خشونة المفاصل لا تحدث مع تقدُّم العمر فقط، نمط حياتك يؤثر أكثر مما تتصور.. إليك الأسباب وطرق العلاج

مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/12 الساعة 15:09

 مدار الساعة - يعاني الكثير من الناس من خشونة المفاصل مع التقدُّم في السن؛ وقد يعاني البعض الآخر من تصلُّبها بسبب حالات طبية كامنة أو نتيجة خيارات نمط الحياة والنظام الغذائي اليومي.

 
وبالرغم من كونها مشكلة مزعجة تسبب الألم وتعوق الشخص عن الحياة بصورة طبيعية، لكن في بعض الأحيان يمكن للناس علاج خشونة المفاصل في المنزل بإجراء بعض التغييرات البسيطة.
 
وبحسب موقع Medical News Today الصحي، عادة ما يشعر المصابون بخشونة المفاصل من الشعور بالألم والأعراض بعد الجلوس لفترات طويلة، أو عقب الاستيقاظ من النوم بسبب قلة السوائل في الجسم. ويتراوح الألم عند البعض من درجة قد يتحسّن بعد القيام ببعض الحركة، بينما قد يجد البعض الآخر أن الخشونة والتصلُّب تستمر لفترة أطول وتكون أكثر إزعاجاً.
 
وفي الحالات الأكثر شدة، قد تؤثر المفاصل المتيبِّسة على حركة الشخص. وقد يواجه الأشخاص صعوبة في تحميل الوزن على مفاصلهم، أو قد يواجهون مشاكل في الوقوف أو المشي بصورة كاملة.
 
أسباب حدوث خشونة المفاصل
مع التقدُّم في العمر، تصبح المفاصل المتصلِّبة أمراً شائعاً وكثير الحدوث. ويمكن أن تؤثر سنوات الاستخدام ونمط الحياة على المفاصل والعضلات والعظام.
 
 يعاني الكثير من الناس من تيبس المفاصل بعد الاستيقاظ مباشرة. الاستلقاء لعدة ساعات للنوم يقلل من كميات السوائل. يمكن أن يجعل ذلك تحريك المفاصل أكثر صعوبة في أول الصباح.
 
وفي بعض الحالات، يصاحب الألم المنوط بخشونة المفاصل الإصابة بالالتهاب. ما قد يجعل المشي أو الوقوف أو زيادة الوزن عوامل تزيد الألم والضغط على مفاصلك.
 
ليست كل المفاصل المتيبِّسة ناتجة عن تقدُّم العمر؛ إذ يمكن أن تسبب العديد من الحالات الأخرى تصلُّباً في المفاصل. وتشمل هذه الأسباب ما يلي بحسب Medicine Net الصحي:
 
1- وضعية النوم والمواقيت اليومية
يمكن أن تساهم الطريقة التي ينام بها الناس ليلًا في إصابتهم بتصلُّب المفاصل.
 
وعندما لا ينام الشخص بطريقة تحاذي العمود الفقري وتحافظ على رقبته في وضع محايد، فقد يستيقظ وهو يشعر بالتيبس أو الألم.
 
كما قد يرغب الأشخاص الذين ينامون على جوانبهم في تجنب الاستلقاء على جانب معين إذا كان يشعرهم بالفعل بالخشونة. ويمكن أن يساعد استخدام مجموعة متنوعة من الوسائد لضبط جميع أنحاء الجسم أثناء النوم ليلاً لضمان وضعية صحيحة لنيل قسط جيد من الراحة أثناء الليل وتقليل تصلُّب المفاصل، بحسب Medical News Today.
 
وبالإضافة إلى وضعية النوم، تُظهر الأبحاث أن تصلب المفاصل قد يكون أكثر حدة في الصباح عندما يستيقظ الشخص لأول مرة بسبب الارتباط بين الالتهاب والساعة البيولوجية للشخص. وتزداد احتمالية حدوث ذلك في حالات تصلُّب المفاصل الناتج عن التهاب المفاصل الروماتويدي.
 
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأدلة على أن قلة النوم قد تؤدي إلى تفاقم خشونة المفاصل الليلية، وهذا بدوره يساهم في قلة النوم.
 
