ماذا تعرف عن الاقتصاد الرقمي؟
مدار الساعة - أصبح مصطلح “الاقتصاد الرقمي” من أكثر المفاهيم الاقتصادية استعمالا في هذا العصر، فهو متداول بشكل سريع في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والإنترنت وفي ظل التحول الرقمي بسرعة فائقة وباستخدام أحدث التقنيات. فما هو الاقتصاد الرقمي؟ متى ظهر وكيف نواكبه؟ وماهي خصائصه ومميزاته وعيوبه؟ الاقتصاد الرقمي ينتج عن مليارات الاتصالات اليومية عبر الإنترنت بين الأشخاص والشركات والأجهزة والبيانات والعمليات. وقد أدى إلى ظهور العديد من الاتجاهات الجديدة والأفكار والشركات العملاقة مثل شركة جوجل وأبل ومايكروسوفت وأمازون وهي من أشهر الشركات العالمية التي تعتمد على نظام الرقمية. تعريف الاقتصاد الرقمي يعرف الاقتصاد الرقمي بأنه هو النشاط الناتج عن الاتصالات اليومية عبر الإنترنت، كما أن العمود الفقري له هو الارتباط التشعبي، ويعني تزايد الارتباط والترابط بين الأشخاص والمؤسسات والآلات، وتكنولوجيا الهاتف المحمول وإنترنت الأشياء. وهو عموما عبارة عن تصور لقطاع الأنشطة الاقتصادية ذات الصلة بالتقنية الرقمية. وتكون هذه الأنشطة مبنية على النماذج الاقتصادية الكلاسيكية أو الحديثة مثل نماذج الويب. وهو يعتمد في تطبيقه على أبعاد متعددة من أهمها: الانتشار الواسع والسريع للشبكة العنكبوتية، والتي أتاحت لمختلف البشر والأعمال من استكشاف العالم والقيام بإجراء عمليات تجارية متعددة ومعقدة في نفس الوقت تمكن الأشخاص من شراء كل ما يريدون من أي مكان بالعالم، وبأسرع وقت دون الحاجة إلى الذهاب إلى محلات التسوق بشكل مباشر. هو اقتصاد معتمد في الأساس على نظام يحركه وينظمه المعرفة وانتشار المعلومة والقيام بالسيطرة عليها. وتقوم الشركات على تنقية المواهب البشرية ورأس المال البشري المؤهل وبدوره المميز يتمكن من إعطاء الموظفين فرصة أكبر نحو التغيير. ظهور مفهوم الاقتصاد الرقمي وتطوره أدخل دون تابسكوت مدير الأعمال والاستراتيجي الكندي مفهوم الاقتصاد الرقمي في عام 1995. وكان الإنترنت، في ذلك الوقت، لا يزال في بدايات نشأته كشبكة عالمية، حيث صدر أول متصغح تجاري لشبكة الإنترنت في أكتوبر 1994. وكانت المواقع الشبكية تنشر المحتويات فقط ولا تعالج المعاملات. وكان الأشخاص ينفذون إلى الإنترنت عن طريق الاتصال بالهاتف (عند سرعة 9,600 بث في الثانية) في أحسن الأحوال. ويتسم في أيامنا هذه بتكنولوجيات كانت غير معروفة وقت ظهوره كمفهوم، ومنها النفاذ إلى الحزمة العريضة الثابتة بسرعة تبلغ عشرات الميغابتات في الثانية، والحزمة العريضة النقالة، والهواتف الذكية وتطبيقاتها، والمواقع الشبكية التفاعلية، والشبكات الاجتماعية، والمنصات التشاركية، والحوسبة السحابية، وإنترنت الاشياء. وتجسد هذه التكنولوجيات الإمكانيات المنبثقة عن القوة الشبكية للاقتصاد الرقمي وقدرته على إعادة تعربف التعاون والقيادة، ورفع الإنتاجية البشرية، وبدء القضاء على العديد من الصناعات وتحدي قوة الشركات القائمة. وأصبح ذلك حقيقة في معظم البلدان المتقدمة والناشئة، مما يؤثر في إمكانات النمو والتنمية فيها. نشأة الاقتصاد الرقمي الاقتصاد الرقمي يعتمد بشكل أساسي ورئيسي على تقنيات الحاسب الرقمية، وبشكل واضح هو القيام بأعمال. من خلال أسواق معتمدة على الإنترنت وشبكة الويب العالمية، لذا فهو يعرف باقتصاد الإنترنت أو اقتصاد الويب. الاقتصاد الرقمي يتشابك بشكل كبير وفي تزايد مع الاقتصاد التقليدي مما يجعل الفصل بينهما صعب جداً. مفهومه ظهر لأول مرة في اليابان خاصة في وقت ركود اليابان وفي فترة التسعينيات وتم صياغة مصطلح الاقتصاد في أوروبا في كتاب تابسكوت بعنوان “الاقتصاد الرقمي: الوعد والخطر في عصر الذكاء الاتصالي”. ويعتبر ذلك الكتاب من أوائل الكتب التي نظرت إلى الإنترنت كطريقة لأداء الأعمال وتطور هذا المصطلح