مدهش.. الأقل معدلات في الثانوية العامة يتحكمون بالأعلى
لقد قرأنا ما كتبه المسؤولون الأجانب من أمريكان وغيرهم من الجنسيات عن أنظمة التعليم في المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية وعن نظام قبول الطلبة في التخصصات في الجامعات الإسلامية والعربية. وآخرها كان ما صَرَّحَت به أمام مجلس العموم البريطاني ونُشِرَ على لسان السفيرة البريطانية في اليمن جين ماريوت: أن الأنظمة التعليمية وأنظمة القبول في الحامعات في العالم العربي والإسلامي تؤدي الي مفارقات مدهشه بين الخريجين من الجامعات. فطلاب الفئة الاولى (أعلى معدلات في الثانوية العامة) من الاذكياء يذهبون الي كليات الطب والهندسه بينما أصحاب الفئة الثانيه من المعدلات يذهبون الي كليات اداره الاعمال والاقتصاد وبذلك يصبحون مدراء لخريجي الفئة الاولى في حين أصحاب الفئة الثالثه من المعدلات يتجهون لدراسة الأديان والحقوق ويصبحون محامين وقضاة يحكمون في قضايا أصحاب الفئات السابقة ويتجه البعض الآخر لدراسة السياسة فيصبحون ساسة البلاد ويحكمون خريجي كل من سبقهم من الفئات.
اما الاقل معدلات في دراستهم فيلتحقون بالشرطة فيتحكمون بالساسة والاقتصاد ويطيحون بهم من مواقعهم او يقتلونهم إن أرادوا في بعض الدول اما المدهش حقا فهو ان الذين لم يدخلوا المدارس أصلاً فيصبحون أعضاء مجالس نيابية وعُمَدْ وشيوخ قبائل!؟ يأتمر الجميع بأمرهم.
أنكر أحد المواقع الإلكترونية ما نسب على لسان السفيرة البريطانية وحاول تحوير كلامها بأسلوب أو آخر ولكن واقع الحال وحقيقة الأمر أن ما أسلفناه هو بالفعل ما صَرَّحَت به السفيره وهذا ما خططوه لنا ووقع بعضهم في شر أعمالهم عندما لا يستطيعون التفاهم مع بعض المسؤولين في الدول الإسلامية والعربية، وهذه هي حقيقة أنظمة التعليم والقبول في جامعاتنا الإسلامية والعربية. ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك لأننا نعيش ممارسة واقعية لهذه الأنظمة منذ سنوات طويلة ونعاني كثيراً من هذه المفارقات الكبيرة بين خريجي الجامعات.
فعلينا أن نعمل جاهدين على أن تكون معدلات القبول في كليات الحقوق والدراسات الإسلامية وإدارة الأعمال والإقتصاد أعلى المعدلات في الثانوية العامة مثل الطب والهندسة حتى نعالج التشوهات الحاصلة في بعض الممارسات من قبل بعض الخريجين الحاقدين على من هم أعلى منهم في المعدلات.
وقد صرح كثير من الناس أن بعض الحاقدين من المسؤولين يتحينون الفرص لتصل تحت أيديهم أي اشكالية لمن كانوا متميزين عنهم في المعدلات ودرسوا الطب أوالهندسة وغيرها ليفرغوا سمهم وحقدهم ونقمتهم في إتخاذ أشد القرارات ضدهم.
نحن لا نضع اللوم كله عليهم ولكن نضع اللوم على من وضع هذه الأنظمه وطبقها في الدراسة والقبول في الجامعات.