2- التهاب المفاصل الروماتويدي
السبب الأكثر شيوعاً لخشونة المفاصل هو التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو حالة صحية تظهر أعراضها عادة بين سن 30 و60 سنة.
 
ويُعد التهاب المفاصل الروماتويدي اضطراباً التهابياً مزمناً. وهو أيضاً أحد أمراض المناعة الذاتية. وهذا يعني أن جهازك المناعي يهاجم الأجزاء الصحية من جسمك، ومن بينها بطانة مفاصلك. وهذا يسبب التهاباً وألماً وتيبُّساً.
 
وبمرور الوقت، يمكن أن تسبب الحالة تشوهاً للمفاصل وتآكلاً في العظام.
 
ووفقاً لـMedicine Net، لا يوجد علاج لالتهاب المفاصل الروماتويدي، لذلك لا يمكن القضاء على أعراضه تماماً. ومع ذلك يمكن إدارة الأعراض من خلال الأدوية والعلاجات الأخرى. لكن بمجرد أن يتطور المرض، لا يمكن فعل الكثير للوقاية من الإعاقة.
 
3- هشاشة العظام
شكل آخر شائع من أسباب خشونة المفاصل هو هشاشة العظام والذي يُدعى بالتهاب المفاصل التنكُّسي. وتُعد مشكلة هشاشة العظام من الحالات الأكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.
 
وينتج هذا النوع من التهاب المفاصل عن تآكل الغضروف، وهو النسيج الرقيق الذي يحمي العظام في المفاصل مع الاستخدام. وبمرور الوقت، لم يصبح من المستحيل للغضروف حماية العظام من الاحتكاك والألم.
 
وبحسب Medicine Net، يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل الناجم عن هشاشة العظام على أي مفصل في الجسم، ولكنه غالباً ما يؤثر على: الركبتين، الفخذين، الأصابع، الرقبة والظهر.
 
وتسبب المشكلة الألم والتورُّم وصوت الطقطقة والخروشة عند الحركة.
 
ومع تفاقم الحالة، قد تنكسر العظام بسهولة، ويمكن أن تصاب بالنتوءات العظمية. وفي المراحل المتقدمة من التهاب المفاصل، يختفي الغضروف تماماً. وتبدأ العظام بالاحتكاك في المفصل؛ ما يسبب الألم الشديد والتيبُّس والإعاقة.
 
قد يساعد علاج التهاب المفاصل في تعويض بعض الغضاريف والسوائل المفقودة في المفاصل. ويمكن أن يساعد تغيير نمط الحياة مثل تقليل الوزن في تقليل الضغط على المفاصل. أما في الحالات الشديدة، فقد تكون جراحة استبدال المفاصل ضرورية.
 
4- الالتهاب الكيسي
وهو عبارة عن أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل تعمل على تبطين العظام والأربطة والعضلات في مفاصلك. ويُصاب الشخص بالالتهاب الكيسي عندما تلتهب هذه الأكياس؛ ما قد يسبب التصلُّب والخشونة والألم في المفصل المصاب.
 
ويمكن أن يؤثر الالتهاب الكيسي أو الجرابي على أي مفصل في الجسم، ولكنه أكثر شيوعاً في المفاصل الكبيرة مثل:
 
الكوع.
الكتف.
الورك.
الرُّكبة.
الكاحل.
إصبع القدم الكبير.
وغالباً ما يكون الالتهاب الكيسي مؤقتاً، ويعتمد علاجه على إراحة المفصل المصاب لعدة أسابيع متصلة. وقد يعني هذا أنك بحاجة إلى تقليل النشاط البدني وإبقاء المفصل ثابتاً لفترات متصلة من الزمن؛ ما يسمح للكيس بالتعافي.
 
5- مرض النقرس
على عكس بعض الأسباب المحتملة الأخرى لخشونة المفاصل، فإن النقرس يأتي فجأة بدون أعراض تدريجية. وقد يظهر أثناء النوم، مما قد يجعل المفاصل تؤلم عند الاستيقاظ بصورة خاصة.
 
