مَنْ هُم اَلْمُرْتَزَقَة؟ وَمَنْ هُم اَلْمُجْرِمُون؟
تعريف المرتزقة: هم جنود مستأجرون ليحاربوا من أجل دولة أخرى غير دولهم، لتلبية مصالحهم الخاصة بهم المادية البحتة بعيدا عن المصالح الدينية أو السياسية أو الإنسانية أو الأخلاقية، ومفرد مرتزقة مرتزق وهو القاتل، الذي يقتل الناس فقط مقابل المال كما هو في عالم المافيا.
استخدمت وتستخدم دول غربية حالياً المرتزقة لحماية مصالحها السياسية والاقتصادية والنفطية في أفريقيا وآسيا وأمثلة على ذلك الشركات الأمنية في أفغانستان والعراق.
وبرزت قضية المرتزقة على السطح بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة خاصة في العراق، الذي يعمل فيه نحو ستين شركة أمنية جميعها تعتمد على المرتزقة ويتقاضى أفرادها الذين يتمتعون بالحصانة رواتب عالية.
ويقدر أحد الباحثين في هذا المجال في كتابه "المرتزقة جيوش الظل" عدد المرتزقة الأجانب في العراق ما بين خمسة عشر أو عشرين ألفاً، تحت مسميات مختلفة مثل شركات الأمن والحماية وغيرها، منهم ما بين خمسة أو عشرة آلاف مرتزق من جنوب أفريقيا. وأضاف نفس الباحث في كتابه الصادر عام 2008 أن عدد منظمات الارتزاق في العالم يزيد على ثلاثمائة ألف منظمة. وأكثر ما يثير قلق المجتمع الدولي هو استخدام المرتزقة وسيلة لانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب المجازر والجرائم، وهو ما دفع كثيرين في العالم للمطالبة بمراقبة الشركات الأمنية وإخضاعها للمساءلة.
واعتمدت الأمم المتحدة في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 1989 الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم. وجَرَّمَت كل مرتزق وكل من يقوم بتجنيد أو استخدام أو تمويل المرتزقة، كما حَظَرَت على الدول تجنيدهم واستخدامهم، إذ لا يتمتع المرتزق بوضع المقاتل أو أسير الحرب. ولكن المجرمين هم الأشخاص التابعون لقوات جهة معادية لجهة أخرى من مذهب أو إعتقاد ديني معين ولا يضبط تصرفاتهم الإجرامية أسس أو مبادئ مذهبهم أو معتقدهم الديني ولا أخلاق ولا إنسانية ويقدمون على قتل وذبح وحرق والتشنيع في أشخاص لا يتبعون لمذهبهم أو معتقدهم الديني. وهذا العمل الإجرامي يعود لمفاهيم خاطئة عن أتباع مذهب أو معتقد ديني معين لأحداث قديمة لا أساس لصحتها وتم توارث هذا العداء بين الأبناء من الآباء والأجداد وتم تنميته من قبل أعداء الأطراف المتقاتلة من جنسيات أخرى في هذا العالم للسيطرة عليهم. وهذا ما شاهدناه ونشاهده من أحداث إجرامية بحق مسلمي بورما والبوسنة والهرسك والهند ووسط أفريقيا وأفغانستان والعراق وسوريا وفي إسبانيا سابقا (محاكم التفتيش)، وفي مناطق مختلفة من العالم. فهل سيشهد العالم في المستقبل رُقِياً في التعامل وإحترام حرية الأديان والمعتقدات وحقوق الإنسان بغض النظر عن العرق والجنس واللون أم لا؟ ألسنا نحن بني آدم من أب واحد آدم عليه السلام وأم واحده زوجه عليها السلام؟