د. علي قواقزة يكتب عن وجع أيلول

مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/01 الساعة 11:50
بقلم د. علي محمد الطالب قواقزة وقع أيلول نسمة من نسائم العمر ، همهمت على أرض الذكريات، وانتفضت أوراق الحنين، وتورمت الغيمة الايلولية، وأحالتها إلى التذكر والصمت، ومن غير سؤال، لتعلن بصراحة عن صوتها الأبح والألم والشجن. يعود أيلول مجددًا، وفي كل تفاصيله الدقيقة، ويعود محملًا بتفاصيله الجميلة والبائسة، يعود أيلول كل سنة، ولكن أعمارنا لن تعود، أيلول يا أيلول. أيلول يا وجعي، أيلول يا صوت الأحلام والآمال. صباح ومساء الخيرات يا وطن، صباح ومساء الذكريات يا أصدقاء، كم أشتاق أن التقيكم بعد هذه السنوات العجاف، تذكرتكم مع رجع أيلول، والصدفة الأولى بغيمة حزينة ، قمرها وحيد، أيام وليال شتى، وليلها يطول، غرباء نحن ، أنا وأيلول. كم يعلم الله كم أشعر بالحنين عندما التقيكم بعد مدة من هذا الانقطاع، فأقف عند الزمكانية. وكأن أحدًا يقول لي: لا نعد نسمح بدخول هذا المكان مرة أخرى، فمؤلم جدًا ألقي النظرة الأخيرة على الشرفات. والمكتبة الحسينية في جامعة اليرموك. وشارع الثلاثين ... فكم وكم كان شهيًا أيلول مع فنجان قهوة أو سيجارة أو وجبة غداء. أو نظرة، رجع أيلول عاد، وكيف له أن يعود، ليتنا بلا أيلول، ولست أدري لماذا ما زال يربكني أيلول بخريفه. جمال السنة كله بأيلول رغم وجعه، ورغم الألم ، فهو يعصف في الذاكرة ونبض دافق عانق السطور، فأيلول قد مضى ورحل، وعاد من جديد. أيلول يا ذبول عمري، يناجيني شوق للماضي، وبقايا من الآلام سقطت ، ولكن يبدو أنه موسم التساقط حين تذبل الأوراق لا يبقى إلا وجع يترجمه أيلول ، ويدس في عرين النفس من ألم الذكريات الراحلة. ثقب يتسع المدى، وموج الحكايا عانق ما بين أرصفة الندى والغيوم، وشوق الحياة إلى الحياة ليس هنا، وملح عمر راح يعجنه السراب، وتعب يحاور المستحيل هنا وهناك، يا رب هذا حالنا فنحن بشر، فلي أمنيات يا ربي، ألا يكون الغياب مرًا ، فأنا وأيلول غريبان، أيلول يا أيلول، عانقني قليلاً، وارحم نبضي الضعيف.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/09/01 الساعة 11:50