سر الملعقة.. وسِيْنَارْيُوْهَاتُ اَلْهُرُوْبُ مِنْ سِجْنِ جَلْبُوْع وَمَا بَعْدَهُ
لقد حَيَّرَ خبر هروب ستة أبطال من القادة الفلسطينيين المعتقلين (أحدهم من فتح والآخرون من حركة الجهاد الإسلامي) من سجن جلبوع يوم الإثنين 6/9/2021 الأكثر تعقيداً في البناء والمراقبة والتحصين في العالم من خلال نفق تم حفره بملعقة كما جاء في الخبر، حَيَّرَ خبراء السجون والعسكريين وغيرهم. وكانت هناك تساؤلات مختلفة وعديدة خلال سيناريوهات من قبل العديد ممن تبرعوا أن يشتركوا في الإجتهاد في تحليلاتهم لما حدث، منها: كيف تم إخفاء وإدخال الملعقة إلى السجن؟ ما هي مواصفات الملعقة التي أستخدمت؟ ومن أي مادة صنعت؟. ألم تنكسر أو تهترئ من الحفر؟ وكيف تغلبوا على صخور إذا واجهوها خلال الحفر؟ وكيف تمكنوا من إخفاء مخلفات الحفر من حصمة وحجار وتراب؟. وكيف خرجوا من حفرة صغيرة؟ وكيف لم تكتشف الحفر أجهزة الكشف المستمر من قبل مسؤولي السجن على أرضية غرفة المسجونين؟ وكيف لم تكتشفهم كاميرات المراقبة؟ وكيف لم يكتشفهم أي سجناء آخرون؟.. إلخ. كيف تمكنوا من المشي على الأقدام ثلاثة كيلومترات حتى وصلوا الى الناعورة؟.. وكيف لم يتم اكتشافهم من قبل من إشتروا منهم ملابس وحاجيات أخرى لهم؟ وكيف.. وكيف.. إلخ. وكيف تم التنسيق بينهم وبين من هم خارج السجن؟ وكيف تم الإتصال عن طريق الخلويات دون كشف المكالمات؟. وهل مسؤولو الكيان هم الذين خططوا لذلك ليبرروا اجتياج جنين ومخيمها للقضاء على المقاومة المسلحة الفلسطينية فيهما وجمع اسلحتهم ومن ثم قتل الستة أبطال ليبرروا قتلهم في عملية الإجتياح وليتخلصوا منهم؟. يتضح للناس أجمعين أن هذه السيناريوهات كلها مجرد توقعات أو احتمالات لا غير.
ولكن الحقيقة أن كلاب الأثر البوليسية التابعة للكيان الصهيوني أثبتت أن الأبطال الستة خرجوا من النفق ومشوا على أقدامهم ثلاثة كيلومترات. ومن ثم ركبوا مركبة ووصلوا للناعورة كما ذكرنا سابقاً ودخلوا مكان ما وإغتسلوا فيه وتركوا ملابسهم المتسخة في ذلك المكان ولبسوا ملابس جديدة وغادروه لمكان غير معروف (أي أن مخابرات وإستخبارات وخونة الكيان لم يعرفوا غير ما أعلمتهم به كلابهم البوليسية فقط). بغض النظر عن كل ما قيل، فالحقيقة تقول: أنهم بعون الله حفروا النفق وتم الهروب بتخطيط دقيق وبتنفيذ متقن ومحسوب له كل صغيرة وكبيرة وإستغلوا إحتفال اليهود برأس السنة العبرية وكللت المهمة بنجاح لا يوصف (تستحق هذه العملية تاليف قصة وسيناريو وحوار فيلم هوليودي كبير). والآن المهم أن توضع سيناريوهات لما بعد الهروب. وكيف سيواجه الكيان التنسيق الكامل بين جبهات المقاومة المختلفة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة وبالخصوص حركة الجهاد التابعة لحركة حماس وتهديداتها للكيان؟.. وهل ستجرؤ قوات الكيان على مداهمة جنين ومخيمها؟، وهل ستتمكن من السيطرة على جبهات مختلفة وبالخصوص جبهة غزة إن هاجمتها حماس بصواريخها كما فعلت في معركة سيف القدس؟ وشلت عمل الكيان بالكامل، ووضعت معظم مواطني الكيان في الملاجئ لعدة أسابيع؟.
لقد نصحنا حكام الكيان الصهيوني في مقالتنا السابقة بعنوان: " تَذْكِرَةٌ لِحُكَّامِ اَلْكِيَانِ اَلْصَهْيُونِي - سِجْنُ جَلْبُوعُ " أن يسمعوا نصائح ملوك الهاشمييين خلال السنوات الماضية ونصيحة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ويجنحوا للسلم مع الفلسطينيين والعرب لأنه لا خيار لهم غير ذلك، فالغطرسة وإستخدام القوة والعنف لا ولم ولن ينفعهم.