القايش
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/26 الساعة 01:41
...أتابع ما يحدث على الساحة, البعض يهاجم الليبرالية.. والبعض يهاجم الدولة المدنية, وبعضهم يهاجم ( النيو ليبرالية) وثمة أصوات تهاجم (التكنوقراط).. صراحة أنا لم أفلح أن أكون عضوا في أي تيار من هذه التيارات..
ربما انخرطت مبكرا في تيار (القايش).. وهو تيار قديم جدا جدا, أنت لا تختاره وإنما هو الذي يختارك ويضمك في تفاصيله، في هذا التيار ليس لدينا (ايدولوجيا) حزبية, ليس لدينا هياكل تنظيمية وحلقات نقاشية، ليس لدينا خلايا وبيانات وبعض الأنشطة السرية..
نجيد تذوق الجميد, ونستطيع أن نحدد عملية (المرس) وكيف تمت, نجيد شم رائحة التراب، ونستطيع أن نحدد ايضا في أي ثنايا الروح تدخل تلك الرائحة, ونحفظ نشيدنا الحزبي الذي يتكون من (طلت الروفر طلت عليها الخمسمية), ويمر بـ (مرحى لمدرعاتنا). ولا ينتهي بـ (أسود صباح العدا يوم عليهم شين) ونحن مثل القايش تماما يحمل عليه المسدس ويسند الظهر إن مال قليلا, وإذا تمرد أحد الأولاد فهو الذي يقيم وزنا بين الإنضباط والفوضى.. نحن مثل القايش تماما، هل شاهدتم (قايشا) انقسم؟ التيارات الحزبية تنقسم وتنقلب على بعضها لكن القايش لاينقسم ولا ينقلب، وإذا أحضرت أكثر السكاكين قوة فلن تقوى على قطعه!!.
أنا من تيار (القايش) وللعلم أمريكا لا تدعمنا, ولا الإتحاد الأوروبي، تمويلنا واضح المعالم, وهو يتلخص في الأكف الضارعات إلى الله إناء الفجر، يتلخص في حضن الوالدة, وعقال الوالد، يتلخص في البيادر التي تولد من الأرض حين يأتي الحصاد، ويتلخص في شيخ العشيرة إن أقبل, وفي الصبية الذين أبدعوا في امتحان التوجيهي وكان حلمهم أن يلتحقوا بمؤتة الجناح العسكري، وتمويلنا من قمح البلد, من بقايا الماء الذي علق في ثوب الجد بعد الوضوء، ومن (طقطقات) مسبحة عجوز أرخت روحها على كف المساء، وتنعمت بهواء حسبان..
قلت نحن مثل (القايش) تماما, لهذا اخترناه شعارا لهذا التيار, (والقايش) لا يغير لونه، هل شاهدتم (قايشا) برتقاليا مثلا؟ ميزة القايش أيضا, أنه لايحتاج للإخفاء ولا يطوى ولا يعلق ولا يستخدم في غير مكانه.. ميزته أنه أيضا, أنه لا يصرح.. وجوده بحد ذاته يعتبر أهم تصريح في الحياة, وهو فوق كل ذلك لا يحضر مؤتمرات صحفية, ولا يدخل في كتل انتخابية.. ميزته أيضا, أنه في كل بيت أردني، وحين تشاهده يزرع فيك المبادئ والحنين، ويختصر تاريخا كاملا من الشوق..
وللعلم ( القايش) لايسجل في وزارة الداخلية، ولا يجلس في وزارة التنمية السياسية لحضور ندوات في التمكين السياسي, هو أكبر من كل ذلك..
وهذا التيار له ملحقات رديفة منها مثلا، حزب (البوريه)، وحزب (الفلدة)، لكنها في النهاية منسجمة ولا تنشق أو تنقلب أو تنقسم.
لقد فشلت أن أكون مدنيا, أو ليبراليا, أو تكنوقراط، فشلت في اليسار, وفشلت في الوسطية وفشلت في الإسلام السياسي.. لكني نجحت في ارتداء (القايش) كان المرتجى والطريق، على الأقل عانق جلدي في الطفولة حين أخفقت في امتحان الرياضيات، هو التيار الوحيد في الدنيا الذي يتغلغل في مسامات الجلد, ويطوق القلب..
