ولي العهد

مدار الساعة - كتب: عبدالهادي راجي المجالي
.. أصيب ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله الثاني بالكورونا، وقد تابعت تعليقات الناس على الفيس بوك.. وتعاطفهم الشديد، أنا أجزم أن الأمير يقضي وقته في العزل الآن يتابع صفحات الناس وأدعيتهم.. وما كتبوا وماذا سيكتبون..
أجزم أن هاتفه لا يهدأ، فحين يصاب الابن بالمرض.. يستفز قلب الأم وقلب الأب يستفز أكثر.. والاتصالات التي تأتيه غالبا ما تحتوي على جملة: (كيف اليوم أحسن؟).. وثمة اتصالات بلا أسئلة تأتي من الأمير هاشم ومن الأميرات فقط لمجرد سماع الصوت، وأحيانا تتضمن (مزحة) من شاكلة: (بدي أجي اتغدى معك).. وأحيانا يطيل صاحبها المكالمة فقط لأنه يعتقد أن المكالمة بحد ذاتها أنجع من الدواء..
وأظن أن حرس الأمير مثلهم فهم عائلته أيضا، أجزم أن المرافق الخاص يراقب من خلف الشبابيك.. وقلبه مفطور وينتظر أن تنتهي هذه المحنة، وثمة عسكر يخدمون مع الأمير الآن.. يؤكدون لبعضهم: أنه خرج في الصباح ومشى.. وأن بنية الأمير جيدة ويمارس الرياضة.. وبعضهم أكد أن البصل والليمون مع الثوم أفضل من كل العلاجات.
هي الأم وحدها، من تمرض أكثر من الابن.. هي وحدها من تمضي ليلها تطوف في الغرف وهي وحدها من تحمل عن وليدها المرض والتعب، وربما لو خيرت الملكة لأخذت المرض عنه..
أنا أتذكر الأمير حين كان صغيرا، وأتذكره أيضا حين كبر.. وحين اصبح وليا للعهد، هو الوحيد الذي لم يعش صخب الشباب وتمردهم.. لم ينتج في مسيرته أسئلة، بقي مستقيما.. ملتزما، متواضعا.. ينظر للجيش على أنه المؤسسة الأقرب إليه، ويحمل من شيب أبيه الملك كل معاني الحياة والصبر..
بالرغم من إصابة ولي العهد بالكورونا، إلا أنه لو أتيح للأردنيين أن يزوروه لذهبوا وقبلوه على الخدين وجلسوا معه، ولو قدر لهم أن يهاتفوه.. لأعطاه كل واحد منهم تجربته مع الكورونا ونصحه بالشيح والقيصوم.. وبعضهم أكد له أن والدته (الحجة) دعت له في صلاة الصبح، وبعضهم سيأخذ معه (كمشة) زعتر.. والبعض ربما سينحر بعيرا تقربا لله وطلبا لشفاء الأمير..
ما قرأته أمس على الفيس بوك، كان استفتاء على شخصية الأمير، لا يوجد صفحة لم تحمل صورته.. ولا تعليق لم ترتفع فيه الأكف بالدعاء لسلامته، ولا شاب إلا وطلب الصحة له..
أنا مثلي مثل كل الأردنيين، أتمنى للأمير السلامة وأن يخرج من محنته.. ولو كنت عنده لقمت بهرس الثوم مع اللبن وجعلته يغمسهما مع خبز طابون, وقمت بغلي الشيح والميرمية..
نحن نعشق من يشبهنا، والأمير منا.. يشبهنا في الروح والوجه، والابتسامة والضمير.. ويشبهنا في الحياة.
شافاه الله.. وسلمه.
Abdelhadi18@yahoo.com