ماذا عن قصة إدراج مدينة السلط على قائمة التراب العالمي؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/28 الساعة 19:55
مدار الساعة – أدى الجهد السلطي الجماعي اخيرا الى إدراج مدينة السلط على قائمة التراب العالمي. جهد شعبي ورسمي شارك فيه كل أبناء السلط عامة وبلدية السلط خاصة وعدد من الجهات الرسمية، وعلى رأسهم رئيس بلدية السلط السابق خالد الخشمان.
وكانت بدأت بلدية السلط العمل على هذا المشروع منذ 8 سنوات حتى نجح الأردن أخيرا في اعلان لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، خلال دورتها الـ44 المنعقدة في الصين افتراضيا، ادراج مدينة السلط، على قائمة التراث العالمي.
كان جهدا جماعيا كل بحسب دوره، ومنهم كوادر البلدية واللجنة البلدية، وكل من قدم اقتراحا، حتى وصل الامر الى النجاح في ادراج المدينة.
وبرغم ذلك بدا مؤخرا ان هناك تغييب للأدوار التي قامت بها شخصيات في مدينة السلط وبلديتها ومن عملوا في الملف.
وكانت البدايات الأولى منذ ثماني سنوات حين أجريت دراسة للمشروع من دون ان يحمل الملف الى الأمم المتحدة أو اليونسكو.
أما عندما انتخب خالد الخشمان رئيسا للبلدية فقد بدا ان ماكينة العمل اخذت بالتسخين فوضع الملف على الطاولة بعد ان جرى تشكيل فريق طرح السؤال الأبرز وهو ما الذي يميز السلط؟ خاصة وان المدينة ليست صناعة أو تجارية بل هي تراثي سياحية ومن هنا على المشتغلين على الملف ان يركز على هذا الجانب.
وتقدمت البلدية حينها من مجلس الوزراء بطلب ان يطلب المجلس من وزارة السياحة - دائرة الاثار العامة المسؤولة عن الأبنية دراسة الملف، فيما توجه الخشمان الى اليونسكو، فطلب منه تقديم ملف حول ذلك.
علما بأن دخول أي مدينة في العالم في قائمة التراث العالمي يجب ان يتضمن احد ثلاثة أسباب إما انها تحمل طابعا ثقافيا او طبيعيا او بين الطابع الثقافي والطبيعي.
هنا أجرجيت دراسة انتهت بامكانية تقديم ملف متخصص بالواقع المعماري، علما بأن معماريا نابلسيا كان له الدور الأبرز في ان يكون المعمار في مدينة السلط بهذه الصورة اليوم.
وعندما تقدمت البلدية بالملف ووفق هذه الطريقة واجهتها صعوبات وملاحظات، ثم جرى رفض الملف في النهاية، والطلب منها الاهتداء الى أسباب وجيهة حتى تدخل المدينة ضمن قائمة التراث العالمي.
لكن جرى دراسة الملف مرة أخرى فأدرك المعنيون انهم في الملف الأول ركزوا على الجانب المادي، فماذا عن قصة المدينة؟
ان ما يميز السلط انه لا يوجد فيها احياء خاصة بفئة اجتماعية منفصلة، بل كان الأهالي يسكنوا في الاحياء بصورة مختلطة، إضافة الى ان المدنية كانت على طريق الحج الى الأراضي المقدسة في الحجاز، حيث كان الحجاج يزورون القدس بعد عودتهم من مكة المكرمة.
أما من حيث الحج المسيحي فكانت أيضا السلط الطريق الواصل الى مدينة القدس عبر الأردن، من دون ان ينسى الملف الحديث عن العمارة في المدينة.
وتقع المدينة الأثرية على الطريق الرئيسي القديم المؤدي من عمّان إلى القدس، وتعود آثارها إلى العصرين الروماني والبيزنطي قبل الميلاد.
وتشكل السلط شاهدا لا مثيل لها على التراث العمراني، إذ تحوي أكثر من 700 مبنى تراثي يصل عمر بعضها إلى 400 عام، ويتراوح عمر البعض الآخر بين 100 و200 عام، وتتميز بطبيعتها الجبلية.
وشكلت بلدية السلط عدة فرق مختصة منهم الخبراء المحليين وفريق البلدية ومهندسيها. ثما كان الخشمان نفسه يترأس الطاقم الإداري، وذلك تحت إدارة مروان الحمود.
وفي عام 2019 حين كان بشر الخصاونة سفير المملكة في فرنسا قدمنا الملف، لكن جائحة كورونا دخلت فتأخر دراسة الملف، لكن بعد العمل "عن بعد" استطاعت اللجان والفرق المحلية الإجابة عن كل الملاحظات التي كانت تطلبها لجنة التراث العالمي.
كل هذا الجهود الجبارة اشتغل عليها الكثير من أبناء السلط كل بحسب موقعه وهو جهد استمر 8 سنوات متواصلة.
وكانت السلط حتى بدايات القرن العشرين أهم مدن إمارة شرق الأردن، وتعد بلديتها بجانب بلدية عجلون في شمال البلاد، إحدى أقدم بلديات المملكة.
والمواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي في الأردن، بجانب مدينة السلط، هي البترا، وقصير عمرة، وأم الرصاص، ووادي رم، والمغطس.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/28 الساعة 19:55