أبو العبد مروان الحمود

مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/14 الساعة 08:54
شاهدت أمس صورة (أبو العبد مروان الحمود) في الأخبار وقالوا إن رئيس مجلس الأعيان قام بزيارته.. شاهدته في الصورة يضع أنبوب الأوكسجين على أنفه, وقد تعافى من علته..

سأكتب عن «أبو العبد»، أعرف سيقولون (بسحج).. مع أن «أبو العبد» لا يملك بنكا ولا منصبا هو شيخ.. من الأردن, وأنا أود أن أكتب للشيب وللسمرة وللزعامة.. إن كان هذا يعتبر (تسحيجا)؟.. ليعتبروه كذلك..

أعرف يا صديقي العزيز أن المرض يتعب, والعمر كذلك.. اتسمح لي أن أقول لك صديقي, أنت لست صديقي وحدي بل صديق العصافير في السلط وصديق البسطاء.. وصديق الحب والحياة, وصديق الدروب.. غير أنك لم تكن صديقا للزعامة هي التي فرضت عليك صداقتها.. وطاردتك وأحبتك كما صبية تعلقت بفارس أحلامها.. لم يغادر قلبها.. وهي لم تغادر قلبه..

قل لي يا ابن الدوالي والعنب والجبال الشامخة.. والهوية؛ هل قلت الهوية؟ أنا أصلا أكتب عنك لأنك لست بالرجل.. أظلمك إن قلت عنك رجلا.. أنت مؤسسة من الرجولة.. وأنت مؤسسة الهوية الراسخة, التي لم تترك مستقرها.. لم تترك صداقة السرو في منزل عبدالحليم النمر, لم تترك دروب السلط العذبة, لم تترك.. طلعة (البحبوح).. وبقيت على خد البلد وشما لا يمحى ولا يغيب... وكانت غزارة الزعامة فيك مثل غزارة شعرك البهي.. تطرزه شيبات العمر ويحفه هوى الأردن..

يا ابن الزيتون والتراب الطاهر...

المرض مزحة, أو كذبة.. وأنت ستعبر منه أعرف ذلك, وستعود للشوارع في السلط تمشيها على قدميك.. وتذهب للجاهات للناس في بيوتهم... تماما مثل قطرة من الندى سالت على خد صبية.. أنا لا أريدك دمعة على الخد, بل أريدك قطرة الندى التي سالت على خد صبية.. ربما رقة روحك مثل الندى, ونقاء سريرتك كذلك.. ربما قلبك العاشق مثل الندى أيضا..

ولا أكذب إن قلت لك إن مروان الحمود هو تعريف الندى في بلادي.. وهو تعريف الهوية أيضا... ولا يوجد اختلاف بين تضاريس السلط الجميلة وذاك الوجه الأسمر العربي.. كأنها تكمل وجهه أو كأن عيونه تكمل زيتونها والدوالي وكل قصص المروءة...

قف يا صديقي وابن الشوامخ, والغيمات.. هذا زمن نحتاج فيه لك, نحتاج للشيوخ الذين جبلت أنفسهم مع العزة والكرامة، ونحتاج لشيخ العشيرة.. الذي إن أرخى العقال على ميمنة الرأس.. أرخى السرو في السلط سيقانه على أطراف الشوارع.. ونحتاج للرجل الذي إن وقف على هضبة, تداعى النسيم ليعبر عن خده.. النسيم أيضا يعرف الرجال, ونحتاج أكثر ما نحتاج لمن يعبر عن الهوية في بلادي.. عن الهوية الحقيقية, والهوية يا صديقي ويا أبهى إشراقة في البلد.. هي مثل المسك.. تعطر كل أنف يتوق للحرية والحياة.. ويرفض زمن العبودية والاستزلام والانبطاح..

سيقولون عني (بسحج).. على الأقل أنت سلفتنا يا مروان من بنك رجولتك وكرمك وحضورك.. ما لا تجرؤ البنوك على حمله.. عليك السلام يا أعلى الشوامخ..

Abdelhadi18@yahoo.com

الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/14 الساعة 08:54