وبشكل كبير في مختلف أنحاء العالم. خصائص وسمات الاقتصاد الرقمي من أهم سماته: الانتشار الكبير لحجم البيانات بالإضافة إلى أمن المعلومات الخاص بذلك وما نتج عن ذلك الترابط بين كميات هائلة من البيانات. وتنفيذ الاستراتيجيات التي من مهامها تسخير هذه المعلومات وتحليلها وتفسيرها وبشكل فعال وأصبح الأمن الخاص بالمعلومات مهم جداً في الحفاظ على هذه البيانات التي لها قيمة كبيرة. ويجعلها آمنة في الاقتصاد الرقمي مما ينتج عن التقنية الرقمية ويمكنها من إنشاء بني تحتية جديدة خاصة بها. الطلب المتزايد على التطبيقات والأجهزة التي تساعد على الاتصال السريع بالمعلومات وصلت إلى 9 تريليون دولار في عام 2020 . مما عاد بالفائدة على جميع أنواع الصناعات وأيضاً تجاوزت إيرادات الإنترنت في قطاع التكنولوجيا والاتصالات وازدادت المبيعات. أيضاً إلى 309 مليار دولار في هذا العام ومثلت الهواتف المحمولة واللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة فائقة السرعة أكثر من 80% من إنفاق الويب. كما أن الاقتصاد الرقمي هو تصور لقطاع الأنشطة الاقتصادية والتي لها صلة بالتقنية الرقمية. كما أن تلك الأنشطة مبنية على النماذج الاقتصادية الكلاسيكية أو الحديثة مثل نماذج الويب. ومن أهم خصائصه: السلع الرقمية حيث تتواجد كافة السلع بصورة رقمية. انتشار المعرفة وتزايدها بصورة هائلة. توفير المنتجات الذكية. الأصول الفكرية. التعلم والتدريب المستمر. الفكر الشبكي مقابل الفكر الانعزالي. انتشار وضخامة المعلومات بشكل هائل. الاجتماع الافتراضي حيث يتم عقد الاجتماعات عبر الإنترنت دون الخروج من المنزل. الشركة الافتراضية حيث تقوم الشركة بعملها عبر الإنترنت. السوق الافتراضية حيث يعرض السوق كل المنتجات وبشكل افتراضي. الجامعة الافتراضية حيث يتم التعلم عبر الجامعات الافتراضية. مقومات الاقتصاد الرقمي البنية التحتية: شبكه الاتصالات الرقمية والإنترنت. وجود كيانات افتراضية مثل مدرسة، جامعة، شركة، سوق. المستهلك: بريد إلكتروني، ويب، نقود رقمية، شيكات إلكترونية. المنشأة: انخفاض التكاليف، غلبة الأصول الفكرية، التعليم والتدريب المستمر. الأسواق: المنافسة الكاملة، وترك السيادة المطلقة للمستهلك. الحكومة: الحكومة الإلكترونية. النظام المصرفي: يتمثل في المصارف الإلكترونية. التجارة الدولية: تتم التجارة مع مختلف الدول وعن طريق التجارة الإلكترونية. التنمية الاقتصادية: وذلك بمواجهة الفجوة الرقمية. مميزات الاقتصاد الرقمي تعزيز استخدام الإنترنت: أصبح من الممكن القيام بالأعمال اليومية على الإنترنت وأدي النمو الهائل للتكنولوجيا والإنترنت إلى وجود شبكة عالمية. زيادة هائلة في الاستثمار في كل الأمور والتي لها صلة بالاتي: الأجهزة، البحوث التكنولوجية، البرامج، الخدمات، الاتصالات الرقمية. الاقتصاد ضمن أن الإنترنت موجود للبقاء وأيضاً الشركات القائمة على الويب. ارتفاع في التجارة الإلكترونية: لقد ارتفعت مكانة الشركات التي قامت باستخدام الإنترنت والقيام بالأعمال التجارية عبر الإنترنت. قام الاقتصاد الرقمي بدفع قطاع التجارة الإلكترونية إلى آمال بعيدة. لا تعتمد وتقتصر فقط على البيع المباشر ولكن الشراء والتوزيع والتسويق والإبداع وكل ذلك أصبح أسهل بسبب الاقتصاد الرقمي. توفير السلع والخدمات الرقمية: في الماضي كان هناك فيلم مسجل على أسطوانة (DVD) أو الموسيقى المضغوطة أو السجلات وفي الوقت الحالي هذه السلع متاحة لنا بشكل رقمي على الإنترنت وليست هناك حاجة لأي منتجات ملموسة بعد الآن. الخدمات المصرفية والتأمين: أصبح بالإمكان عدم زيارة البنك الذي نتعامل معه لذا يمكننا القيام بكل المعاملات عبر الإنترنت، وتم تحويل بعض السلع والخدمات إلى أرقام رقمية بالكامل. الشفافية: التعاملات معظمها ودفع أثمانها في الاقتصاد الرقمي يحدث عبر الإنترنت. المعاملات