الوزير السابق المشاقبة يكتب عن زيارة وزير الخارجية القطري للأردن
مدار الساعة - كتب: الوزير السابق أ.د. أمين مشاقبة
تتسم الدبلوماسية القطرية بالواقعية السياسية وتستند الى الاعتدال والتوازن بعيداً عن التطرف أو أي من السياقات الأيديولوجية. وكل ذلك يعود للحكمة والعقلانية التي يتمتع بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وإدراكه السياسي للبيئة الإقليمية والدولية وكيفية التحرك بدور فاعل عملي يخدم مصالح الدولة في الحفاظ على الاستقرار والاستمرار.
ورغم أن البيئة الإقليمية مضطربة يعتريها العديد من القلاقل والإشكالات إلا أن الحكمة لم تغب عن القيادة في الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وازدهارها في مختلف النواحي، يساعده في ذلك التماسك الاجتماعي والانتقال في البلاد إلى مرحلة ديمقراطية متقدمة وإرساء قواعد مؤسسية للعمل السياسي في البلاد.
إن الإمكانات الاقتصادية والمالية للبلاد ساعدتها في لعب دور بارز ومميز في العديد من مناطق العالم وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وها هو مهندس العمل السياسي الخارجي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذي يتحرك بجهد الشباب في كل مكان، ويدفع باتجاه إعلاء اسم قطر الدولة الوطن في كل المحافل الدولية.
وفي زياراته الثنائية لتعزيز أواصر العلاقات بين الدولة والعالم؛ فها هو الدور القطري الفاعل في القضية الفلسطينية واستعادة الحقوق وتقديم الدعم الإنساني لأهل غزة ودورها في استضافة اجتماع طارىء لقضية سد النهضة، ودورها في حل الصراع في أفغانستان؛ لم تتوان عن عقد لقاءات من أجل الوصول إلى حل يرضي الأطراف المتصارعة كافة. وزيارة وزير الخارجية إلى بيروت في إطار المساعي لحل الأزمة السياسية في لبنان، ناهيك عن الدعم الذي قدمته قطر للجيش اللبناني.
أما الدور الإنساني؛ فحدث ولا حرج، في كل أصقاع العالم المساعدات الإنسانية والطبية القطرية تقدم دون منة، وقضايا اللجوء في المنطقة تشهد على ذلك.
كل ذلك بفضل حكمة وعقلانية القيادة والدور الميداني العملي والفاعل الذي يقدمه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية.
وها هو الشيخ محمد بن عبدالرحمن في بلده الثاني الأردن الذي يرتبط بدولة قطر بعلاقات تاريخية متوازنة قائمة على وشائج بين البلدين الشقيقين.
فالعلاقة على صعيد القيادتين؛ الملك عبدالله الثاني والشيخ تميم، تتسم بالأخوة والتفاهم والعقلانية والحكمة، فكلاهما يقود بلاده إلى شط الأمان، والحفاظ على معادلة الامن والاستقرار، وقد ساهمت قطر في حل مشكلة البطالة في الأردن وذلك من خلال استقطاب 10 آلاف من الكفاءات الأردنية، وترى ضرورة تعزيز هذا الأمر بزيادة العدد إلى 25 ألف أردني للعمل في الشقيقة قطر خصوصا وأنها في ازدهار وتقدم. ناهيك عن العمل من الجانبين على تعزيز أواصر التعاون في كل المجالات التي تخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
إن مثل هذه الزيارات تعزز أواصر الاخوة والعمل المشترك لأن هناك العديد من القضايا المشتركة والملحة للاتفاق بشأنها بما يخدم المصالح العليا للدولتين.
تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي والاستثماري ضرورة قصوى للأردن للمساهمة في تخفيف حدة الإشكالات الاقتصادية، وفي نفس الوقت يعزز روح التعاون المشترك بين البلدين.
حمى الله الأردن وقطر من كل مكروه وحمى قيادتهما من كل شر.