لماذا سمي وادي الضبع في الأردن.. وهذه قصة ضغيب الأرانب ونعيق الضفادع وفحيح الأفاعي (صور)
كتب: أ.د. أحمد ملاعبة والإعلامي أسعد العزّوني
بجوار جماليات وادي الهيدان ووادي الموجب، يطل علينا بكل العنفوان واد أطلق عليه اسم وادي الضبع، لقصة قديمة تعود لمرحلة كانت الضباع فيها منتشرة في الأودية والسهوب والهضاب في كافة الإتجاهات في الأردن.
لقد لاحظ الأهالي والسوّاح تواجدا كثيفا للضباع التي كانت تبحث عن الماء والغذاء والملاذ الآمن، بعيدا عن مطاردة الطرائد والبشر على حد سواء،وللتوضيح العلمي فإن الضبع في منطقة بلاد الشام، يسمى الضبع المخطط " Striped Hyena"، وهناك نوع آخر من الضباع ينتشر في مناطق كثيرة من العالم مثل إفريقيا ويسمى الضبع المرقط "Spotted Hyena".
يتميز وادي الضبع بجماليات فريدة, إذ يبدأ عند إرتفاع يقارب نحو 700 متر، عن مستوى سطح البحر، وبروافد متسعة تتجمع لتعطي واديا يتميز بثلاث ظواهر رئيسية وهي: من الأعلى حيث الجدران العامودية المسطحة، والمصاطب الجانبية التي يتخللها قناة ومجرى المياه.
المياه في الوادي تتجدل مع إنحناءات الوادي، وهو واد فيه إلتواءات وإنحناءات كثيرة، تميل في الأعالي من إتجاه الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي، بما يشبه قوس الرماح، ويمتاز الوادي بمصاطب ونزلات متتابعة، تتدفق في وسطها المياه، وعند كل نهاية نزلة يظهر شلال يتراوح ارتفاعه ما بين 5-20 مترا، وهذه ظاهرة نادرة في سلسلة الأودية العملاقة وهي تعرف بالشلالات المتتابعة "Cascade Waterfalls".
إن هذا المشهد المبهر يدعونا لإستغلال هذه الشلالات، وتصديرها للأغراض السياحية، وفي منتصف الوادي تتقارب جنباته وكأنها تحتضن وتحمي المياه من التلوث أو التبخر.
ومن جماليات الوادي أيضا الغطاء الأخضر المكون من الأعشاب والشجيرات والأشجار، وخصوصا النخيل والطرفة، وتسمع في المجال الفضائي للوادي صوت ضغيب الأرانب ونعيق الضفادع وفحيح الأفاعي، وتري النباتات الصغيرة بعض الأنواع النادرة والطبية مثل القيصوم والشيح والحرمل، وكذلك النعنع البري والزعتر البري، إضافة إلى الطيون والشنان.
إن صورة بانوراما الأودية العملاقة، تكتمل بوصفها جماليات هذا الوادي وتشكيلاته الصخرية المثيرة، ورغم وجود أودية أخرى مثل وادي الزرّاعة والمالحة وصوت البقر، وبعض الشعاب الصغيرة التي قد تم توثيقها، ولكن ربما لا تصل مستوياتها إلى البعد السياحي المنشود لتوفير المزارات والمسارات السياحية التي تنافس على مستوى العالم.
بعد هذه الرحلة الطويلة التي إمتدت لأكثر من 25 عاما، من التوثيق والدراسة وإجراء البحوث العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراة، والرحلات الطلابية الجامعية وإستكشاف البعثات العربية والأجنبية، وضّحت النموذج الرائع،لأودية شواطئ البحر الميت الشرقية التي تستدعي أن يتم وضع خطة إستراتيجية وتنفيذية وطنية ،من هذه الأودية حتى نتمكن من توفير فرص عمل جديدة ،ولنصدر هذا الجمال الأخّاذ للأودية لكل من الأهالي والعالم على حد سواء.