جواد العناني يكتب: البساط الممدود بين عمّان والدوحة أصبح جاهزاً

مدار الساعة ـ نشر في 2021/08/17 الساعة 01:52
مدار الساعة - كتب: الدكتور جواد العناني *
* رئيس الديوان الملكي ونائب رئيس الوزراء الأسبق

كثير منا أبدى إعجابه بردة فعل دولة قطر حين أعلنت دول عربية المقاطعة ضدها.
لم تقم قطر بوقف امداد الغاز، ولا رحلت أياً من العمال إلى موطنهم، ولم تمنع شركات طيران الدول المقاطعة من المرور في أجوائها، ولا منعت زيارة مواطني هذه الدول من زيارة ذويهم وأصهارهم في دولة قطر.
وبالمقابل نشطت في تأمين حاجاتها من الدول الصديقة لها من تركيا والأردن، وشجعت القطاع الخاص على الاستثمار في الصناعات الغذائية والدوائية وغيرها. وحققت في ذلك نجاحاً منقطع النظير.
وقد سادت حكمة أمير قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ما جعله يبدو واثقاً بعقود أكثر من سنوات عمره.
ولقد اتيحت لي فرصة اللقاء به مرتين، مرة في مؤتمر نصرة تونس حيث وعد بتقديم "1.2" مليار دولار كمساعدات واستثمارات وقروض لدولة تونس عام 2016، ورأيته في مؤتمر القمة العربية الافريقية التي عقدت في مدينة "مالابو" عاصمة غينيا الاستوائية، وقد تحدث بعقلانية تسر السامعين.
وقد رأينا قطر تنشط دبلوماسياً وسياسياً بشكل متميز، حيث قامت بفتح أبوابها للوساطة بين الحكومة الافغانية وحركة طالبان، وما تزال.
وسعت لأن تدعم الدول العربية الخارجة من الربيع العربي مثل تونس، وأبقت الأبواب مفتوحة مع دول الخليج وحضرت مؤتمراتها، وعملت بهدوء حتى اعادت علاقاتها مع دولتين منها.
ولقد سررت كثيراً بلقاءين قابلت فيهما نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني النشيط والهمام، ورأيت فيه ميلاً للمصالحة والتوفيق بين الأطراف.
الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر زار الأردن سابقاً، ووجوده في عمّان يجب أن يلقى الترحيب الذي يستحق.
فدولة قطر تفهمت تماماً موقف الأردن إبان فترة المقاطعة التي انتهت على خير، وكذلك فتح للأردنيين فرص عمل فاقت الثلاثين ألف فرصة، واستمر في دعم الاستثمار في الأردن.
وتبلغ استثمارات قطر حسب المصادر القطرية في الأردن أكثر من "4.5" مليار دولار في قطاعات المصارف والعقار والاسهم وبعض الشركات التجارية ويستطيع الأردن أن يزيد من فرص الاستثمار القطرية في الأردن، ويحسن من المناخ الذي يعمل فيه بشكل عام.
يجب ان نقول لدولة قطر، ولوزير خارجيتها، أهلاً وسهلاً وأنا واثق أن الدبلوماسية القطرية ستجد ترحيباً واسعاً لدعم مواقف الأردن من التعامل مع العراق ومصر، ومن حل القضية الفلسطينية وتوحيد المواقف داخل الصف الفلسطيني، كذلك في ملف دعم الاقتصاد الأردني وملف دعم محاربة الارهاب والتطرف.
ببساطة؛ البساط الممدود بين عمّان والدوحة أصبح جاهزاً لتبادل الزيارات على مستوى كبار المسؤولين وعلى مستوى قادة البلدين.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/08/17 الساعة 01:52