الخامس من حزيران المشؤوم عام 1967م
كتب.. مصطفى المواجده
واصل السوريون والاسرائليون ، على مدى الثلاثة شهور الاولى من عام 1967م ، تبادل اطلاق النار ، على الجبهة السورية ، بشكل غير مسبوق .
تطورت هذه الاشتباكات، باستخدام الطرفين سلاح الجو . جرت معارك جوية ، اسقط العدو فيها ثلاث طائرات سورية ، نجا طياروها ، بهبوطهم بالمظلات على الاراضي الاردنية ، في محافظة اربد . اعادت السلطات الاردنية الطيارين السوريين الثلاثة الى بلادهم . اعلنت اسرائيل ان الطريق اصبحت مفتوحة الى دمشق. ردت الجمهورية العربية المتحدة ( جمهورية مصر العربية حاليا ) ، بانها تقف الى جانب الشقيقة سورية ، وستقوم بنجدتها ، عند تعرضها لاعتداء اسرائيلي .
تابع الملك الحسين بن طلال ، الموقف على الجبهة السورية ، ورأى ان ما يجري ، قد يكون بداية لرفع الستار ، عن مشهد جديد في المنطقة . وهكذا كان .
1) يتاريخ28/4/1967 ، دعا الملك الحسين بن طلال ، الفريق عبدالمنعم رياض ، رئيس اركان حرب القيادة العربية الموحدة ، لمقابلته في اسرع وقت ممكن .
2)بتاريخ 1/5/1967 ، اجنمع الملك حسين بالفريق عبدالمنعم رياض في مكتبه بعمان . استعرض الفريق عبدالمنعم رياض ، الاوضاع بشكل عام ، وتوقف عن الكلام ، ليسمع من الملك حسين ، كلاما خطيرا ، يستدعي التعامل معه ، باقصى درجات السرية ، على ان ينقله الى شخص واحد ، هو الرئيس جمال عبدالناصر ، الذي للاسف كانت علاقاته مع الملك حسين مقطوعة تماما . .
3) تضمن حديث الملك حسين ما يلي :
1/3هناك فخ يدبر للجمهورية العربية المتحدة ( جمهورية مصر العربية حاليا ) ، وللرئيس جمال عبد الناصر ، وذلك بتوريطه في حرب مسلحة ، في ظروف غير ملائمة عربيا .
2/3 الجماعة في سورية ( يعني حكام سورية عام 1967م ) ، مخترقون من جهات لديها خططها ..
3/3 الفكرة الاساسية ، في هذه الخطط ، هي اشعال الموقف على الجبهة السورية ، بما يفرض على مصر القيام باي عمل لنجدة سورية ، وهنا تصبح مصر هي الهدف الاول للمؤامرة ، ويجري ضربها . .
4/3 اكد الملك الحسين ، على ضرورة ان تصل رسالته هذه ،
الى الرئيس جمال عبدالناصر شخصيا باسرع ما يمكن ، ويرجو ان يتاكد الرئيس جمال عبدالناصر ، بان دافعه اليها ، هو واجبه القومي ، وليس اي سبب آخر ، وهو يامل ان تؤخذ رسالته على محمل الجد ، ولا تؤخذ على محمل موقفه ، من بعض الاطراف المعنية في دمشق .
5/3 بتاريخ 2/5/1967 ، غادر الفريق غبدالمنعم رياض ، عمان ، عائدا الى القاهرة ، وشرع فور وصوله في اعداد التقرير ، الذي سيرفعه للرئيس جمال عبدالناصر بالتسلسل الاداري .
6/3 مساء يوم 13/5/1967 ، عرف الرئيس حمال عبدالناصر ، من الفريق عبدالمنعم رياض ، بالتقرير ، فسأل عنه ، وتبين انه لايزال لدى ، المشير عبدالحكيم عامر .
7/3 اطلع الرئيس جمال عبدالناصر ، على التقرير ظهر يوم 14/5/1967 ، وكان ذلك بعد فوات الاوان ، فهناك اجراءات عديدة بالغة الاهمية ، قد تم اتخاذها ، اثناء وجود التقرير لدى المشير عبدالحكيم عامر ، وجميعها تعني بان الحرب واقعة لا محالة ، مثل اغلاق خليج العفبة ومضائق تيران ، في وجه الملاحة الاسرائيلية ، والاستغناء في نفس الوقت ، عن قوات الطواريء الدولية ، المرابطة على حدود مصر مع اسرائيل ، بالاضافة الى حشد مزيد من القوات المصرية، على الحدود مع اسرائيل في شبه جزيرة سيناء . .
8/3 بتاريخ ، 5/6/1967 ، اندلعت حرب حزيران عام 1967 م ؛ طبقا للخطط تلاسرائيلية ، المعدة سلفا ، لهذه الغاية ، بالتعاون مع الدوائر الامبريالية ، وعلى راسها الولايات المتحدة الاميركية .
تمكنت اسرائيل في هذه الحرب ، من احتلال الضفة الغربية ، محققة حلمها الازلي ، في استكمال احتلالها لكامل فلسطين التاريخية ، بما فيها يهودا والسامرة ، ومدينة القدس ، التي تعتبرها اسرائيل عاصمتها الابدية ، كما احتلت هضبة الجولان السورية ، وشبه جزيرة سيناء المصرية
ومنذ ذلك التاريخ المشؤوم ولغاية اليوم ، وربما لسنوات قادمة طويلة ، ستبقى الامة العربية ، تعاني من آثار وتداعيات هزيمة حزيران عام 1967م ، وخصوصا وان العرب ، قد ابرموا معاهدات سلام مع الكيان الصهيوني المغتصب ، اصبحت هذه المعاهدات ، للاسف ، قيود تحد من حركة الامة وسعيها للنهوض ، وتحرمها من حقها المشروع ، في تحرير اراضيها المغتصبة ، ، مكتفية بالمطالبة في اقامة دولة فلسطينية ، في قطاع غزة ، والضفة الغربية ، التي ابتلعها الاستيطان الصهيوني ، والجدار العازل ، ومصادرة الاراضي ، والطرق الالتفافية ، وخلافه .