كما تقابل الأردن وأميركا في أفغانستان
مدار الساعة ـ نشر في 2021/08/22 الساعة 01:21
عندما تستيقظ صباحاً في الأردن اليوم تنتابك الرغبة بالعودة للنوم مع الأحلام جراء ما تسمع من الصعوبات والتحديات الاقتصادية ومصارعة كوابيس العيش، رغم أن الأردن سجل اسمه على خارطة العالم القوي وبرز اليوم مجددا كلاعب قوي وخفي يعانق القوة الأكبر في العالم الولايات المتحدة التي سجل فيها الملك عبدالله الثاني واحدة من أندر الفرص لدعم استثنائي لأربع سنوات قادمة على الأقل، وهذا يحتاج الى طبقة سياسية محترفة لا تنام كما ينام المواطن، بل يتطلب استفاقة طويلة الأمد لتحقيق مستقبل يقلب المشهد لصالح المصالح الأردنية ورفع مستوى العيش الذي تقلص بشكل خانق.
الولايات المتحدة وشركاؤها في حلف الناتو خرجوا أخيرا من افغانستان بسرعة الانهيار، وعادت طالبان لحكم كابول بعد عشرين عاما، وبعد إنفاق عسكري فاق تريليوني دولار معظمه على التسليح والعمليات الحربية، ولو تعلم الأميركيون درسا من فشل الاتحاد السوفييتي السابق، أو من سياسة الصين الجارة اللدودة للدول الإسلامية هناك، لركزوا على التنمية البشرية وخلق عالم جديد في افغانستان التي تزخر بالثروات تحت أرضها وفوق ترابها، لرأينا دولة وشعبا جديدا لا يصل حد الجنون في التعلق بعجلات الطائرات ليهربوا من طالبان.
لقد كان الأردن حاضرا جنبا الى جنب مع الولايات المتحدة والحلفاء لسنوات من خلال العمليات التدريبية والإنسانية واللوجستية والطبية في افغانستان، وأقام مستشفيات ميدانية لمعالجة مئات آلاف الأفغانيين، وتبادلت كتائب عديدة من القوات المسلحة الأردنية مرات كثيرة لحماية المنشآت الطبية وتحركات الطواقم المدنية الطبية والعسكرية هناك، ودفعنا ثمن مواقفنا مع المجتمع الدولي ومكافحة الإرهاب العالمي، وتحملنا نفقات كثيرة لإثبات وجودنا كدولة حاضرة عكس الدول الغنية التي انكفأت على داخلها ولم تعرّ السياسة العالمية أي اهتمام خارج مصالحها.
الأردن الحاضر في كل المحافل الدولية والسابق لتقديم يد العون للدول الشقيقة وآخرها لبنان للمرة الثالثة عبر سنوات قريبة وفي قطاع غزة الذي لا يزال المستشفى الأردني يقدم كافة الخدمات الطبية هناك، ويشارك في قوات حفظ السلام عبر دول تمتد من آسيا الى افريقيا حتى أميركا الجنوبية، يستطيع أن ينهض في داخل الوطن ليصنع مستقبل شبابه في انتظار بارقة أمل ليجد فرص عمل بأعلى مردود.
المديونية الرسمية ليست كبيرة لو أراد المجتمع الدولي ومساعدة كبريات دول العالم، ولو حسبنا مخصصات قاعدة واحدة من قواعد حلف الناتو في افغانستان لوجدنا أنها تعادل ضعفي الدين الأردني العام، ولنا في السودان بعد اسقاط عمر البشير أسوة لشطب جزء من الديون التي خلفتها الحكومات المتعاقبة كما تم إلغاء 14 مليار دولار عنه لنادي باريس، والعراق الذي أعفته روسيا من تسعة مليارات دولار بعد انهيار نظام البعث، ورغم دور التحديث أو التجديد أو محاولات تغيير في المنظومة السياسية والتركيبة الداخلية ونفخ الروح قد يكون مفعولها أكثر قوة لو اقترن معها عمل حثيث للحد من مستويات الفقر المعلن والمستتر في بلد يعرف العرب والغرب أهميته ومعاناته لا كالحكيم الضرير.
الأردن لديه فرصة لأربع سنوات قادمة لخلع الثياب البالية عن ظهر الدولة وإعادة الاعتبار كدولة فاعله يجب دعمها، وهذه فرصة في ظل دعم إدارة الديمقراطيين التي قد ينقلب عليها الجمهوريون بقوة بعد قرار الانسحاب وغلاء المعيشة هناك، وهناك فرص متعددة مع محور الدول العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي وبقية من دول العالم التي تحترم استقراره ووعي شعبه، وهذا يستوجب عدم التوسع في قضايا فرعية ومكررات تغييرية واستنساخ تجارب عاشت معها أجيال ماتت ولم يحققوا لهم هدفاً، فكما تقابلنا مع واشنطن في كابول علينا أن نتقابل معها ومع غيرها لفك طلاسم الاقتصاد المتكلس ودعم المالية الحكومية لقاء خدماتنا الكثيرة للمجتمع الدولي والإنساني.
