اَلْرُوْسُ، اَلأَمِرِيْكَانُ وَاَلْصِيْنِيُون وَحَرِكَة طَالِبَان
حاول الروس قبل الأمريكان السيطرة على أفغانستان ظاهرياً للقضاء على حركة طالبان الإرهابية في نظرهم ووضع الموالين لهم في السلطة. ولكن في حقيقة الأمر للسيطرة على مواردها الطبيعية التي هي حجر الأساس في جميع الصناعات الفضائية والعسكرية والتكنولوجيا الحديثة. إلا أن الروس تكبدوا خسائر مادية وبشرية كبيرة لعدة سنوات مما إضطرهم للإنسحاب من أفغانستان بدون شروط. وإرتكب نفس الخطأ الأمريكان وإستمروا يتكبدون الخسائر المادية والبشرية لأكثر من عشرين عاماً وها هم ينسحبون هذه الأيام منها صاغرين وبدون شروط تاركين حكم البلاد لحركة طالبان غير الإرهابية والتي كانت إرهابية سابقاً يناقضون انفسهم.
نعم، هناك عوامل عديدة ساعدت طالبان في الإنتصار هي: عقيدتهم وإيمانهم القطعي بالله، وحدتهم وتوكلهم على الله، وعورة مناطق افغانستان وجبالها الشاهقة، وعدم وجود خونه ولا خيانه بين منتسبي الحركة. وأما التنين الأحمر فهو أذكى وادهى وأمر من الروس والأمريكان، وقف متفرجاً على ما يحدث للروس والأمريكان في أفغانستان.
لأن التنين الأحمر جار لأفغانستان ويعلم جيداً حقيقة حركة طالبان وآثر ان يعقد إتفاقيات تجارية مع السلطة الحاكمة في أفغانستان على مدار السنوات الماضية للحصول على ما يحتاج من موارد أفغانستان الطبيعة الحديثة بدون خسائر مادية وبشرية.
ومثال آخر ضربناه سابقاً على إنتصار رجال المقاومة في غزة على قوات الكيان الإسرائيلي في آخر حرب، وقد شاهدنا تنفيذ عمليات إعدام فوريه من قبل رجال المقاومة لكل من ثبتت خيانتهم للمقاومة أمام الناس أجمعين. فنخلص إلى أن السبب الحقيقي في إنتصار غير المسلمين في العالم على المسلمين هو وجود الخونة بينهم وليس تفوق عدوهم عليهم بالعدة والعتاد والعدد، وبعدهم عن دين الإسلام قولاً وفعلاً. قال تعالى (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚقَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ، إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (البقرة: 249، آل عمران: 160)).