ومن أعراض مرض النقرس حدوث نوبات حادة ومفاجئة من الألم في المفاصل المختلفة في الجسم، وغالباً ما يكون إصبع القدم الكبير هو أول مفصل يعاني من الأعراض.
 
وبحسب موقع Healthline الصحي، يُعد النقرس نوعاً من الالتهاب الذي يصيب الرجال أكثر من النساء، لكن خطر إصابة المرأة بالنقرس يزداد بعد انقطاع الطمث. وهو حالة مزمنة تبقى مع الشخص المصاب بقية حياته.
 
6- سرطان العظام
نادراً ما تكون الإصابة بسرطان العظام هي السبب وراء المعاناة من خشونة المفاصل، ومع ذلك يظل هناك الاحتمال. وقد يعاني الأشخاص المصابون بسرطان العظام من آلام المفاصل أو آلام العظام؛ وقد يعاني المصاب أيضاً من تورم أو حساسية من عظامه.
 
ومع ذلك قد لا يعاني كل المصابين بسرطان العظام من الألم، ولهذا قد يتطور المرض ويبدأ في التسبب في أعراض أخرى قبل اكتشافه.
 
وتعتمد نتيجة علاج السرطان على عدة عوامل. وتشمل هذه العوامل حجم الورم وموقعه ونوعه. وتشمل خيارات علاج سرطان العظام العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والجراحة.
 
طرق التخفيف من ألم خشونة المفاصل وصعوبة الحركة
تعتمد أفضل طريقة لتخفيف تصلب المفاصل على السبب الأصلي في المقام الأول. إذا استمر التصلب لمدة تزيد على 30 دقيقة بعد الاستيقاظ أو إذا ساءت الأعراض، فمن المهم أن تسعى للحصول على رعاية طبية.
 
ويساعدك تشخيص المشكلة الأساسية على تحديد أفضل طريقة لتخفيف التصلب وعلاج الأعراض الأخرى المرتبطة به.
 
1- الكمادات الباردة والساخنة
قد يكون لكل من درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة دور في تخفيف مشكلة المفاصل المتيبّسة والخشنة.
 
فقط ضع كمادات باردة أو كيساً من الثلج على المفصل المتيبِّس لمدة 15 إلى 20 دقيقة عدة مرات في اليوم. ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل الالتهاب أو التورم ويسهِّل حركة المفصل. كما يمكن أن يخفف أيضاً من مستقبلات الألم ويجعلك تشعر بألم أقل.
 
كذلك تعتبر الحرارة علاجاً لآلام المفاصل والعضلات. فقط استخدم قربة تدفئة أو زجاجة ماء ساخن أو كمادات من الماء الدافئ أو حماماً ساخناً لإرخاء العضلات وزيادة الدورة الدموية.
 
2- المسكنات والعقاقير التي لا تستلزم وصفة طبية
يمكن تخفيف العديد من الأعراض الخفيفة لآلام خشونة المفاصل عن طريق الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية. وتُعد العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) هي الأدوية الأكثر استخداماً لالتهاب المفاصل.
 
وتشمل الأسماء العامة لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين.
 
3- ممارسة التمارين الرياضية
قد تساعد التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي في زيادة حركة المفاصل وتخفيف حالة الخشونة والتيبُّس، ما يقلل الألم. كما أنها أيضاً طريقة فعالة لفقدان الوزن أو الحفاظ على وزن صحي؛ إذ يمكن أن يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة خطر الإصابة ببعض الحالات التي تسبب آلام المفاصل وخشونتها، بحسب Healthline.
 
أما إذا كنت غير متأكد من كيفية بدء التمرين وممارسة الرياضة أو كنت تواجه صعوبة في الحركة، فتحدث مع طبيبك أو معالجك الفيزيائي المتخصص. ومع ذلك تُعد التمارين طريقة سهلة لتخفيف الألم والخشونة، ولكن قد تفاقم الرياضة حالات معينة إذا لم تتخذ الاحتياطات اللازمة  قبل البدء في خطة التمرين.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/12 الساعة 15:09