لماذا جلس أردوغان خلف حفظة القرآن؟ إليك التفاصيل (صور)
مدار الساعة - أدرك أن حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته، فقدمهم للمقاعد الأمامية المخصصة للطاقم الرئاسي، .وجلس خلفهم في الصف الخامس منصتا لتراتيل تلاواتهم العذبة، غير مبال بالبروتوكولات وأي من الانظمة، كل ما يشغله تكريمهم الفعلي وتقديمهم على نفسه ..هذا ما فعله الطيب رجب اردوغان رئيس الدولة التركية .
نعم هذا ما قام به الطيب أردوغان خلال حفل تكريم المشاركين في مسابقات حفظ القران في تركيا قبل نحو شهر وفق ما التقطت الصور وما نقل أحد المشاركين .
معتصم الدبش احد المشاركين في حفل تكريم المتسابقين من الحفظة في تركيا ، وقف مذهولا امام ذلك المشهد المهيب لما يزيد عن الدقيقة .
"امتلات القاعة في مقر الرئاسة بالجمهور المشارك اضافة الى المتسابقين والكل في انتظار دخول الرئيس الطيب " يقول الدبش، ويتابع: "وتفاجانا بتقديم جلوس الحفظة بالمقاعد الامامية المخصصة للرئيس وطاقمه ، واضمرنا في انفسنا ان الطيب قد لا يحضر ، وسينيب احدهم عنه لتكريم الحفاظ المتسابقين".
"فقدنا الامل برؤية الرئيس الطيب" يصف الدبش الموقف، مسترسلا "وماهي سوى دقائق حتى ضجت القاعة ..ووقف الجميع مرحبا باردوغان، ومصفقا له بحرارة.. وقلنا انه سيتوجه على الفور الى المنصة لالقاء كلمته على عجل ثم يغادرنا ، غير انه فاجانا بالجلوس في الصف الخامس ، متابعا فقرات الحفل من مقعده".
حينها اثنى مقدم الحفل على ما فعل الطيب اردوغان قائلا من على منصته "سيادة الرئيس لم يجلس في المقاعد الامامية اكراما لأهل القران "...بل وكان لافتا انسجام الرئيس مع القراء اثناء تلاوتهم القران ، واغماضه عينيه مستغرقا بخشوعه على حد وصف الدبش .
"لم يسعدني التكريم الذي حصلت عليه ، ومصافحتي للطيب اردوغان بقدر ما اسعدني واثر بي انصاته وتجليه الخاشع اثناء تلاوة القراء" يزيد الدبش.
ورغم مشاركته في ثلاث مسابقات عالمية في حفظ القرآن ، اضافة للعشرات المحلية ، غير انه لاول مرة يحفل بهذه الرعاية والاهتمام البالغ هو وزملائه الحفاظ، اذ حجزت وزارة الاوقاف التركية للمتسابقين في افخم الفنادق، وقدمت لهم أفضل الخدمات، وقدمت الدبش لتلاوة القران في احد اكبر المساجد باستطبول ..مسجد السلطان احمد .
وعن حياة الدبش مع القرآن ..وعن كيفية تمكنه من حفظه قال " تعهدني والدي بحفظ القران منذ نعومة اظافري ، وحينما توفي كان لازال عمري 10 سنوات وقد اتممت حفظ الثمانية اجزاء ، ثم تعهدتني والدتي بالحفظ حتى ختمته وانا ابن 13 عاما "، مشيرا الى ان والده كان القراء المشهورين لكتاب الله ، ويعمل في تدريس القران .
كان لشقيق معتصم الذي يكبره سنا والذي يدعى احمد بالغ الاثر في توجيهه التوجيه الايماني التربوي ، اذ كثيرا ما تعمد الصلاة خلف اخيه الصغير كي يصوب له تلاوته وتجويده ، فلاعجب فاحمد الدبش يحمل شهادة الدكتوراه في العقيدة الاسلامية .
"علم ابنك القران ..وسوف يعلمه القران كل شئ" كانت تلك العبارة الشهيرة لوالدته التي لطالما رددتها على مسامع معتصم الدبش ، الذي اكد انه في سن المراهقة كاد ينزلق مع المنزلقين غير ان خوفه على كتاب الله الذي يحفظ في صدره كان يحول بينه وبين الوقوع في الزلل والمعاصي ، وهذا المعنى الحقيقي الذي اكتشفه للعبارة التى كانت ترددها والدته على الدوام، وفق السبيل .
يبلغ عمر معتصم الدبش 26 عاما ، درس الشريعة واصول الدين في الجامعة الاردنية ، ويعمل حاليا امام مسجد في ضاحية الياسمين بالعاصمة عمان ، ومدرسا لمادة التربية الاسلامية في مدارس الحصاد التربوي ، وهو احد منفذي مشروع الالف حافظ وحافظة في المدرسة ، كما انه منشد في فرقة اليرموك .