حازم الفايز يكتب: ‏المتعاطي اضعف حلقة في تجارة المخدرات

مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/03 الساعة 17:33

 بقلم ‏حازم غالب الفايز

 
‏ان تجارة المخدرات كانت ولا زالت أداة حرب تستخدم للقضاء على المجتمعات فعلى الرغم من ما هو معروف بأن الذين يديرون تلك التجارة هم عصابات منظمة منتشرة في أنحاء العالم إلى أن هناك الكثير من الدول التي تسخر تلك التجارة واصحابها إلى العمل لتلبية مصالحهم و توجيهم للقضاء على الاهداف المعينة من قبلهم وهي المجتمعات فإذا ما أردت أن تهدم دولة في عصرنا الحالي فعليك أن تستهدف مجتمعاتها وتعمل على تفكيكها و إفقادها  كل مقوماتها الدينية والأخلاقية والفكرية وذلك من خلال عدة أسلحة والتي منها المخدرات والتي تعتبر الأشد فتكا  إذا ما تمكنت من المجتمع واهله
 
‏فإذا ما تتبعنا وطالعنا وبحثنا في كل ما ينشر ويقال ويبحث عن تجارة المخدرات من مرحلة التصنيع والإنتاج إلى مراحل البيع والتوزيع والاستهلاك نجد أن أعظم الدول و أكبرها  لم تستطع لغاية الآن أن تسيطر على تجارة المخدرات ولا على العصابات المنظمة التي تقوم بتلك التجارة حتى من قبل الدول الراعية لتلك التجارة  التي فقدت زمام الأمور  في السيطرة عليها وهناك الكثير من الإثباتات على ذلك من خلال العديد من التقارير والأفلام الوثائقية التي توثق ذلك 
فمع عدم القدرة للسيطرة على المنابع لتلك التجارة وتجارها ولا انتشارها جغرافيا أصبح لابد من تغيير الفكر والأسلوب في التعامل مع تلك الآفه التي باتت تؤرق العالم و تكتسح المجتمعات و تدمرها فعلى الرغم من الأرقام المهولة والتي ‏ تعد بالمليارات  تنفق لمحاربة تجارة المخدرات الا انها تستهدف الحد منها لا القضاء عليها وذلك كونه أصبحت هناك قناعة بعدم القدرة على انهائها وتجفيف مصادرها و تستند تلك القناعة على توسع تلك التجارة على مستوى العالم مما يجعل من الصعب احتوائها والسيطرة عليها بالإضافة إلى قوة العصابات القائمة عليها والتي أصبحت بعضها تقارع دول بقوتها
 
‏فلذلك ولصعوبة السيطرة على منابع تجارة المخدرات وتجارها  فلابد من التفكير في آلية تمكننا من محاولة السيطرة والحد من تداول وتأثير تلك السموم على المجتمعات من خلال إيجاد الحلقة الأضعف في تلك المعادلة لنتمكن من الولوج من خلالها إلى الهدف الموضوع للسيطرة والحد من وعلى تلك الآفه 
 
‏أما بالنسبة للحلقة الأضعف والتي أعتقد لا يختلف عليها احد هي الفئة المستهدفه بتلك التجارة وهو المتعاطي والذي يكون ضعفه في اكثر من مفهوم فهو ضعيف في المقاومة وضعيف في السيطرة وضعيف في العقل والفكر ومن الناحية النفسية والطبية أيضا هو ضعيف مما يجعل التركيز عليه هو الأهم من خلال وضع الضوابط والموانع والعقبات والحواجز أمامه لردعه ومنعه من تعاطي تلك السموم والحد من ازدياد إعداد المتعاطين
 
‏وفي سبيل ذلك لابد من البحث عن الأسلوب الأمثل الذي من خلاله نتمكن من السيطرة على المتعاطي وإمكانية علاجه ومنع الآخرين من الدخول في دهاليز وانفاق هذا الطريق المظلم
 
‏ولا يكون ذلك إلا من خلال قوانين وتشريعات رادعة وقويه لا مجال فيها للتسامح والتساهل وتحت أي مسمى أو ظرف ولا يكون للطبطبة والمداراه دور فيها وذلك لخطورة تلك الآفة ومتعاطيها وتسببه في اذى المجتمع بشكل عام و ارتفاع نسبة الجرائم النوعية التي تقشعر لها الابدان والتي يجب أن يوضح بأن مرتكبها ليس التاجر او المروج رغم انه الشريك والمسبب الرئيسي لها ولكن المتعاطي هو من يرتكبها
 
‏فالعبرة والخلاصة تكمن في أن الحل الوحيد للحد من تلك الآفه هو التركيز على الحلقة الأضعف وأن تكون هناك قناعة تامة بأن العقوبة يجب أن تكون رادعة وتتناسب مع الجرم وطبيعته وخطورته ليس فقط على الشخص وحده بل على المجتمع باسره وأن التساهل في ذلك الأمر لن ينتج عنه إلا الأضرار بالمجتمع والوطن لا قدر الله 
 
‏حمى الله الأردن وحفظ شعبه واعز قائده

مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/03 الساعة 17:33