هَلْ تَفْنَى أَجْسَادُ اَلْشُهَدَاءُ؟
تعريف الشهيد، لُغَةً: هو الحاضر، و الشاهد هو الشخص العالم الذي يكشف ما اكتسبه من علم ولا يخفيه على غيره من عباد الله، وتعتبر كلمة شهيد اشتقاقاً من الفعل الثلاثي شهد، ويقال استشهد أي أنه طلب الشهادة لتأكيد خبر ما ومعاينته، واستشهد في سبيل الله أي أنه قدم حياته على كفه سعياً لرضا الله تعالى. تعريف الشهيد شرعاً: هو المسلم الذي يموت في سبيل الله تعالى تاركاً وراءه أمور الدنيا جميعها، ويحظى بلقب شهيد عادةً من يسارع إلى ساحة المعركة لقتال أعداء الله سبحانه وتعالى سواء كانت الغاية فتح البلاد أو نشر الدعوة الإسلامية أو الدفاع عن الوطن والمسلمين. أعدّ الله سبحانه وتعالى للشهداء مكانة عليا في جنانه، كما كرّمهم بالرحمة والمغفرة، ويبقيهم الله سبحانه وتعالى أحياءً يرزقون في رحابه (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ، وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون،َ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (البقرة: 154، آل عمران: 169 – 171)). ويشترط في الشهيد حتى ينال هذا الأجر العظيم إخلاص النية في القتال بسبيل الله تعالى ولا يعلم بنيته إلا الله، وعازماً على ترك الدنيا وملذاتها طلباً لرضا الله سبحانه وتعالى. وقال الشيخ ابن عثيمين في لقاءات الباب المفتوح (204/سؤال رقم/1): أما الشهداء والصديقون والصالحون فهؤلاء قد لا تأكل الأرض أحساد بعضهم كرامة لهم، وإلا فالأصل أنها تأكلها ولا يبقى إلا عجب الذنب (عظمة العصعص كما هي معروفة بالعامية لأن الإنسان ينبت منها عند البعث في الآخرة)، وعندما يدفن الميت أو المتوفى يصبح عند الله.