رئاسة مجلس النواب الليبي تتأبط شرا لليبيا.. هل المطلوب تحول البلد الى مربعات يحكمها امراء الحرب؟

مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/24 الساعة 22:23
مدار الساعة - كتب: عواد الخلايلة - ماذا يريد البرلمان الليبي من ليبيا؟ بل ماذا يريد امراء الحرب في الساحة الليبية، وهم يحصرونها وسط خيارين إما الفوضى أو الصراع؟
هل هذا ما يطرق رأس رئيس مجلس النواب وعدد من النواب الان؟ وكأن ليبيا لا ينقصها إلا سوى ما يقومون به، وهم يرسمون صورة قاتمة للمشهد لمعاداتهم حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
يوم الثلاثاء سحب مجلس النواب الثقة من الحكومة، الإجراء المطعون في دستوريته، حتى من عشرات أعضائه.
إذن الساحة الليبية على مفترق طرق حاد، وسط إجراء من رئيس المجلس مطعون في دستوريته.
على العموم كان رد الشارع الليبي سريعا وهو يطالب بإسقاط مجلس النواب نفسه. حشود من مختلف المدن شرقاً وغرباً وجنوباً.
ولأن الشرعية للشعب ها هو الشعب يغضب من عبث البرلمان بمستقبل ليبيا.
الحكومة التي حاولت في علاقتها إغلاق باب الفوضى، عبر شعرة معاوية التي تعاملت فيها مع مجلس النواب، حذرت اكثر من مرة ان إجراءات المجلس تفتح الباب على صراع جديد، هو اخر المنتظر الليبي.
فيما السؤال اليوم هو من يريد لليبيا كل هذا الشر؟
73 نائبا صوتوا على سحب الثقة بالحكومة وهو رقم أقل من النصاب القانوني المطلوب، وبرغم أنف الرقم صار 89 نائباً بحسب عين رئاسة مجلس النواب.
عندها أكدت عريضة وقع عليها 38 نائباً صوَّتوا ضد حجب الثقة عن الحكومة ان رئاسة المجلس تأبطت شرا لليبيا، وان هناك من يسعى لرسم السواد في ليبيا.
ما زال عبدالحميد الدبيبية رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، يسعى إلى إزالة الحواجز العبثية من أمام مستقبل ليبيا، على أن هناك من لا يريد له أن ينجح في تحقيق الاستقرار لليبيا التي تعبت من الفوضى، بينما لم يتعب أمراء الحرب من ذلك.
فيما جمهور عريض في ليبيا عبّر عن رفضه لاستخفاف مجلس النواب بالعملية السياسية برمتها، وهو يحاول القفز بليبيا في الهواء من دون ضمانة لوجود أرض تحتها.
لكن لن تجد رئاسة مجلس النواب الطريق سالكا لصناعة الفوضى، فشرعية الدبيبة، تجد حبلا لها موصولا من نواب إضافة الى المجلس الأعلى للدولة، ومنظمات المجتمع المدني ومنها أحزاب، بل وحتى أنصار الأندية الرياضية، واضف الى ذلك البعثة الأممية والمجتمع الدولي.
إن أمراء الحرب في ليبيا دعاة الفوضى في سعة من أمرهم، وها هم نواب ليبيون، وبرغم كل التنازلات التي قدمها رئيس الحكومة يريدون ان يحوّلوا ليبيا الى مربعات من امراء الحرب الذين لا يستطيعون العيش الا على الفوضى.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/24 الساعة 22:23