7 سنوات، وقد وصل الاسبوع الماضي سعر برميل برنت الى 80 دولارا في اعلى مستوى له منذ 3 سنوات الى ان اغلق نهاية الاسبوع عند 79.28 دولاراً للبرميل، وذلك قبل اجتماع اوبك بلس المقرر في 4 اكتوبر ، والضغوط من الولايات المتحدة والدول المستهلكة للنفط لزيادة الانتاج عن الخطة المتبعة لدول المجموعة، دون وجود مؤشرات من اوبك بلس لتغيير خطتها .
كما ومن المتوقع ان ترتفع اسعار الغاز المسال في العقود الفورية بنسب اكبر وقد يتخطى حاجز 50 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، خاصة في اسواق آسيا ، وقد ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال لتبلغ 34 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية نهاية الاسبوع، بزيادة 20٪ تقريبا عن الأسبوع السابق. مقارنة مع أقل من دولارين للمليون وحدة في مايو 2020.
السعودية تحوطت عبر خط انابيب شرق-غرب او (بترولاين) الذي يمتد من الدمام على ساحل الخليج العربي إلى ينبع على ساحل البحر الأحمر، لضمان تصدير النفط في حال تعذر المرور من مضيق هرمز، و تبلغ قدرته 5 مليون برميل/يومياً مع العمل على زيادة القدرة الى 7 مليون برميل، و يمكن لخط أنابيب شرق-غرب تصدير حوالي 3.6 مليون برميل/يومياً، أي ما يقارب من نصف الصادرات السعودية الحالية.
الممر البحري من مضيق هرمز الى بحر العرب يعتبر الممر الاكثر اهمية للطاقة في العالم ، وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية 21% من امدادات البترول في العالم تمر عبر مضيق هرمز. وتشير التقديرات إلى أن 76٪ من النفط الخام والمكثفات التي انتقلت عبر مضيق هرمز ذهبت إلى الأسواق الآسيوية في عام 2018. كانت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة أكبر وجهات النفط الخام الذي يمر عبر مضيق هرمز إلى آسيا، كما يمر عبر مضيق هرمز وبحر العرب 12% من مستوردات الولايات المتحدة من النفط اغلبها من السعودية وبنسبة 10% من المستوردات النفطية الامريكية ، كما تتدفق أحجام ضخمة من الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق هرمز وبحر العرب، وتم نقل ما يقرب من 4.1 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي المسال من قطر عبر مضيق هرمز في عام 2018 ، وهو ما يمثل أكثر من 25٪ من تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية.
ميناء الفجيرة النفطي يتمتع بموقع استراتيجي ويقع على بحر العرب ويحوي منشآت تخزين نفط ومشتقات نفطية وغاز مهمة ، و يُمكّن الإمارات من تصدير النفط دون المرور بمضيق هرمز ويحتوي على منصتين لتصدير النفط وعلى أنبوب يؤمن النفط من أبو ظبي حيث توجد غالبية الاحتياطي النفطي الإماراتي، ينافسه على الساحل ذاته ميناء صحار العماني الذي يعتبر مركزاً للتجارة النفطية العمانية عبر المحيط الهندي ، حيث إن أكثر من 60% من واردات عُمان تمر عبره، إلى جانب أكثر من 40% من الصادرات، وأكثر من 80% من البضائع المعاد تصديرها.
عامر الشوبكي/ باحث اقتصادي متخصص في شؤون النفط والطاقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/03 الساعة 13:27