نسوان
مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/23 الساعة 03:15
زمان كانت النساء مختلفات جداً...
كان لدينا جارة تقوم بتركيب اسطوانة الغاز وحدها، وبعد ذلك تفحص التسريب عبر (القداحة).. لم تكن تراعي شروط السلامة, وكانت تعتقد أن الأمان بالله وحده فقط..
الدجاج كان أيضا أشهى, حين يطبخ من تلك الأيدي.. لم تكن الطناجر صغيرة كانت كبيرة جدا, وتشمل مرتبات العائلة, إضافة للجيران... أنا قلت زمان كانت النساء مختلفات جدا،.. كانت (أم فتحي) تصحو في السادسة.. وتقوم بشطف كامل ملحقات المنزل مستعملة (البربيش)... صحيح أنها كانت مكتنزة قليلا، ولكنها مثل الغزال... ما زلت أذكرها.. جيدا, وأتذكر أنها كانت تشبة عجلة الإنتاج في زمن ستالين... لم تتوقف عن الإنجاب في ذات الوقت ولم تتوقف عن العمل... لو أنها عاشت في زمن ستالين.. لحصلت على جائزة العامل المثالي.. أصلا الإنجاب لدى (ام فت?ي) كان عملية سهلة جدا.. تغادر المنزل وتعود بعد (3) ساعات.. مع طفل جديد.
حتى أن العمل النسوي كان مختلفا...
لم يكن هنالك جندر أو مساواة أو تمكين, كان العمل النسوي يقتصر على تحضير حشوة (المكدوس).. وكانت المؤتمرات تعقد من أجل (معمول العيد)... أنا أتذكر تلك الجلسات... وانقسام المؤتمر إلى فرعين.. الفرع الأول: معمول بعجوة والثاني معمول بجوز... وكانت تدور نقاشات عميقة أثناء عمليات التحضير... وأتذكر أن المؤتمر ذات مرة دخل في مرحلة خطيرة وتوقف عن الجلسات الختامية, كون (أم وحيد) أصيبت بخدر في قدمها.. ما استدعى تدخل النسوة وإجراء عمليات تنشيط الدم في القدم.. ثم عادت وأكملت.
النساء زمان كنَّ مختلفات جدا.. والعمل النسوي كانت له أطر شعبية, ومازلت أتذكر دخول (الماجي) في نهاية الثمانينيات.. كان يعتبر ثورة في عالم (المقلوبة).. وقد حدث بعض الخلافات في الصف النسوي، حول جدوى استعماله... ولكن في النهاية انخرط الجميع في (الماجي)...
النساء زمان كان لهن طعم في الروح، كانت الوجوه أجمل من دون (مكياج).. وكانت الأيام أحلى, وصوتهن كان يبعث على استتباب الرضا في القلوب... هل أنا ضد العمل النسوي والمساواة والتطور؟.. كلا أنا لست ضد ذلك.. أنا أصلا أكتب عن الزمن فقط.. فهو ظالم وظالم جدا.
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
كان لدينا جارة تقوم بتركيب اسطوانة الغاز وحدها، وبعد ذلك تفحص التسريب عبر (القداحة).. لم تكن تراعي شروط السلامة, وكانت تعتقد أن الأمان بالله وحده فقط..
الدجاج كان أيضا أشهى, حين يطبخ من تلك الأيدي.. لم تكن الطناجر صغيرة كانت كبيرة جدا, وتشمل مرتبات العائلة, إضافة للجيران... أنا قلت زمان كانت النساء مختلفات جدا،.. كانت (أم فتحي) تصحو في السادسة.. وتقوم بشطف كامل ملحقات المنزل مستعملة (البربيش)... صحيح أنها كانت مكتنزة قليلا، ولكنها مثل الغزال... ما زلت أذكرها.. جيدا, وأتذكر أنها كانت تشبة عجلة الإنتاج في زمن ستالين... لم تتوقف عن الإنجاب في ذات الوقت ولم تتوقف عن العمل... لو أنها عاشت في زمن ستالين.. لحصلت على جائزة العامل المثالي.. أصلا الإنجاب لدى (ام فت?ي) كان عملية سهلة جدا.. تغادر المنزل وتعود بعد (3) ساعات.. مع طفل جديد.
حتى أن العمل النسوي كان مختلفا...
لم يكن هنالك جندر أو مساواة أو تمكين, كان العمل النسوي يقتصر على تحضير حشوة (المكدوس).. وكانت المؤتمرات تعقد من أجل (معمول العيد)... أنا أتذكر تلك الجلسات... وانقسام المؤتمر إلى فرعين.. الفرع الأول: معمول بعجوة والثاني معمول بجوز... وكانت تدور نقاشات عميقة أثناء عمليات التحضير... وأتذكر أن المؤتمر ذات مرة دخل في مرحلة خطيرة وتوقف عن الجلسات الختامية, كون (أم وحيد) أصيبت بخدر في قدمها.. ما استدعى تدخل النسوة وإجراء عمليات تنشيط الدم في القدم.. ثم عادت وأكملت.
النساء زمان كنَّ مختلفات جدا.. والعمل النسوي كانت له أطر شعبية, ومازلت أتذكر دخول (الماجي) في نهاية الثمانينيات.. كان يعتبر ثورة في عالم (المقلوبة).. وقد حدث بعض الخلافات في الصف النسوي، حول جدوى استعماله... ولكن في النهاية انخرط الجميع في (الماجي)...
النساء زمان كان لهن طعم في الروح، كانت الوجوه أجمل من دون (مكياج).. وكانت الأيام أحلى, وصوتهن كان يبعث على استتباب الرضا في القلوب... هل أنا ضد العمل النسوي والمساواة والتطور؟.. كلا أنا لست ضد ذلك.. أنا أصلا أكتب عن الزمن فقط.. فهو ظالم وظالم جدا.
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/23 الساعة 03:15