رسالة الى السفير القطري بندر العطية

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/09 الساعة 21:08
مدار الساعة - كتب: عبدالحافظ الهروط تثور الزوابع العربية غفلة في كل اتجاه ولكنها تضل طريقها الصحيح بكل أسف ومرارة، وكأن قدر الشعب العربي ان يظل مأزوماً. اما انت أيها الدبلوماسي الدافئ المحب لعروبتك وقد دخلت عمّان من أوسع ابوابها، فقد كنت في سرّك وعلنك واحداً، حيال ما يجري لهذه الأمة الجريحة، لأنك بعفويتك وفطرتك وقطريتك، كنت تنظر بعين المتبّصر ان الجرح العربي يتسع مع كل طلعة شمس. هذه حقيقة سبقت كثيرين الى ادراكها من دبلوماسيين وسياسيين عرب وفي دول صديقة وعدوّة. اما وقد غادرت عمّان التي احببتها حب الدوحة والرياض وكل العواصم العربية، كما حدثتني في اول جلسة، فإنني أطمئنك ان الغياب لن يطول، مهما طال السفر، لأن الجرح النازف لم يعد تحتمله الشعوب، رغم طول صبرها، واذا كان الرتق لم يغط الرقع، فإن ثوباً جديدا، يستر عورتها، سترتديه الأمة عاجلاً ام آجلاً، واحسبه قريباً بإذن الله. هذا المخاض، لن يطول يا صديق، شاءت العرب وقد خدعتها سياساتها وخذلت نفسها وشعوبها، أم وقعت حبيسة سياسات خارجية، فالاوطان والشعوب معها هي الخاسرة في كل المعارك والنزاعات، ولكن الأوطان والشعوب هي الباقية مهما كانت حياتها وقوتها او جرحها وضعفها، والتاريخ هو الشاهد. اعلم ايها العربي والقطري الشهم، مدى الغصة التي علقت في حلقك وانت تغادر عمّان والاردنيين الذين احببتهم واحبوك، ولكن تأكد ان العروبة هي التي ستبقى أما السياسة فلا عمر لها وان طال؟ لا اقول هذا لخيال اشطح به كما يظن من يقرأ هذه الرسالة، ولا أبحث عن مفردات لغتنا الحبيبة، ولا لمطمع بخزائن قطر التي يبحث عنها وعن غيرها من الخزائن العربية والاجنبية، تجّار الكلمة والقلم المسموم، وفحش السياسة، وإنما اقول، لإيماني الراسخ، ان هذا الوجع العربي وهذا الجرح وهذا الدمار وهذا القتل والتشريد، هو الذي سينتصر في النهاية. الأمة يا صديقي تدفع ثمن سياسات حكوماتها، وصمت شعوبها، ولأن أٌولي أمرنا لم يأخذوا بمقدرات اوطاننا وبيد شعوبنا الى البناء واستثمار الطاقات والعقول القائمة على العلم والعمل، فكان هوانها، ولكنه هوان وان لف كل العالم العربي دون استثناء دولة من دوله، لن يطول. اقول ويقول كل من يملك ذرة عروبة ناصعة وكل من يحرص ويناضل من اجل رفع الضيم عن هذه الأمة، ان من الأسلم للحكومات إن ارادت البقاء، ما عليها الا ان تعود الى رشدها، وتضع مصلحة شعوبها ومستقبل أجيالها قبل مصالحها، والا فإن المزيد من الطوفان سياخذها الى غير رجعة، فالبقاء للوطن والشعب. اما انت ايها السفير النقي، فأؤكد لك ثانيةً ستكون لك عودة، اتمناها ان تطول في عمّان، مثلما يتواصل نظراؤك من السفراء في الرياض وابو ظبي والمنامة، وتظل الدوحة بيتاً عربياً من خليجه إلى محيطه، وليس على الله ببعيد، فالخير في أمّتي الى يوم القيامة، والله من وراء القصد..
  • مدار الساعة
  • عربية
  • عرب
  • جلسة
  • الاردن
  • قائمة
  • تقبل
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/09 الساعة 21:08