نتائج الشركات وضوء على البنوك
في نتائج الشركات للنصف الأول تفوقت الرابحة على الخاسرة بـ 100 إلى 58 ما يعني أن التعافي من أزمة كورنا بدأ لكن يتعين أن ننتظر نهاية العام لتقييم الأثر..
كالعادة تصدرت البنوك قوائم الأرباح لكن سهمي الفوسفات والبوتاس لمعا بفضل الأداء المالي الصاعد للشركتين، واستمر تذبذب أداء قطاع الخدمات الذي يضم العقار والخدمات المالية وتراجع قطاع الصناعة.
في البنوك ما زال (العربي) متصدرا سباق الأرباح ليأتي بنك الإسكان بالمرتبة الثانية فيما أن اللافت هو صعود نجم بنك المال بالمرتبة الثالثة لتشكل أرباح البنوك الثلاثة ما نسبته 58% من أرباح القطاع حسب دراسة للمحفظة الوطنية للأوراق المالية..
عدد من البنوك تراجعت أرباحها أو سجلت خسائر والسبب هو التحوط وقد أخذت مخصصات تعثر لكنها ستتعافى كما أعتدنا دائما أن نراها.
لا شك أن تأثير وباء كورونا واضح على أداء الشركات، ليس فقط فترة الإغلاقات بل تقلب المزاج العام وتوارد الأنباء المتضاربة حول تعامل الحكومة، ولا نغفل التصريحات الحكومية المتناقضة أحيانا والتي ترفع وتيرة المخاوف في ظل غياب اليقين.
الأبرز في نتائج شركات التعدين هو استمرار تحسنها بفضل تحسن أسعار منتجاتها في الأسواق العالمية وتدشين مشاريع جديدة، ما يعني أن بريقها قد بدأ يلمع، ولا يبدو أننا سننتظر وقتا طويلا لنرى أرباحها مثل تلك التي رأيناها في سنوات الذروة أو ما يعرف بمئويات مليونية.
ما زالت هناك تأثيرات محلية الطابع خارج مربع كورونا تؤثر على أداء الشركات، مثل كلف الإنتاج والطاقة وغيرهما والضرائب..
نتائج الشركات عن النصف الثاني مؤشر دقيق لنتائج السنة بأكملها يبني عليه المستثمرون توقعاتهم واتجاهاتهم الاستثمارية، لكن ما تبقى من هذه السنة يحمل مفاجآت غير منظورة سواء كانت إيجابية أم سلبية في ظل حالة الترقب.
يفترض بالنتائج الإيجابية أن تلقي بظلالها هذه الأيام على أداء الأسهم في سوق عمان المالي, لكن اللافت هو أن هذه السوق باتت لا تستجيب سلبا ولا إيجابا مع النتائج المالية، ما يدل على أن ثقة غائبة في الاستثمار بسوق الأسهم قد حلت، وأن الأسهم بدأت تفقد بريقها كأداة استثمارية جاذبة.
أسعار الأسهم لم تكن في تاريخها مغرية كما هي عليه اليوم وهي بلا شك فرصة لاستثمار استراتيجي متوسط أو بعيد المدى، لكن نتائجها مضمونة على الأغلب وما تحتاج اليه هو مرونة في تمويل الاستثمار فيها.
شركات السياحة اختفت عن الرادار، هل ستشهد انطلاقة في العام المقبل؟
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي