الجامعات والتعليم العالي بعد كورونا
يسابق الرؤساء في الجامعات عرض انجازاتهم في ظل الراهن الذي يواجهه التعليم العالي، من تحديات هائلة. تحدي البحث العلمي وفوضى التشريعات وتغيرها باستمرارها، وتحدي التمويل وكفاءة إدارة الموارد الذي اوجد نهجا بائسا لدى البعض انحصر في الجباية والتوفير بسعي ساذج وفج، وتحدي الاستعراضية في الإنجاز وتحدي القلق من الاستمرار بالبقاء في الموقع، وتحدي اللهاث وراء التصنيفات العالمية، في حين القاعات الدراسية والمختبرات ممتلئة بالغبار وغياب التقنيات اللازمة لتعليم متقدم.
لقد فتحت جائحة كورونا منذ ملطع العام 2020 الباب واسعاً للتفكير في مصائر التعليم العالي عربيّا وعالميّاً، إذ كشفت عن واقع كان يحتاج لاكتشاف تحدياته، ووضع السبل لتجاوزها، وهي تحديات تعود لعقود طويلة، ولا ترتبط فقط بالظروف التي فرضها الوباء العالمي covid19 بل إنّ معظمها تعود لطبيعة نشأة وتطور مؤسسات التعليم العالي العربية، وشكل النظم التعليمية الوطنية العربية، التي بدأت مشوارها الفعلي كجامعات مع نهاية القرن التاسع عشر مع الجامعة الامريكية في بيروت ولاحقاً جامعة القاهرة/ الملك فؤاد 1909 لتتطور حتى نهاية منتصف القرن العشرين إلى عشر جامعات، ومع بدايات عقد الستينيات من القرن العشرين زادت هذه المؤسسات، ونمت بشكل مضطرد حتى أوائل عقد التسعينيات حيث بدأت الجامعات الخاصة تنتشر في العالم العربي بشكل كبير.
إن الحالة العامة للتعليم العالي الأردني والعربي، لا تنفصل عن ظروف بلدانها، وعن ازماتها، وتطور بُناها الاجتماعية والاقتصادية، والسياسات التعليمية وانماط التعليم المتبعة.
في ظلّ الظروف العربية الراهنة، التي تشهد فيها بعض الدول العربية انعدام الاستقرار منذ نحو عقد من الزمن، وبعض هذه الظروف مرشحة للاستمرار، يبدو حال التعليم العالي العربي بحاجة ماسة لتشخيص واقعه وتحدياته وآفاقه المستقبلية.
اما الطلاب والفقر والبطالة وتحدي المخرجات وعدم وصول المعرفة بيسر وسهولة، وترشيح بقاء التعليم الوجاهي للميسورين فقط وفي جامعات خاصة مستقبلا فتلك قصة كبيرة ويجب التوقف عندها.
أيضا هناك عجز تقني في الجامعات، كبرى الجامعات أردنيا وجدت نفسها في خبط عشواء في ظل كورونا، كليات واقسام ومراكز الحاسوب سعت للحل لكن التمويل والنفقات والتجهيزات كان عاجزة بداية كورونا عن اللحاق بالتعليم عن بعد.
هذا الأخير- التعليم عن بعد - قصة كبيرة، وفشل في جزء كبير منه، وما حدث هو رفع مواد على المنصات وخطاب تلقي وليس إلا، أيضا هناك عدم مسؤولية لدى الطلاب وضعف في وصول الانترنت وهذا ما يجب التفكير به مستقبلاً.
الرأي