لِمَاذَا خَلَقَ اللهُ اَلْوَفَاةَ (اَلْمَوْتَةَ اَلْكُبْرَى) وَاَلْحَيَاةَ؟
لقد خلق الله الموت والحياة منذ بداية هذا الكون فخلق آدم عليه السلام ومن آدم خلق زوجه وسن بينهما سنة الزواج ورزقهما بالذكور والإناث وسن بين ذريتهما الزواج وبَثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). وإستمر الموت (الموتة الكبرى- الوفاة بين ذريتهما) والحياة ولادة الأناثي عن طريق الزواج بين الذكور والإناث ممن قسم لهم الذرية (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات: 13)). ولقد قهر الله عباده بالوفاة وكما قيل تعددت الأسباب والموتة الكبرى واحدة وهي قبض الروح من الجسد وعدم عودتها إليه نهائياً، فمن الممكن أن يتوفى الله المخلوق وهو نائم إذا إنتهى عمره ولا يعيد له روحه أو بسبب مرض، حرق، غرق، قتل، بفيروس كورونا . . . إلخ، ليعود المخلوق لِرَبِّه ليحاسبه ولا يظلمه أبداً (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الزمر: 42)). وقد خلق الله الموت والحياة (الحقيقة التي لا ينكرها أحد) ليبلونا أيُنّا أحسن عملاً (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (الملك: 2)).