أفغان أميركا فـي الأردن
مدار الساعة ـ نشر في 2021/08/26 الساعة 02:40
حسب اتفاقية التعاون العسكري ما بين الولايات المتحدة والأردن فمن الطبيعي أن يُفعّل أي بند فيها حسبما تقتضيه المصلحة من الطرفين، وها نحن اليوم نرى أن واشنطن قد قدمت طلبا للحكومة الأردنية باستضافة متعاقدين أفغان عملوا سابقا مع القوات الأميركية كمتعهدين ومترجمين ومنخرطين في العمليات اللوجستية مع عائلاتهم، ممن نسبت بهم واشنطن للسفر نحو الولايات المتحدة على مرحلتين، الأولى مكتملو المعيار الأمني تماما وهم من وصلوا الى أميركا، ومنهم من توزعوا في بلاد حلف الناتو، وآخرون استقبلتهم دول عربية كالكويت وقطر وعُمان حسب المعلومات، وأخيرا من وصلوا الى الأردن بشكل مؤقت برعاية الأميركان حسب المصدر الرسمي.
نحن في الأردن نعاني من الحصول على المعلومة لأسباب تتعلق بنا وقليل منا يملك المعلومة مسبقا، ولكن في حالتنا نحن كإخباريين وكتاب نعتمد المعلومة، نتحصّل على معلومات أولية ولكن في كثير من الأحيان لا نستطيع إحاطتها بتأكيدات تؤكد مصداقيتنا كمصدر موثوق، فالمتغيرات متسارعة والأحداث تتلاحق كالزوابع، وهذا ما يجعل الجمهور بين مصدق ومكذب لأي رواية تخرج عليهم، وآخرها الإعلان المفاجئ عن قبول الأردن لألفين وخمسمئة أفغاني في مهمة عبور نحو الولايات المتحدة كحالات إنسانية بعد الرحيل الأميركي.
الجانب الأردني أكد أنه غير ملزم بأي رعاية للأفغان «الأميركان» كونهم في طريق الحصول على الجنسية أو اللجوء للولايات المتحدة حسب اتفاقياتها مع الكتلة الكبيرة منهم، وهذا يستوجب التحدث عنه صراحة خصوصا بعد قبول المانيا وبريطانيا وغيرهما من دول التحالف الغربي في افغانستان لأعداد كبيرة منهم، وأن تعزز التأكيدات عدم بقاء أي طرف لا تربطه علاقة بالدولة الأردنية، بعيدا عن الحالات الإنسانية العربية، لأكثر من الفترة المتفق عليها.
كنت قد أُحُطت خبراً مؤكدا قبل أكثر من شهر بإن دولاً عربية ستستقبل أولئك الأفغان كمحطة مرور، وقد يكون الأردن واحداً منها، ولكن الجواب الذي تلقيته من مصدر مهم حينها، أن الأردن لم يعد لديه الإمكانية لاستقبال المزيد من اللاجئين حتى ولو مؤقتا، وأن المعلومات في واشنطن لم تتطرق الى الأردن بأي طريق لوصول أفغان أو غيرهم، بل إن الطلب كان لدول عربية خليجية، ولكن في عالم السياسة والتحالفات قد تتغير المعطيات شئنا أم أبينا، وبمتغيراتها تتغير وجهة النظر خصوصا أننا بلد مضياف.
حتى قبل سنتين تؤكد المعلومات أننا في الأردن بحمد الله ومّنته نستضيف أزيد من ست وأربعين جنسية غالبيتها عربية، وقد وصل عدد اللاجئين رسميا ما يقارب نصف عدد السكان ومنهم بالطبع إخوتنا السوريون، ولكن الضغط الكبير على البناء الوطني لا يعطينا فرصة لإعادة بناء مستقبلنا اقتصاديا ومعاشيا ومصادر دخل ومياه وصحة وعمل، وهذا ما يجعل الجمهور الأردني ينفر من أي معلومة تتحدث عن موجة لجوء جديدة حتى لو كانت وحدة عائلية.
الطريف في الأمر أن الولايات المتحدة اليوم قد تغيرت تماما في تعاطيها مع المتعاونين معها في افغانستان بعكس تعاطيها مع الأفغان العرب أو الأفغان أنفسهم في حربها غير المباشرة مع الاتحاد السوفييتي سابقا، حتى دول الناتو أرسلت طائراتها لإجلاء المتعاقدين معها من الأفغان لبلادها، ولكن بقي العرب موصومين بالإرهاب المفترض، وهذا يشكل حساسية عند شعوبنا من الاشتراك في أي عمليات لأميركا وحلفائها، ولكن الحقيقة التي يراها الأردني أن جحا أولى بلحم ثوره، ونحن جميعا ننتظر الإعلان قريبا عن رحيل المستضافين على أرضنا حسبما أكدت الحكومة والاتفاقية مع الجانب الأميركي، ولن أزيد على ذلك إلا إننا بلد يحترم اتفاقاته كما ينتظر احترام الاتفاق من الآخرين.
