لمصلحة مَنْ حرف البوصلة وإضعاف الجبهة الداخلية؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/26 الساعة 01:45
يعد تماسك الجبهة الداخلية لأية دولة الركيزة الأولى لقوتها وبقائها على درب التقدم، ليس هذا فحسب، بل ان متانة النسيج الوطني للشعب هو ما يعطي الجيوش قوتها لأن العنصر البشري السليم والمؤمن بوطنه أرضاً وشعباً وقيادة وتاريخاً ومستقبلاً أهم مقومات الجيوش والعمود الفقري لها.
وطني الأردن بُني على مبدأ العروبة والوحدة والعائلة الواحدة، نجح الوطن عندما كانت الأكتاف ملتصقة بالأكتاف لا ينفذ من بينها خارق أو مارق.
بين فترة وأخرى تندلع في الأرجاء أصوات مبحوحة تحاول بث الفُرقة بين أبناء الشعب الواحد، بزعم الدفاع عن مصالح فئة ما من هنا وهناك، هذه الدعوات المريبة على الأرجح والبريئة على الأقل والمستبعد تستند على ضيق عام يعاني الشعب كله لأسباب معروفة ليس المقال بصدد الخوض فيها.
إن تقسيم الشعب وايهام جزء منه بأنه مُهدَّد من الجزء الآخر هو أبشع ممارسة تقوم بها فئة لا تريد الخير للطرفين، ولا تخدم أيَّاً منهما، بل تخدم العدو الصهيوني المنتظر اتساع الفتنة وتحولها من كلام مسموم إلى فعل فتَّاك يُضْعِف الجميع ويفت من عضد الدولة، ليتدخل بذرائع معدة سلفاً أولها منع تأثير الفوضى على أمنه، عندما تجتاح الفوضى البلد كله وآخرها تنفيذ مخططه الإحتلالي التوسعي.
سواء عرف مروجو الفتنة أصحاب دعوات التحشيد ووضع الشعب بمواجهة بعضه البعض هذه النتيجة أو لم يعرفوا فإنها حاصلة لا محالة ان ظلوا على ما هم عليه مستمرين في السير على طريق أوله وآخره خراب.
إن الفسيفساء الأردنية المُشكَّلة من نسيج يتكون من ألوان متجانسة وقطع يسند بعضها بعضاً، كانت ولم تزل تثري بعضها وتشكل قوة للوطن، وأي عبث أو خلخلة لمكوناتها ستنهار وتتفكك، وسيكون من الصعب أو حتى من المستحيل إعادتها إلى ما كانت عليه، وإذا ما حصل هذا لا قدَّر الله، لا يمكن لأحد ان يتصوَّر فداحة العواقب التي ستطال الجميع، ما عدا مشعلي الفتنة الذين سيكونون أول الهاربين المختبئين، البريئون منهم سيندمون ومنفذو الأجندات الخارجية سيفرحون انتظاراً لقبض الثمن الذي لن يأتي، فالعملاء يحتقرهم الأعداء هكذا يقول التاريخ.
مسؤولية منع الوصول لهذه المرحلة والمشهد تقع على الجميع وفي المقدمة النخبة المثقفة في المجتمع من كل الأطراف، هذا الواجب فرض عين يجب القيام به دون إبطاء أو تكاسل، فالمسألة لا تتعلق بأزمة في فنجان، بل بعاصفة يُخطط لها أن تضرب الوطن كله شعباً وأرضاً وجوداً أو لا وجود.
الفقر والضيق مثل الغنى والدعة، يتساوى وجع الفقراء كما يتساوى رغد الأثرياء، لا فرق في المعاناة بين مواطن وآخر ولا فرق في المرفهين المترفين فهم خليط، كما هو خليط الفقراء، فلماذا الطرق على وجع الناس، ومحاولة اقناعهم بأن فئة منهم هي سبب معاناة الفئة الأخرى، والحال أن صوت أنين الجوع واحد لأن الفقر موزع بالتساوي.
إن الحفاظ على الأردن واجب لا يتقدم عليه واجب والعمل على صون ترابه ووجوده لا يكون بالفرقة بل بالوحدة والتعاضد، والحفاظ على فلسطين يكون بدعم أهل فلسطين على الأرض الفلسطينية، والمعركة بيننا وبين العدو الصهيوني استراتيجية طويلة المدى والنفس والعدو لن يوفر أحد منَّا لأننا جميعاً في بنك أهدافه، فهل ما زال هناك من يُشكَّك في هذه الحقيقة؟. وهل من المصلحة تغيير البوصلة وحرفها عن العدو الحقيقي وتوجيهها نحو أهداف وهمية لا أساس لها؟.