أنا من تيار (القايش)..
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
ربما انخرطت مبكرا في تيار (القايش).. وهو تيار قديم جدا جدا, أنت لا تختاره وإنما هو الذي يختارك ويضمك في تفاصيله، في هذا التيار ليس لدينا (ايدولوجيا) حزبية, ليس لدينا هياكل تنظيمية وحلقات نقاشية، ليس لدينا خلايا وبيانات وبعض الأنشطة السرية..
نجيد تذوق الجميد, ونستطيع أن نحدد عملية (المرس) وكيف تمت, نجيد شم رائحة التراب، ونستطيع أن نحدد ايضا في أي ثنايا الروح تدخل تلك الرائحة, ونحفظ نشيدنا الحزبي الذي يتكون من (طلت الروفر طلت عليها الخمسمية), ويمر بـ (مرحى لمدرعاتنا). ولا ينتهي بـ (أسود صباح العدا يوم عليهم شين) ونحن مثل القايش تماما يحمل عليه المسدس ويسند الظهر إن مال قليلا, وإذا تمرد أحد الأولاد فهو الذي يقيم وزنا بين الإنضباط والفوضى.. نحن مثل القايش تماما، هل شاهدتم (قايشا) انقسم؟ التيارات الحزبية تنقسم وتنقلب على بعضها لكن القايش لاينقسم ولا ينقلب، وإذا أحضرت أكثر السكاكين قوة فلن تقوى على قطعه!!.
أنا من تيار (القايش) وللعلم أمريكا لا تدعمنا, ولا الإتحاد الأوروبي، تمويلنا واضح المعالم, وهو يتلخص في الأكف الضارعات إلى الله إناء الفجر، يتلخص في حضن الوالدة, وعقال الوالد، يتلخص في البيادر التي تولد من الأرض حين يأتي الحصاد، ويتلخص في شيخ العشيرة إن أقبل, وفي الصبية الذين أبدعوا في امتحان التوجيهي وكان حلمهم أن يلتحقوا بمؤتة الجناح العسكري، وتمويلنا من قمح البلد, من بقايا الماء الذي علق في ثوب الجد بعد الوضوء، ومن (طقطقات) مسبحة عجوز أرخت روحها على كف المساء، وتنعمت بهواء حسبان..
قلت نحن مثل (القايش) تماما, لهذا اخترناه شعارا لهذا التيار, (والقايش) لا يغير لونه، هل شاهدتم (قايشا) برتقاليا مثلا؟ ميزة القايش أيضا, أنه لايحتاج للإخفاء ولا يطوى ولا يعلق ولا يستخدم في غير مكانه.. ميزته أنه أيضا, أنه لا يصرح.. وجوده بحد ذاته يعتبر أهم تصريح في الحياة, وهو فوق كل ذلك لا يحضر مؤتمرات صحفية, ولا يدخل في كتل انتخابية.. ميزته أيضا, أنه في كل بيت أردني، وحين تشاهده يزرع فيك المبادئ والحنين، ويختصر تاريخا كاملا من الشوق..
وللعلم ( القايش) لايسجل في وزارة الداخلية، ولا يجلس في وزارة التنمية السياسية لحضور ندوات في التمكين السياسي, هو أكبر من كل ذلك..
وهذا التيار له ملحقات رديفة منها مثلا، حزب (البوريه)، وحزب (الفلدة)، لكنها في النهاية منسجمة ولا تنشق أو تنقلب أو تنقسم.
لقد فشلت أن أكون مدنيا, أو ليبراليا, أو تكنوقراط، فشلت في اليسار, وفشلت في الوسطية وفشلت في الإسلام السياسي.. لكني نجحت في ارتداء (القايش) كان المرتجى والطريق، على الأقل عانق جلدي في الطفولة حين أخفقت في امتحان الرياضيات، هو التيار الوحيد في الدنيا الذي يتغلغل في مسامات الجلد, ويطوق القلب..
أنا من تيار (القايش)..
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/26 الساعة 01:41