الاردن عصيّة .. ما يدوس ترابها غير رجالها

مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/18 الساعة 23:09

تتجه بوصلة المنطقة هذه الايام نحو التأزيم ، ولا ندري لعلّها تكون على شفا حرب لا يعلم عواقبها إلاّ الله ؛ و سبق لنا في الأردن أن مررنا بأحداث صعبة كمثل القادم المجهول وكان يُعرف حينها " بالربيع العربي " ؛ وجعلنا منه ربيعاً أردنياً خالصاً ؛ إلتفَّ به الشعب حول القيادة محافظاً على وطنه بسياج الوحدة الوطنية والتمسك بالعروة الوثقى من ولاء وانتماء.

تتعدد السيناريوهات للمرحلة القادمة ، ولا يعلم أحد أي القادم سيكون رحيماً بالمنطقة ، أرضاً وزرعاً وبشراً ، فعندما وصف جلالة الملك المعظم صراعات المنطقة بالحرب العالمية الثالثة ، لَمْ يكن المقصود حجم التهديد ؛ وانما قدرة الصراعات على ان تكون عاملاً في إحداث تغييرات هائلة في المنطقة ، وان النصر أو الهزيمة سيشكل منظومة القيم العالمية ويحدد طبيعة أمن العالم ، وأسلوب حياة الأمم لفترة طويلة قادمة .

لقد باتت الحروب المعاصرة تعتمد على عصابات تنشئها أنظمة منتهية الصلاحية دستورياً وشعبياً واقليمياً ودولياً ، تكون الخلايا النائمة احدى أهم عواملها ،بحيث تستغل العصابات وجودها في بؤر مأمّنة خارج حدود الاوطان المستهدفة ؛ وترسل خلاياها العفنة لإثارة القلاقل والفتن والقيام بعمليات تفجير لزعزعة الأمن لدى الهدف الآمن .

وتُعَدْ القدرة على منع أي عمل ارهابي قبل وقوعه صفة يمتاز بها الجيوش والأجهزة الأمنية ذات الطابع الوطني التي أنشأت لحماية بلدانها وشعوبها ؛ وهذه القدرة تُعرّف بالأمن الإستباقي كنظرية ، ويعرفها من لهم خبرة في هذا الإختصاص ، كذلك الامر قوة الردع والقدرة على ادارة الازمة الأمنيّة حال وقوعها فما بالك بمحافظة جُلُّ أبنائها من أبناء العشائر أفراد جيش ومرتبات أجهزة أمنية على رأس أعمالهم أو متقاعدين  ، ويعرفها من لهم خبرة في هذا الإختصاص وعليه فإن افراد الجيش العربي الأردني الهاشمي المصطفوي والامن الأردني الذين إلتحقوا بهذه المؤسسات يعرفون جيدا طبيعة عملهم ، وأنهم مشاريع شهادة للدفاع عن الوطن ، سواء داخل الوطن أو خارجه .

ما كان من ظهيرة يوم الأحد وحتى المساء في محافظة الكرك ، إلاّ أنموذج يظهر معنى الأمن الإستباقي وقوة الردع والجاهزية ومعنى الولاء والانتماء لدى مرتبات أجهزتنا الامنية والجيش العربي وأبناء العشائر الأردنية عامةً والكرك خاصةً ، حيث تلاحم الجميع رغم كفاءة مرتبات الاجهزة الأمنية لدينا وقوات الدرك ومكافحة الارهاب .

فما كان إلا أن قامت القوات المختصة وابناء عشائر الكرك بمتابعة المجموعة الضالة و رصد تحركاتهم وتحديد مكانهم في قلعة الكرك الابية الذي تحصنوا فيها ، رفض الارهابيون الانصياع والافراج عن الرهائن الابرياء وتسليم أنفسهم وأبدوا مقاومة عنيفة لرجال الأمن بالأسلحة الاوتوماتيكية والذخيرة الكثيرة ، وقامت القوات المختصة بالتعامل مع الموقف بالواجب والقوة المناسبة، وتم الافراج عن الرهائن وقد نجم عن الاشتباك استشهاد اربعة من مرتبات الامن العام و ثلاثة من قوات الدرك ومواطنين اثنين وسائحة كندية  وإصابة عدد من نشامى قوات الأمن الأردني ومن المواطنين المدنيين .

تناولت وسائل التواصل الاجتماعي عبر العالم أحداث الأمس في محافظة الكرك ( خشم العقاب )، وما كان من صفحات ابناء الاردن المُوحّد إلا أن تعكس صورة سببت الأرق والجلطة الدماغية لؤلائك المتربصين بالأردن أرضاً وشعباً ونظاماً .

الشعب الأردني يعي جيداً خطورة المرحلة ؛ وعليه فهو يعرف أن برّ الأمان والاستقرار الذي يتمتع به لم يتأتى إلا من ثقته المُطْلقة بقيادته الهاشمية ، وجيشه العربي المصطفوي ، وفرسان الأجهزة الأمنية الذين يواصلون الليل بالنهار لحماية المواطن الاردني في كل مكان في العالم ؛ وهذه الرسالة يكرر الشعب الاردني ارسالها للجميع ؛ وفي كل المناسبات مفادها " نحن شعبٌ مُوحّد وقت الجد .. كلنا جيش ... كلنا مخابرات ... كلنا سياج أمني خلف القيادة الهاشمية المظفرة " ؛ فهذا الوطن لن يركع إلا لله ؛ بِهمّة أبناءه الشرفاء ولن نكون كغيرنا .

ورسالة نرسلها لكل الارهابيين وخلاياهم النائمة بأن الاردن عصيّة ما يدوس ترابها غير رجالها ، والشعب الاردني بأكمله لكم بالمرصاد وأثبتت لكم خشم العقاب من هم أبناء الاردن ومن هي أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة ومن هي العشائر الاردنية .

حفظ الله الأردن ملكاً وأرضاً وشعباً .

مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/18 الساعة 23:09