Royal430@hotmail.com
الرأي
الولايات المتحدة وشركاؤها في حلف الناتو خرجوا أخيرا من افغانستان بسرعة الانهيار، وعادت طالبان لحكم كابول بعد عشرين عاما، وبعد إنفاق عسكري فاق تريليوني دولار معظمه على التسليح والعمليات الحربية، ولو تعلم الأميركيون درسا من فشل الاتحاد السوفييتي السابق، أو من سياسة الصين الجارة اللدودة للدول الإسلامية هناك، لركزوا على التنمية البشرية وخلق عالم جديد في افغانستان التي تزخر بالثروات تحت أرضها وفوق ترابها، لرأينا دولة وشعبا جديدا لا يصل حد الجنون في التعلق بعجلات الطائرات ليهربوا من طالبان.
لقد كان الأردن حاضرا جنبا الى جنب مع الولايات المتحدة والحلفاء لسنوات من خلال العمليات التدريبية والإنسانية واللوجستية والطبية في افغانستان، وأقام مستشفيات ميدانية لمعالجة مئات آلاف الأفغانيين، وتبادلت كتائب عديدة من القوات المسلحة الأردنية مرات كثيرة لحماية المنشآت الطبية وتحركات الطواقم المدنية الطبية والعسكرية هناك، ودفعنا ثمن مواقفنا مع المجتمع الدولي ومكافحة الإرهاب العالمي، وتحملنا نفقات كثيرة لإثبات وجودنا كدولة حاضرة عكس الدول الغنية التي انكفأت على داخلها ولم تعرّ السياسة العالمية أي اهتمام خارج مصالحها.
الأردن الحاضر في كل المحافل الدولية والسابق لتقديم يد العون للدول الشقيقة وآخرها لبنان للمرة الثالثة عبر سنوات قريبة وفي قطاع غزة الذي لا يزال المستشفى الأردني يقدم كافة الخدمات الطبية هناك، ويشارك في قوات حفظ السلام عبر دول تمتد من آسيا الى افريقيا حتى أميركا الجنوبية، يستطيع أن ينهض في داخل الوطن ليصنع مستقبل شبابه في انتظار بارقة أمل ليجد فرص عمل بأعلى مردود.
المديونية الرسمية ليست كبيرة لو أراد المجتمع الدولي ومساعدة كبريات دول العالم، ولو حسبنا مخصصات قاعدة واحدة من قواعد حلف الناتو في افغانستان لوجدنا أنها تعادل ضعفي الدين الأردني العام، ولنا في السودان بعد اسقاط عمر البشير أسوة لشطب جزء من الديون التي خلفتها الحكومات المتعاقبة كما تم إلغاء 14 مليار دولار عنه لنادي باريس، والعراق الذي أعفته روسيا من تسعة مليارات دولار بعد انهيار نظام البعث، ورغم دور التحديث أو التجديد أو محاولات تغيير في المنظومة السياسية والتركيبة الداخلية ونفخ الروح قد يكون مفعولها أكثر قوة لو اقترن معها عمل حثيث للحد من مستويات الفقر المعلن والمستتر في بلد يعرف العرب والغرب أهميته ومعاناته لا كالحكيم الضرير.
الأردن لديه فرصة لأربع سنوات قادمة لخلع الثياب البالية عن ظهر الدولة وإعادة الاعتبار كدولة فاعله يجب دعمها، وهذه فرصة في ظل دعم إدارة الديمقراطيين التي قد ينقلب عليها الجمهوريون بقوة بعد قرار الانسحاب وغلاء المعيشة هناك، وهناك فرص متعددة مع محور الدول العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي وبقية من دول العالم التي تحترم استقراره ووعي شعبه، وهذا يستوجب عدم التوسع في قضايا فرعية ومكررات تغييرية واستنساخ تجارب عاشت معها أجيال ماتت ولم يحققوا لهم هدفاً، فكما تقابلنا مع واشنطن في كابول علينا أن نتقابل معها ومع غيرها لفك طلاسم الاقتصاد المتكلس ودعم المالية الحكومية لقاء خدماتنا الكثيرة للمجتمع الدولي والإنساني.
Royal430@hotmail.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/08/22 الساعة 01:21