بلادنا التي أحبها الله (1-2)
سنظل نكتب دون توقف، عن أطماع الكيان الإسرائيلي الصهيوني ومشروعه الحربي التوسعي، لا من أجل حرية الشعب العربي الفلسطيني، شعب الجبارين، فحسب، بل من أجل حماية الأردن، الذي لا نشك لحظة أنه في مهداف الأطماع الإسرائيلية، وأنهم سيظلون يحاولون توفير الظروف لمعاودة غزوه، كما فعلوا يوم موقعة الكرامة المجيدة.
وكما إنني لا أرى أن تحقيق أهداف الشعب العربي الفلسطيني في الحرية والاستقلال وكنس الإحتلال، مستحيلة. فإنني لا أرى أن تحقيق أهداف الحركة التوسعية الصهيونية، مستحيلة.
إن تحقيق الافكار الكبيرة ممكن، مهما بدت مستحيلة ونائية وقصية.
وأعيد التذكير بما كتبه ثيودور هرتسل في كتابه «الدولة اليهودية»: (ليس هناك قوىً تستطيع نقل أمة من بيئة لتستوطن بيئة أخرى، الفكرة وحدها هي التي تستطيع ذلك، تلك هي فكرة الدولة اليهودية التي تحمل في طياتها القوة اللازمة لأن تفعل ذلك).
بلادنا التي رضي الله عنها وأحبها، وملأها بالتين والزيتون، وأقسم بهما وجعل ثمرها الأعلى وعبأ كوايرها بالقمح والنوار والبذار.
بلادنا التي تتميز بفرح الحصادين ووفرة الزيت ومقاطف القطين وخبز الطوابين وحليب التين وشوك الصبر وثغاء الطليان!!.
بلادنا التي يغطي الندى رموشها وتتدفق المزاريبُ بين يديها ولا تتوقف النواعير فرحا بجرارها.
بلادنا ذات بير الطي وعين شلحا وعين سارة وعين الجهير. بلادنا التي ليس كمائها ماء: مياه الحمامات السحرية التي تشفي العليل في ماعين وعفرا والبربيطة وأم قيس.
بلادنا التي يعطرها نجيعُ جعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة وزيد بن حارثة وأمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح وبلال بن رباح.
بلادنا سوريا الكبرى والعراق- سوراقيا، هي من علّم العالم الأبجدية، وسن شرائع حمورابي أول العدل. وفي بلادنا العظيمة تم تهجين القمح والخيل.
بلادنا قلب الكون ومركزه ومجرى الحياة ومحور الخصب ومجمع الغزاة ومصارعهم المتكررة الثابتة الحتمية الأكيدة.
بلادنا العظيمة، ترصعها مدن الثلوج والمروج، الضاربة في العراقة والعتاقة، الممتدة من البترا والشوبك والطفيلة والكرك وحسبان ومأدبا وذرى نيبو وفيلادلفيا وجادورا وجدارا وام قيس والقدس وجبل النار ومرج ابن عامر وعكا وأريحا وطبريا والناصرة ودرعا والسويداء وميسلون وبصرى ودمشق وحلب وقانا وبيروت والإسكندرون والمحمرة وصور.
الدستور