عاداتنا الرمضانية بين الماضي والحاضر

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/06 الساعة 22:27
مدار الساعة - عادات كثيرة ما زالت تعيش في ذاكرتنا، بعضها اندثر، وظهر مكانه الكثير من العادات الجديدة التي فرضتها علينا متطلبات الحياة العصرية. سابقا كانت تتزين البيوت والمساجد في المدن والقرى والأرياف بالفوانيس الرمضانية والقناديل مختلفة الألوان والأشكال والأحجام، وحاليا اكتفى الكثيرون بهلال رمضان الذي يعمل بالكهرباء، وتتوسطه نجمة تزين شرفات المنازل والمساجد والمحلات والشوارع والطرقات. وكانت صلاة الجماعة تنتشر بكثرة في المساجد إضافة الى تلاوة القرآن الكريم والذكر والدعاء، فيما يقضي حاليا الشباب والعديد من الرجال سهراتهم في المقاهي الشعبية التي أصبحت منتشرة في كل مكان، وبعضهم يقصد المطاعم والفنادق التي تزخر بالأمسيات الرمضانية والسهرات الثقافية والفنية التي تفتقد للأجواء الدينية، وتلهي عن الذكر والطاعات، إضافة الى فقدانها للمحبة والألفة التي كانت سائدة بين الناس، اذ كانوا يعرفون بعضهم ويتفقدون الغائب عن المسجد، وكان الناس قديما يتبادلون الزيارات في الليالي الرمضانية مع الأقارب والجيران فتتعمق العلاقات الاجتماعية وتقوى الصلات بين جميع افراد المجتمع. يقول الحاج أبو علي (موظف متقاعد) شهر رمضان قديما كان يبدأ بالمباركة بين الناس بالشهر الفضيل والدعاء بالقدرة على صومه وأداء الطاعات، وكان الناس يتبادلون خلاله الزيارات ويتفقد ميسورو الحال أحوال الفقراء والمحتاجين، وهذه العادة مازالت موجودة في وقتنا الحاضر في القرى والبلدات والارياف. وتشير فاطمة الحسن (ربة بيت) الى الاختلاف بوسائل التواصل بين القديم والحديث حيث احتلت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة مكانة متقدمة ورئيسة وبديلة عن الزيارات التي قلت الى حد كبير بسبب انشغال الناس وطبيعة العصر. وتقول الحاجة فضة الزعبي: هناك عادة كانت موجودة سابقا وألغيت في عصرنا الحالي وهي تبادل الأطعمة والمأكولات والحلويات المنوعة بين الجيران دون طلب، مستذكرة أن السيدات كن يخرجن للسهر في رمضان عند الأهل أو الجارات القريبات وبخاصة عند توجه الرجال الى صلاة التراويح في المساجد، أما في وقتنا الحالي فأفراد الأسرة يذهبون بالسيارات للسهرات الرمضانية في الشوارع والمقاهي الشعبية، أو الاجتماع حول شاشة التلفاز لمتابعة المسلسلات التي تكثر في هذا الشهر الفضيل. وترجو سميرة عليان أن يعود الناس الى ما كانوا عليه سابقا في شهر رمضان إذ تكثر فيه المصالحات ليزول الجفاء وتعود المياه إلى مجاريها بين الأقارب والأحباب وتسود روح المحبة والود والتآلف بين الجميع، الأمر الذي أصبحنا لا نراه في وقتنا الحالي. ويثمن أحمد العمري موظف في القطاع العام انتشار الخيم الرمضانية التي يقصدها الناس للتسلية والترفيه وتمضية الوقت بعد صلاة التراويح، حيث تقدم فيها التمور والقهوة العربية والعصائر الرمضانية مثل التمر هندي والعرقسوس وقمر الدين إضافة الى بعض الحلويات الرمضانية مثل القطايف والعوامة. ويضيف أنه في بعض الأحيان تستخدم هذه الخيم الرمضانية لإقامة إفطار جماعي يقوم المحسنون بتأمين العديد من الوجبات والأطعمة للمحتاجين والفقراء والأرامل والأيتام.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/06 الساعة 22:27