سوق الحلال
أنا مشترك في صفحة إسمها (سوق الحلال في الأردن), وللعلم أنا أفهم كل ما ينشر فيها.. وأشارك وأتواصل مع أصدقاء تجار حلال, ورعيان.. وأتابع أخبار الجميد وأسعار السمن البلدي..
في العيد مثلا كان لي بعض الاراء, في أوزان الأضاحي.. هنالك أخ من البادية إسمه فوزان طالب مثلا بأن يكون البيع للأضحية (قائم) أكثر من (50 كيلو)... للعلم كلمة قائم تعني: وزن الأضحية وهي على قيد الحياة دون سلخ أو تقطيع، وأنا تدخلت وأخبرته أن بعض الناس تفضل (الرمسي).. أي الخروف الرضيع.. مما حدا بصديق على الصفحة إسمه (عويد) إلى الرد على ملاحظتي بعبارة: (رمسي عينو اللي جرحني رمسي عينو)...
للأمانة تجار الحلال يحترمونني, ويستمعون لتعليقاتي.. وقد اقترحت مؤخرا إنشاء بورصة نعاج، وبعضهم فهم الفكرة والبعض الاخر استهجنها.. لا أنكر أن هنالك انشقاقات بين تجار السمار وتجار البياض.. وأحاول أحيانا رأب الصدع بينهما وتجسير الخلافات, فالسمار كما هو معروف الطلب عليه قليل، بعكس البياض.. وبالطبع السمار يعني: الماعز..
نحن لا نفهم قضية التوازن البيئي, نفهم في قضية إسمها (لوجه الله), تجار الحلال أحيانا يقومون بنحر بعض الخرفان وتوزيعها لوجه الله تعالى, هم يؤمنون بقضية مهمة: (المركب اللي ما في لله بغرق).. وأحيانا يعرضون (شاة) على الصفحة من دون ثمن ولوجه الله تعالى.. وهم لايتحدثون عن خسائرهم, لأن المحبة بينهم قادرة على شطب الخسارات..
بصراحة أنا أجد نفسي في هذه الصفحة, وقد تعرفت على أصدقاء جدد من القطرانة, وفي الإسبوع القادم سأزور (فلاح)... والمهم أن هذه الصفحة, لا يوجد فيها فوقية.. لا يوجد أحد يمارس الوعي على الناس, أو يمارس توجيههم...
حتى تتبينوا صدق ما أقول تستطيعون الدخول للصفحة، ورصد تعليقاتي وحجم الشعبية التي أحظى بها.. هي عالم مختلف، لا يوجد فيها سياسة, ولا نتحدث عن الإصلاحات.. ولا تعنينا حركة وزير النقل.. ولكن ما نعرفه أننا بعد كل تعليق نحمد الله، ونكثر من الدعاء...
أسوأ شيء في الحياة, هو أن يمارس عليك البعض الوعي... أن يتنطح من لا يملكون مساحات اجتماعية, ولا يعرفون جحفية أو فقوع.. لا يعرفون جرف الدراويش أو ساكب, ويمنحنوك فتوى في المسؤولية الأخلاقية والمواطنة... أسوأ شيء في الحياة هي هذه الفئة التي تمارس الوعي على الناس، وأنا مؤمن أن الشعب الأردني يكره من يظن للحظة أنه يمتلك ناصية التوجيه وهو بحاجة لمن يوجهه...
على كل حال.. أدعوكم للإنضمام لصفحتي المفضلة, حتى تعرفوا.. أن البساطة في لحظة هي سلاح أقوى من التنظير.. يا ترى متى سنتسلح بالبساطة ونترك الفوقية؟...
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي