يضخون مليارات الدولارات للوطن.. فمن هم؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/08/19 الساعة 08:43
رغم ان الحديث عن المال ليس مثاليا لتقييم الوطنية فإن الحديث عن الأردنيين الذين تغربوا لسنوات طويلة عن بلدهم وبيوتهم وأهلهم يطعن في خاصرة الوجع لمئات الآلاف من المغتربين الذين يتجشمون عناء سني الغربة والكدّ والعمل لتوفير المال لمن وراءهم من بيوت تنتظر قيم أودهم في سنوات القحط الاقتصادي ومواجهة فواتير لا حصر لها، وكثير منهم تركوا الأردن سعيا للرزق الذي زاحمهم عليه ثلة من المحظيين الذين اتقنوا لعبة إخراج المال للاستثمار في الخارج، فيما هم سافروا للخارج ليجلبوا المال للوطن.. إنهم المغتربون الذين لا يجدون موقعهم على خريطة الاهتمام، وهم الشعب المسكوت عنه في الخارج.
فعندما نقرأ في احصاءات البنك المركزي عن مداخيل حوالات المغتربين سنويا، خصوصاً ما قبل الركود الاقتصادي ثم نازلة كورونا، نجد أرقاما لا تحصلها الحكومات سنويا من الإيرادات العامة أحيانا، فتتجاوز آنذاك الأربعة مليارات، وحتى هذا العام، الذي لم تظهر حتى الآن تفاصيله الاقتصادية على المجتمع، فقد سجلت مؤشرات البنك تراجعا في الحوالات لأقل من ملياري دينار، ومع ذلك فهي أرقام ليست سهلة في ظل الانحباس الوظيفي وتراجع مداخيل الدول التي يعملون بها، وعودة العديد منهم بخفي حنين ولم يسأل عنهم أحد.
لو تكشف لنا المصادر الرسمية عن قيم الحوالات التي تخرج من الأردن الى دول عربية وأجنبية بأيدي كبار المستثمرين وصغارهم ممن قفزوا عن ظهر السفينة الى شواطئ تركيا ومصر وقبرص وسويسرا ونقلوا أعمالهم لتلك البلدان وغيرها سنجد أن ميزان العدالة ليس بعادل لصالح المغتربين، فهناك فرق بين من يأتي لبلده بأمواله قليلها وكثيرها، ومن يسرع في إخراجها من البلد مدعيا أن الموج عات، وهذا يدعونا الى توجيه الاهتمام فورا بتلك الشريحة الواسعة من أبناء الوطن في عالم الاغتراب، وعلى المسؤولين الكبار أن يفكروا قليلا بالعاطفة الجافة لهم، وبأصناف الحنان الذي يختلج افئدتهم وعذاب الهوية في بعض الدول.
بتصوري أن المغتربين بأنفسهم وعائلاتهم عن وطنهم للجهاد مع لقمة العيش وتحسين مستوى معيشتهم أو تدريس أبنائهم ورعايتهم طيلة تلك السنين الطويلة، هم أحق من المتمددين على فُرش من حرير ممن لا يملكون سوى التنظير والتهافت على المناصب والتزاحم على المكتسبات و'الباكوية» وتنسيبهم للدراسة في أعرق الجامعات الغربية ليعودوا غرباء عن وطنهم، بل إنني أجزم أن جحافل المغتربين رغم حرّ الصيف وقرّ الشتاء تواقون الى سماع أي خبر مفرح عن بلدهم، وينتظرون عطلة الصيف كي يعودوا لوطنهم ليتكحلوا برؤية ترابه واستنشاق هوائه العليل.
المغتربون هم من يضخون مليارات الدنانير الى عمان مدينة الأودية المتعرجة والجبال المتدرجة وسهرات الأصدقاء، هم شريحة أصيلة ومشكورة ومقدرّة، ولكنها للأسف غير موجودة على شاشات التلفزة وغير موجودة على منصات الدولة التي تحتضن ملايين اللاجئين وتنسى أن لها ابناء لهم حق الرأي والمشاركة في نقاشات المستقبل التي تدور اليوم في أروقة التغيير سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ولا علاقة لهم سوى بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين عبر الوثائق وقليل من السفراء الذين يتعاطون مع الجاليات..
الخاتمة أن من يعطيك لا يقارن بمن يأخذ منك ويذهب بعيدا.
Royal430@hotmail.com
الرأي
فعندما نقرأ في احصاءات البنك المركزي عن مداخيل حوالات المغتربين سنويا، خصوصاً ما قبل الركود الاقتصادي ثم نازلة كورونا، نجد أرقاما لا تحصلها الحكومات سنويا من الإيرادات العامة أحيانا، فتتجاوز آنذاك الأربعة مليارات، وحتى هذا العام، الذي لم تظهر حتى الآن تفاصيله الاقتصادية على المجتمع، فقد سجلت مؤشرات البنك تراجعا في الحوالات لأقل من ملياري دينار، ومع ذلك فهي أرقام ليست سهلة في ظل الانحباس الوظيفي وتراجع مداخيل الدول التي يعملون بها، وعودة العديد منهم بخفي حنين ولم يسأل عنهم أحد.
لو تكشف لنا المصادر الرسمية عن قيم الحوالات التي تخرج من الأردن الى دول عربية وأجنبية بأيدي كبار المستثمرين وصغارهم ممن قفزوا عن ظهر السفينة الى شواطئ تركيا ومصر وقبرص وسويسرا ونقلوا أعمالهم لتلك البلدان وغيرها سنجد أن ميزان العدالة ليس بعادل لصالح المغتربين، فهناك فرق بين من يأتي لبلده بأمواله قليلها وكثيرها، ومن يسرع في إخراجها من البلد مدعيا أن الموج عات، وهذا يدعونا الى توجيه الاهتمام فورا بتلك الشريحة الواسعة من أبناء الوطن في عالم الاغتراب، وعلى المسؤولين الكبار أن يفكروا قليلا بالعاطفة الجافة لهم، وبأصناف الحنان الذي يختلج افئدتهم وعذاب الهوية في بعض الدول.
بتصوري أن المغتربين بأنفسهم وعائلاتهم عن وطنهم للجهاد مع لقمة العيش وتحسين مستوى معيشتهم أو تدريس أبنائهم ورعايتهم طيلة تلك السنين الطويلة، هم أحق من المتمددين على فُرش من حرير ممن لا يملكون سوى التنظير والتهافت على المناصب والتزاحم على المكتسبات و'الباكوية» وتنسيبهم للدراسة في أعرق الجامعات الغربية ليعودوا غرباء عن وطنهم، بل إنني أجزم أن جحافل المغتربين رغم حرّ الصيف وقرّ الشتاء تواقون الى سماع أي خبر مفرح عن بلدهم، وينتظرون عطلة الصيف كي يعودوا لوطنهم ليتكحلوا برؤية ترابه واستنشاق هوائه العليل.
المغتربون هم من يضخون مليارات الدنانير الى عمان مدينة الأودية المتعرجة والجبال المتدرجة وسهرات الأصدقاء، هم شريحة أصيلة ومشكورة ومقدرّة، ولكنها للأسف غير موجودة على شاشات التلفزة وغير موجودة على منصات الدولة التي تحتضن ملايين اللاجئين وتنسى أن لها ابناء لهم حق الرأي والمشاركة في نقاشات المستقبل التي تدور اليوم في أروقة التغيير سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ولا علاقة لهم سوى بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين عبر الوثائق وقليل من السفراء الذين يتعاطون مع الجاليات..
الخاتمة أن من يعطيك لا يقارن بمن يأخذ منك ويذهب بعيدا.
Royal430@hotmail.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/08/19 الساعة 08:43