قائد ولاية “بنجشير” يفتح الباب لروسيا للوساطة مع “طالبان”.. قدم مقترحاً لمن عجز عن مغادرة أفغانستان

مدار الساعة ـ نشر في 2021/08/26 الساعة 15:58
مدار الساعة - فتح أحمد مسعود، القائد الطاجيكي للقوات المحاصرة في ولاية بنجشير (شمال شرقي كابول)، الباب أمام روسيا للعب دور الوساطة بينها وبين حركة طالبان، مشدداً على ضرورة جعل الإقليم منطقة عازلة، وذلك في ظل محاصرة الحركة للمنطقة، وكذا تأكيده أنه 'مستعد للقتال والمقاومة' وأنه 'لن يستسلم أبداً'. في تصريح سابق، أكد مسعود أنه 'مستعد للحوار' مع طالبان، باعتبارها الحاكم الجديد للبلاد، من أجل إيجاد أية تسوية للنزاع، لكنه نفى ما وصفها بـ'الشائعات حول استسلامه'. من أجل الضغط على طالبان فقد أوضح مسعود في مقابلة مع قناة 'RBK' الروسية، الأربعاء، أنه يمكن للمجتمع الدولي والقوى الإقليمية، وضمنها روسيا، الضغط على طالبان لإنشاء منطقة عازلة لمن لا يستطيعون مغادرة أفغانستان. كما أكد أن المفاوضات هي الحل الوحيد للسلام في البلاد، لافتاً إلى أن أفغانستان شهدت ما يكفي من الحروب خلال الأعوام العشرين الماضية. المتحدث ذاته أشار إلى أن أقوال طالبان مختلفة تماماً عن أفعالها، وأن ما يحدث على الأرض يعني استمرار الاستعدادات العسكرية. فيما أعرب مسعود عن أمله في أن تلتزم طالبان بأقوالها، مشيراً إلى أنهم يُجرون مناورات وتدريبات عسكرية استعداداً للدفاع عن أنفسهم. وأوضح أن الحكومة ينبغي أن تكون شاملة، وفي حال لم يحدث ذلك فإن محاولة بناء الدولة ستكون فاشلة مرة أخرى، معرباً عن أمله في أن تكون هناك فرصة للقيام بلقاء مع طالبان بوساطة روسية، لمنع تصعيد العنف، لأن لديهم مخاوف بشأن الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان. 'لا مجال لوقف القتال' حسب تصريح نقلته وكالة 'أ.ف.ب' الفرنسية، الأربعاء، فإن مسعود قال لمجلة ''باري ماتش' الفرنسية، إنه 'لا مجال لوقف القتال'، مشدداً على أن المقاومة في بنجشير 'قد بدأت للتو'. أحمد مسعود، وهو نجل القائد أحمد شاه مسعود، أحد الشخصيات البارزة في المقاومة الأفغانية والذي تم اغتياله في عام 2001، نفى شائعات استسلام مقاتليه أمام طالبان بعد محاصرة وادي بنجشير، كما وصفها بأنها 'دعاية' و'تضليل'. في الحوار نفسه، لم يستبعد مسعود الدخول في حوار مع الحكام الجدد للبلاد، واعتبر ذلك 'أمراً وارداً في الحروب'، غير أنه شدد على أنه 'لن يستسلم أبداً'، لأن 'الاستسلام غير وارد بالنسبة لي ولجماعتي'. كما أضاف: 'لا يمكنني أن أنسى الخطأ التاريخي لأولئك الذين كنت أطلب منهم أسلحة في كابول قبل ثمانية أيام، لقد رفضوا إمدادي بها، وهذه الأسلحة، هذه المدفعية والمروحيات والدبابات الأمريكية الصنع، باتت الآن بأيدي طالبان!'. وأردف كذلك قائلاً: 'لن أقبل أبداً سلاماً مفروضاً، غايته الوحيدة هي تحقيق الاستقرار'. بنجشير.. وادي الأُسود تقع ولاية بنجشير شمال شرقي العاصمة الأفغانية كابول وتبعد عنها نحو 150 كم، وللمنطقة -خاصةً واديها- قصة طويلة من القتال والصمود منذ الإمبراطورية البريطانية ثم القوات السوفييتية، وحتى طالبان لم تتمكن من السيطرة على المنطقة خلال حكم الحركة لأفغانستان قبل الغزو الأمريكي. وخلال الأشهر القليلة الماضية تمكنت طالبان من فرض سيطرتها على أفغانستان بسرعة قياسية حتى دخولها العاصمة كابول، الأحد 15 أغسطس/آب وفرار الرئيس أشرف غني، ولم يتبقّ خارج سيطرة الحركة سوى بنجشير، التي يوجد فيها أمر الله صالح نائب الرئيس الهارب، وأحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود، الزعيم الأشهر للمقاومة الأفغانية ضد الاحتلال السوفييتي. ولإقليم بنجشير تحديداً قصة وتاريخ يتباهى به الأفغان منذ مئات السنين، إذ تقع المنطقة شمال شرقي العاصمة كابول، بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية، وتبلغ مساحتها 3610 كيلومترات مربعة، وعدد سكانها 173 ألف نسمة، وغالبيتهم من قومية الطاجيك التي ينتمي إليها أحمد مسعود أيضاً. يُعرف الإقليم باسم 'بنجشير' وتعني خمسة أسود باللغة الفارسية، لكن العرب يطلقون عليها اختصاراً اسم بنشير. ويشار إليه باسم وادي بنشير، لأنه محاط بالجبال الشاهقة. والاسم -حسب رواية الأفغان- مشتق من قصة تعود إلى القرن العاشر، حيث تمكن خمسة إخوة من وضع سد أمام مياه الفيضانات المتدفقة إلى الوادي في عهد السلطان محمود غزنة، فأطلق على الإخوة الخمسة لقب 'الأسود الخمسة'، حسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC. ويتميز إقليم بنجشير بالجبال الشاهقة والأنهار العذبة والجمال الطبيعي الخلاب، وقد اكتسب الوادي مكانة مهمة لدى الأفغان. سيطرة على البلاد إلا إقليم بنجشير بنجشير هي مسقط رأس أحمد مسعود الذي يعتبر أحد أهم قادة المقاومة ضد الاحتلال السوفييتي بأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. إذ لم تتمكن طالبان حتى الآن من دخول المدينة التي تسيطر عليها قوات مسلحة يقودها أحمد مسعود نجل أحمد شاه مسعود، بعد مقتل الأخير على يد تنظيم القاعدة عام 2001. فخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على معظم أنحاء البلاد، وفي 15 أغسطس/آب دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل الإمارات. كما جاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي 'الناتو'، طوال 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية. وتزامنت سيطرة 'طالبان' مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.​​​​​​​
مدار الساعة ـ نشر في 2021/08/26 الساعة 15:58