وأخيراً هل نترك دولة وشعباً للفئات الضالة من كل المكونات تعبث وتخرب في البناء الذي ارتفع شامخاً بسواعد كل الرجال ونظل نتفرج على خراب بيتنا.. لا لا يجوز هذا!!.
الرأي
وطني الأردن بُني على مبدأ العروبة والوحدة والعائلة الواحدة، نجح الوطن عندما كانت الأكتاف ملتصقة بالأكتاف لا ينفذ من بينها خارق أو مارق.
بين فترة وأخرى تندلع في الأرجاء أصوات مبحوحة تحاول بث الفُرقة بين أبناء الشعب الواحد، بزعم الدفاع عن مصالح فئة ما من هنا وهناك، هذه الدعوات المريبة على الأرجح والبريئة على الأقل والمستبعد تستند على ضيق عام يعاني الشعب كله لأسباب معروفة ليس المقال بصدد الخوض فيها.
إن تقسيم الشعب وايهام جزء منه بأنه مُهدَّد من الجزء الآخر هو أبشع ممارسة تقوم بها فئة لا تريد الخير للطرفين، ولا تخدم أيَّاً منهما، بل تخدم العدو الصهيوني المنتظر اتساع الفتنة وتحولها من كلام مسموم إلى فعل فتَّاك يُضْعِف الجميع ويفت من عضد الدولة، ليتدخل بذرائع معدة سلفاً أولها منع تأثير الفوضى على أمنه، عندما تجتاح الفوضى البلد كله وآخرها تنفيذ مخططه الإحتلالي التوسعي.
سواء عرف مروجو الفتنة أصحاب دعوات التحشيد ووضع الشعب بمواجهة بعضه البعض هذه النتيجة أو لم يعرفوا فإنها حاصلة لا محالة ان ظلوا على ما هم عليه مستمرين في السير على طريق أوله وآخره خراب.
إن الفسيفساء الأردنية المُشكَّلة من نسيج يتكون من ألوان متجانسة وقطع يسند بعضها بعضاً، كانت ولم تزل تثري بعضها وتشكل قوة للوطن، وأي عبث أو خلخلة لمكوناتها ستنهار وتتفكك، وسيكون من الصعب أو حتى من المستحيل إعادتها إلى ما كانت عليه، وإذا ما حصل هذا لا قدَّر الله، لا يمكن لأحد ان يتصوَّر فداحة العواقب التي ستطال الجميع، ما عدا مشعلي الفتنة الذين سيكونون أول الهاربين المختبئين، البريئون منهم سيندمون ومنفذو الأجندات الخارجية سيفرحون انتظاراً لقبض الثمن الذي لن يأتي، فالعملاء يحتقرهم الأعداء هكذا يقول التاريخ.
مسؤولية منع الوصول لهذه المرحلة والمشهد تقع على الجميع وفي المقدمة النخبة المثقفة في المجتمع من كل الأطراف، هذا الواجب فرض عين يجب القيام به دون إبطاء أو تكاسل، فالمسألة لا تتعلق بأزمة في فنجان، بل بعاصفة يُخطط لها أن تضرب الوطن كله شعباً وأرضاً وجوداً أو لا وجود.
الفقر والضيق مثل الغنى والدعة، يتساوى وجع الفقراء كما يتساوى رغد الأثرياء، لا فرق في المعاناة بين مواطن وآخر ولا فرق في المرفهين المترفين فهم خليط، كما هو خليط الفقراء، فلماذا الطرق على وجع الناس، ومحاولة اقناعهم بأن فئة منهم هي سبب معاناة الفئة الأخرى، والحال أن صوت أنين الجوع واحد لأن الفقر موزع بالتساوي.
إن الحفاظ على الأردن واجب لا يتقدم عليه واجب والعمل على صون ترابه ووجوده لا يكون بالفرقة بل بالوحدة والتعاضد، والحفاظ على فلسطين يكون بدعم أهل فلسطين على الأرض الفلسطينية، والمعركة بيننا وبين العدو الصهيوني استراتيجية طويلة المدى والنفس والعدو لن يوفر أحد منَّا لأننا جميعاً في بنك أهدافه، فهل ما زال هناك من يُشكَّك في هذه الحقيقة؟. وهل من المصلحة تغيير البوصلة وحرفها عن العدو الحقيقي وتوجيهها نحو أهداف وهمية لا أساس لها؟.
وأخيراً هل نترك دولة وشعباً للفئات الضالة من كل المكونات تعبث وتخرب في البناء الذي ارتفع شامخاً بسواعد كل الرجال ونظل نتفرج على خراب بيتنا.. لا لا يجوز هذا!!.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/26 الساعة 01:45