اللاجئون الأفغان.. ظل غيرهم؟
الاردن يزداد تعداد سكانه بفعل اللجوء، وعدد سكان الاردن صار حوالي 10 ونصف مليون نسمة. 7 ملايين اردني، والباقون: سوريون وعراقيون وفلسطينيون ومصريون ويمينيون وليبيون واسيويون، وقبل ايام انضم اليهم افغان.
في الاردن حوالي 30 جنسية عربية واجنبية لاجئة. ويا مرحبا واهلا وسهلا. العالم والمجتمع الدولي يتناسى الان ازمة اللجوء السوري، وحوالي 6 ملايين سوري مشردين في العالم، وتتوزع الحصص الكبرى على الاردن ولبنان وتركيا.
وتاتي الان مطالبات دولية بان كل دولة مستضيفة للاجئين مجبرة على حل مشكلة اللجوء السوري ذاتيا. ملف اللاجئين السوريين ارهق الاردن.
ووقعت عمليات ارهابية استهدفت الوحدات العسكرية الاردنية على الحدود السورية والعراقية، واستشهد جنود اردنيون، والله.. كل واحد منهم روحه تعادل مليون متطرف وارهابي وظلامي، وتجار بندقية، ومرتزقة حروب ينصبون انفسهم اوصياء على الدين والرحمة والبشرية، وهم مجرد احجار في لعبة اقليمية ودولية فتت ودمرت الدولة السورية.
في الازمات والحروب والصراعات الاقليمية من نكبة 48 اخذ الاردن حصة كبيرة من اللاجئين. ومن ثم النكسة وحرب الخليج الاولى والثانية، والحرب السورية، وتدفق ملايين اللاجئين العرب.
في موجتي لجوء فلسطيني الكويت والسوريين، تقاسموا الماء الشحيح والكهرباء مع الاردنيين، وتقاسموا المقعد الدراسي، وتقاسموا فرصة العمل المحدودة التي يولدها سوق العمل، وتقاسموا العناية الطبية، وكان الاردنيون بنبل وكرم وفضل اخلاقهم يقدمون اللاجئين على انفسهم.
حسن سيرة وسلوك اردنية.. ولو ان هناك منظومة اخلاقية في النظام العالمي لمنح الاردن وسام شرف وامتياز اخلاقي. البلد الوحيد لم يرد لاجئا طرق ابوابه، وبقي ماسكا على الجمر في ملف اللاجئين، وتراكم اللاجئين، والارقام المليونية، وتحول اللاجئون الى كتلة ضاغطة على الاقتصاد والبني التحتية والخدمات، وعمالة فائضة ومنافسة للاردنيين، ومصدر قلق امني من كل الانواع.
بقدر ما ان الاردني مؤدب ومحترم فرصة العمل تضيع من بين يديه، ويأخذها لاجئ، ولا يغضب او يكشف عن عدم رضا او احساس بالظلم، والسؤال عما اصاب البلاد؟ ولماذا كل هولاء اللاجئين دخلوا الى بلادنا؟ والى متى سيبقون، وافق الحل والتسويات السياسية للحروب والصراعات في الاقليم يبدو انها مستحيلة ومعدومة؟.
وصرنا نسمع تهديدات من حكومات ومنظمات دولية في ملف اللاجئين، وتلوح باستعمال عصا اللاجئين في متلازمة.. حقوق منقوصة، وحقوق مفقودة وسوء تعامل ومعاملة، ودمج مجتمعي، ومشاريع توطينية، وحقوق لاجئين تتخطى المواطنة.
لا ادري، هل الاردن قادر على تحمل مزيد من اللجوء؟ وما هو مستقبل اللجوء السوري وغيره؟ وكلامنا عن اللجوء السوري والعراقي والفلسطيني لا يقلل من محبتنا ومشاعرنا العروبية والقومية، والانسانية. ولكن الاردنيين ضاقت حياتهم، وتحملهم لم يعد يتسع لاحد..
الدستور