لو تمّ، لانصهرت الضفتان!!

مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/16 الساعة 00:26

لو تمكن الأسرى الفلسطينيون الأبطال الستة، أو أي أسير حُرّ منهم، من عبور نهر الأردن المقدس والوصول الى ضفته الشرقية، مستجيرين بأهلهم ابناء شرقي النهر، كما فعل الثائر الفلسطيني الشيخ الشهيد قاسم الأحمد الجماعيني، لانطبقت الضفتان وانصهرتا وتوحدتا مجددا، أصلب ما تكون اللُّحمة والوحدة.
ولا تزال الفرصة التي نتمناها ونسأل الله تحقيقها، موجودة وواقعية، لعبور أحد الأسيرين البطلين الطليقين، مناضل يعقوب نفيعات، أو أيهم فؤاد كمامجي، أو كليهما، حدود بلادنا الأردنية العربية، ذات التقاليد الراسخة العريقة في حماية الدخلاء الأحرار.
ولا تزال ملحمة الدخيل الثائر الشيخ الشهيد قاسم الجماعيني حيّة تتنفس وتختال بيننا.
كما سنظل نختال بها، نحن أبناء شرق النهر، سلالة وأحفاد الشيخ البطل إبراهيم الضمور، والشيخ الشهيد البطل اسماعيل المجالي الشوفي، الذي أعدمه إبراهيم الجزار عام 1832، لدوره في اخفاء وحماية الثائر الجماعيني.
ستظل خالدة فينا مأثرة الأردنيين الشرفاء الذين أبوا تسليم الثائر الفلسطيني الدخيل الى الجزارين، وآثروا المنية على الدنية.
وسنظل نتوارث هذا الشرف الحي الخالد الذي عمره اليوم 189 عاما.
أُلقي القبضُ على الشيخ اسماعيل المجالي الشوفي في معان وهو يحاول تهريب الثائر الفلسطيني إلى الحجاز، وتم إعدامه علنا في سوق البترا في القدس عام 1832 لدوره المشرّف المتكامل مع دور الشيخ إبراهيم الضمور.
والشيخ إسماعيل المجالي الملقب بـ»الشوفي» هو أول شهيد أردني يعدم على أسوار مدينة القدس الأبدية العروبة.
ونلاحظ أن الشيوخ استحقوا زعامتهم ومكانتهم وألقابهم، لأنهم كانوا دائما في الطليعة، قادة وقدوات واحرارا وثوارا وشهداء.
ويقص علينا الرواة، أن جيش إبراهيم باشا الجزار استمر في مطاردة الشيخ الشوفي ومعه الثائر الفلسطيني، حتى هدهم التعبُ والإجهاد، فقرر الشيخ إسماعيل التضحية بنفسه في سبيل حماية الدخيل، فسلك طريقا مغايرا لطريق دخيله، لتضليل المطارِدين وإجبارهم على ملاحقته.
وفعلا حصل ما خطط له الشوفي، فقد تمكن الثائر الفلسطيني الذي سلك طريقا مغايرا من النجاة.
وسأظل ممتنا من قلبي وأحمد الله، أنني إنسان أردني سوري عربي. من هذه الأرض المقدسة، قلب العالم وروحه.
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/16 الساعة 00:26