النقدية أصبحت نادرة في الوقت الحالي. وهذا يساعد على الحفاظ على الأموال والفساد في السوق وجعل الاقتصاد أكثر شفافية. كما أن تشجيع الحكومة لإجراء المعاملات عبر الإنترنت يؤدي إلى تعزيز اقتصاد الويب. الاقتصاد الرقمي وفيروس كورونا من بين الأحداث الكبرى التي طرأت على مجال الاقتصاد الرقمي بشكل يكاد يكون مفاجئا ومهيمنا، ظهور وانتشار فيروس كورونا بشكل سريع كان سببا دافعا لهذا النوع من الاقتصاد لكي يجد البدائل الممكنة ومكنزمات التكيف الملائمة للتعايش مع الوضع الجديد. لقد أدت جائحة فيروس كورونا إلى إنشاء “وضع طبيعي جديد”، حول العمل من المنزل، أو العمل عن بُعد، أو العمل المرن إلى قاعدة وليس إلى إستثناء. سواء كان العمل في مجال التعليم، أو التجارة أو التجزئة أو حتّى الرياضة والخدمات الأخرى، فقد تغير كل شيء وانتقل العمل بسرعة البرق، من المكتب إلى العمل خلال فترة الحجر المنزلي عبر منصات رقميّة. كيف نواكب الاقتصاد الرقمي العالمي؟ تعود جذور المؤسسات التنظيمية الحالية إلى القرن الـ20 ولكنها تفتقر إلى الإشراف الواسع الكافي للتعامل مع الاقتصاد الرقمي، حتى تكون فعالة يتعين على الحكومات إعادة تصميم الطريقة التي تنظم بها الاقتصاد الرقمي سريع النمو، مع مراعاة 4 تحديات رقمية جديدة موازية وناشئة. النطاق: عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد الرقمي تمتد أكبر الشركات عبر كل شيء انطلاقا من السلع الاستهلاكية والتجزئة إلى الاتصالات والطاقة وغيرها، ويحتاج المنظمون أيضا إلى إعادة التركيز على تعريفات واسعة النطاق للقضايا والأسواق على حد سواء. المقياس: يحتاج المنظمون أيضا إلى إيجاد طريقة للتعامل مع القوة المالية غير المسبوقة التي تتمتع بها شركات التكنولوجيا الكبرى، فبعض الشركات الكبيرة لديها ميزانيات سنوية أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لمعظم البلدان. المنتجات الرقمية: إن تنظيم البيانات الرقمية يحتاج إلى إعادة تصور، وهناك افتراض ضمني بأن المنتجات المادية المبيعة على منصة رقمية تسيرها الأنظمة التنظيمية الحالية. لكن غياب هيئة حماية المستهلك عبر القطاعات الواضحة في أي بلد حاليا يترك المستهلكين عرضة للاستغلال الرقمي من خلال القوانين. السلوك الرقمي: يجب تصميم القوانين لمعالجة الأشكال الجديدة للسلوك الرقمي، وأحد أكبر الدروس المستفادة من القوانين التنظيمية السابقة هو أن الأفراد لا يستجيبون دائما بالطريقة التي يتوقعها المنظمون، مجالات أساسية للتحول الرقمي هناك العديد من المجالات التي تعد أساسية لنجاح الأعمال في الاقتصاد الرقمي: مستقبل العمل: يعمل الناس بانتظام من مكاتب مختلفة أو في منازلهم، أو القيام بالعمل في مقهى محلي بينما تم تغيير مكان العمل نتوقع جميعاً نفس مستوى الاتصال في المكاتب الفعلية. يتطلب ظهور هذه المؤسسة العالمية المرنة من المؤسسات إدارة نظام بيئي ديناميكي للمواهب والقيام بتمكين عمليات الأعمال الرقمية وفعاليتها وتوزيعها في أماكن ومناطق زمنية مختلفة. تجربة الزبون: في الاقتصاد الرقمي يريد جميع العملاء من شركة إلى شركة وكذلك من شركة إلى مستهلك التفاعل مع الشركات في أي وقت وأي مكان ويتم ذلك بشكل سريع ومنظم. إنترنت الأشياء: مع استمرار انخفاض أسعار أجهزة الاستشعار نصل إلى مرحلة فيها نقوم بتوصيل كل شيء مثل توصيل الأشخاص والشركات والأجهزة والعمليات بعضها مع بعض. عيوب الاقتصاد الرقمي لغز الإنتاجية حيث لا نعرف كم الإنتاجية عبر الإنترنت. يوجد فجوة رقمية بشكل كبير في الاقتصاد الرقمي وتنظيم العالم الافتراضي. تهديد الخصوصية حيث أنها تهدد خصوصية الأفراد عبر الإنترنت عبر سرقة البريد الإلكتروني والتعرف على خصوصية الأفراد. وجود الجرائم المعلوماتية بشكل واضح في الاقتصاد الرقمي تتمثل في السرقة أيضًا والاحتيال. المصدر : مصادر متعددة