عكروش تكتب: اجهر سكينك واذبحني
مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/21 الساعة 17:29
بقلم الدكتورة ميسم عكروش
شعب الأردن المحب، شعبي الشهم شعبي الذي لا يرضى الا بالحق
طبيبك هو جنديك المجهول إن لم يكن دوما على الأقل خلال الجائحة، هو ذلك المحارب الذي حمل روحه على كفه وسار دون تردد أو يلتفت الى الوراء ويرى أما يبكي قلبها قبل مقلتيها ليحميك
او طفلا ينادي أمي/أبي لا تذهب فهذا الوباء المقيت قاتل، لأنه يفكر فيك.
لا لم يكن أحد يعلم ماهية ذلك الوباء لا يوجد علاج لا يوجد مطعوم لا توجد اسرة للعلاج الا أنه زج بروحه للخطر ليحميك وينجوا الوطن، حتى طلاب الطب في عز الخطر احترموا قسما سيحلفون به فيما بعد وقاموا بإيصال علاجك لباب بيتك حتى لا تنقطع عنه حتى تكون بأمان.
دول العالم نظمت مسيرات هُتافات ورسومات تشكر فيها الجيش الابيض تعبر عن الحب والاحترام تكن له التقدير و الاجلال
ما بالكم اهلي وعزوتي ما بالكم شعب الطيبة و رجال الحق!
هو لن يؤذي ابناء دمه ولحمه بقصد
هو المتضرر الثاني بعد ذوي المريض المُقصر معاه
هو الذي يسقط ميتا و دون سابق انذار في خندق قتاله في ليلة مناوبة استنزفت فيه كل خلية من جسمه
وفر لطبيبي البيئة المناسبة للعمل من مساحة و اعداد و مهن مساندة و تدريب كافٍ،
ساعات عمل تليق بالبشر
غرفة نظيفة يحتسي فيها الساخن ليجدد طاقته
ثم اذا قصر خذه واسلخه
قزم المحسوبية والواسطة و التجاوزات في ظلم ذوي التحصيل الاكاديمي الاقل وامنعهم من دراسة الطب وارفع سقف دراسة الطب في الخارج كما هي في الداخل الى ٨٥
وانصف هذا الشاب و تلك الشابة من رغبة الاهل الملحة لدراسة الطب وهم ليسوا براغبين
وفر له الامن والامان و اضبط ردود فعل المرافقين التي تخيفه
وفر له اجر يسمح بعيش كريم و توفير قوت ابنائه فيصفوا دماغه و يقدم بتركيز
لا تجعله يعمل مثل المهرة لكن سخرة(غير مدفوع الاجر)
وفر للطبيب الاصغر الخبرة والمشورة و الاقدمية المحيطة به ليعمل بأمان
ثم اذا قصر طبيبي خذه واسلخه
وفر له عدد يكفي واسلخ التعينات عن ديوان الخدمة المدنية واجعل مديرا فنيا يعلم حقيقة الحاجة و القدرة الاستيعابية ينظم الاعداد و يقرن التعينات بمواقع السكن في المحافظات ليعمل الطبيب على خدمة اهله وناسه بحب
فَعل الفرز( Triajge)خذ الحالات الباردة وافرزها و احيلها للمراكز الصحية و عيادات الرعاية الاولية و بعدها ان قصر في علاج العدد المقبول للمخ البشري والحالات الساخنة خذ طبيبي واسلخه
اي مستقبل يتعب طبيبي و يكد من اجله؟ :
" هذا طبيب هذا تاجر هذا طماع هذا فاجر!!"
هذه جمل تطلقها العامة على من يضمدون جروحهم و يعالجون سقمهم ياخذون الالاف بخطيئة القلة القلال منهم
طبق فوترة على صاحب الصنعة و باقي المهن
ارفع اجر طبيبي عما قسمته له بال٢٠٠٨ حيث لم تبقى سلعة واحدة في الحياة او اجر مهني واحد على هذا الكوكب و لم تتعدل منذ ذلك الوقت
اضبط تسعيرة المستشفيات الخاصة واسعار العلاجات قبل اتهام الاطباء فأجر الطبيب هو فتات المبالغ التي يدفعها المواطن كفتورة
ثم اذا تغول طبيبي خذه من يده واسلخه
لاي حلم يعمل طبيبي و يكد ؟
و بأي طموح يشد الهمة و يرتفع شأنا وهو يرى باقتراب الوصول الى قمة الهرم يولى عليه زميل من الاختصاصات الأُخرى
ارحم طبيبك يا وطن
فهو صمام الامان
وهو عضيدك في المحن
هو ذلك الطفل المجتهد هي تلك الفتاة الذكية هم ابناؤكم الذين تفوقوا و تمييزوا و سهروا الليالي ليقطفوا ثمار العناء والتعب بعد عشرين عام على الاقل
لا يجب ان يدفعوا كأشخاص ضريبة ترهل اداري و تقصير في جاهزية منظومة كاملة على مر العقود بدءا بالتشريع مرورا بالحكومات وانتهاء بالمؤسسات اللصيقة بالمهنة من مجالس طبية و صحية و نقابات
هل لكم باخذ سيد البلاد و ولي عهده قدوة في اسلوب التعامل مع الجيش الابيض و طريقة الخطاب التي توفيه حقه!!
عليه و مذ هذه اللحظة اطالب بان يُحاكم بالقانون (و فخرا للاردن انها دولة سيادة القانون ) كل من تسول له نفسه الاساءة لملة الاطباء و الحديث عنهم باسلوب التهكم او بتقليل الاحترام .
ومن له حق عند احدهم و اثبت ان الطرف الثاني مذنب فليأخذ حقه بالقانون و دون تطاول او تشهير
والا فليبحث كل منا عن الطب البديل و الاعشاب و الشيوخ لترقيهم و نترك اصحاب الايادي البيضاء التي تُلف بالحرير للهجرة و خدمة الشعوب الغريبة حيث يجدون الحب والتقدير والاحترام
حمى الله الاردن ارضا و شعبا و قيادة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/21 الساعة 17:29