الحباشنة يكتب عن طاهر المصري: ما هي جريمته

مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/21 الساعة 16:06
مدار الساعة - كتب: فارس الحباشنة من حق طاهر المصري أن يسأل جدلا، ما هو سر وسبب هذا الهجوم الذي استبق اشهار مذكراته وسيرته الذاتية؟ وما هي الجريمة والذنب او الذنوب التي ارتكبها ليستحق هذا البلاء؟ طاهر المصري لم يسرق، وليس مدرجا على قوائم الحرامية والفاسدين، وليس شريكا باي جريمة بحق المال العام، ولا جرائم سياسية اشنع ارتكبت بحق الدولة ومشروعها الديمقراطي الوطني. اعرف ان السياسة تولد خصوما ، وهذا منطقي وعادي، ولكن الانتقام والحقد والنهش في السير الذاتية عوضا عن قراءتها، هذا كفر ومرض نفسي . اعرف أن خصوم المصري كثيرون ، واعرف ان نموذجه مزعج ، وان ثمة طبقة لا ترتاح للمصري عندما يتكلم عن المال العام ودولة العدل و الحق، و عندما يتكلم عن الاصلاح و الشفافية و الكفاءة والحكم الرشيد . هذا الكلام ليس تعبيرا عن عاطفة شخصية ، وتقدير لرجل دولة بحجم طاهر المصري ، نظراؤه قليلون بين من عرفنا في السلطة والعمل السياسي عموما . المصري سياسي محترف، و قاريء ذكي ، ومحلل استباقي ومستشرف للمستقبل ، ويمسك بادوات السياسة حرفة و صنعة ، وخبرة . واريد هنا ان اتكلم عن جانب وجوانب اخرى من شخصية المصري، فهو لا يعرف الحقد والنميمة، يتعامل بكبرياء و اخلاق نبيلةمع من لا يستحقوا الاحترام. والمصري اعترف انه من السياسيين الاردنيين المخضرمين ، وجلست مع دولته اكثر من مرة . وعندما تجلس مع طاهر المصري لازم تكون محضر درسك اكويس، ولأن الرجل قارئ وملم و متابع، وشغوف في الابتكار في التفكير السياسي ، ومثقف وناقد، وقارئ للراهن سياسيا من كل الزوايا والنوايا وعوارضها الطيبة والسيئة . مذكرات طاهر المصري ظلمت قبل ان تولد. وسوف اقرأها و ان كنت حتى الان لم اعثر على نسخة منها . و انا واثق من ادوات المصري المعرفية والسياسية ، وامانته وموضوعيته، ونزاهة موقفه في الواقع السياسي فما بالكم في الكتابة وتدوين مذكرات. للعلم، فان كتابة المذكرات دائما محفوفة في المخاطر والجدل، وكحقل الألغام هذا الصنف من الكتابة السردية. ومن الطبيعي والعادي ان يقفز الكاتب وصاحب المذكرات عن وقائع ، ويتركها لخيال القارئ، و ان ثمة موانع سياسية تحذر نشرها الان . والمذكرات ليست كتاب تاريخ، بل هي رواية للتاريخ، وثمة فارق كبير و شاسع بينهما. طاهر المصري سياسي اغنى العمل السياسي الاردني. . واعطى الكثير ، ورسم خطا ونهجا سياسيا مؤمنا بأطروحات وقيم ومبادئ الاصلاح والحكم الرشيد والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . اعرف ان قلبك كبير، وصدرك اوسع وتتحمل الصغير قبل الكبير .. و انكمً شخصية جامعة لا مفرقة ومنفرة . اكتب هذه السطور ، وصراحة انا في غاية الخجل، لان طاهر المصري لا يستحق ان يقابل في تاريخه السياسي بالانكار وعدم الاعتراف، وتشويه مبكر لمحاولة في كتابة لافصاح سياسي عن حقب هامة وفاصلة من تاريخ الاردن المعاصر . و..الله هذا من بؤس الحال. الخوف من قراءة سردية تاريخية، واي عزلة وقوقعة تصيب العقل الاردني.. الخوف من كل شيء، خوف من الكلمة ان كتبت او نطقت او ضمرتها الصدور .
  • مدار الساعة
  • مذكرات
  • مال
  • تقبل
  • الاردن
  • الطيبة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/21 الساعة 16:06