Royal430@hotmail.com
الرأي
نحن في الأردن نعاني من الحصول على المعلومة لأسباب تتعلق بنا وقليل منا يملك المعلومة مسبقا، ولكن في حالتنا نحن كإخباريين وكتاب نعتمد المعلومة، نتحصّل على معلومات أولية ولكن في كثير من الأحيان لا نستطيع إحاطتها بتأكيدات تؤكد مصداقيتنا كمصدر موثوق، فالمتغيرات متسارعة والأحداث تتلاحق كالزوابع، وهذا ما يجعل الجمهور بين مصدق ومكذب لأي رواية تخرج عليهم، وآخرها الإعلان المفاجئ عن قبول الأردن لألفين وخمسمئة أفغاني في مهمة عبور نحو الولايات المتحدة كحالات إنسانية بعد الرحيل الأميركي.
الجانب الأردني أكد أنه غير ملزم بأي رعاية للأفغان «الأميركان» كونهم في طريق الحصول على الجنسية أو اللجوء للولايات المتحدة حسب اتفاقياتها مع الكتلة الكبيرة منهم، وهذا يستوجب التحدث عنه صراحة خصوصا بعد قبول المانيا وبريطانيا وغيرهما من دول التحالف الغربي في افغانستان لأعداد كبيرة منهم، وأن تعزز التأكيدات عدم بقاء أي طرف لا تربطه علاقة بالدولة الأردنية، بعيدا عن الحالات الإنسانية العربية، لأكثر من الفترة المتفق عليها.
كنت قد أُحُطت خبراً مؤكدا قبل أكثر من شهر بإن دولاً عربية ستستقبل أولئك الأفغان كمحطة مرور، وقد يكون الأردن واحداً منها، ولكن الجواب الذي تلقيته من مصدر مهم حينها، أن الأردن لم يعد لديه الإمكانية لاستقبال المزيد من اللاجئين حتى ولو مؤقتا، وأن المعلومات في واشنطن لم تتطرق الى الأردن بأي طريق لوصول أفغان أو غيرهم، بل إن الطلب كان لدول عربية خليجية، ولكن في عالم السياسة والتحالفات قد تتغير المعطيات شئنا أم أبينا، وبمتغيراتها تتغير وجهة النظر خصوصا أننا بلد مضياف.
حتى قبل سنتين تؤكد المعلومات أننا في الأردن بحمد الله ومّنته نستضيف أزيد من ست وأربعين جنسية غالبيتها عربية، وقد وصل عدد اللاجئين رسميا ما يقارب نصف عدد السكان ومنهم بالطبع إخوتنا السوريون، ولكن الضغط الكبير على البناء الوطني لا يعطينا فرصة لإعادة بناء مستقبلنا اقتصاديا ومعاشيا ومصادر دخل ومياه وصحة وعمل، وهذا ما يجعل الجمهور الأردني ينفر من أي معلومة تتحدث عن موجة لجوء جديدة حتى لو كانت وحدة عائلية.
الطريف في الأمر أن الولايات المتحدة اليوم قد تغيرت تماما في تعاطيها مع المتعاونين معها في افغانستان بعكس تعاطيها مع الأفغان العرب أو الأفغان أنفسهم في حربها غير المباشرة مع الاتحاد السوفييتي سابقا، حتى دول الناتو أرسلت طائراتها لإجلاء المتعاقدين معها من الأفغان لبلادها، ولكن بقي العرب موصومين بالإرهاب المفترض، وهذا يشكل حساسية عند شعوبنا من الاشتراك في أي عمليات لأميركا وحلفائها، ولكن الحقيقة التي يراها الأردني أن جحا أولى بلحم ثوره، ونحن جميعا ننتظر الإعلان قريبا عن رحيل المستضافين على أرضنا حسبما أكدت الحكومة والاتفاقية مع الجانب الأميركي، ولن أزيد على ذلك إلا إننا بلد يحترم اتفاقاته كما ينتظر احترام الاتفاق من الآخرين.
Royal430@hotmail.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/08/26 الساعة 02:40