«المحافظون» الأردنيون يعيدون التموضع ويرتبون صفوفهم.. لكن كيف حصل وسقط الليبراليون. وهل بالضربة القاضية ام بالنقاط؟.. سمير الحباشنة: من باسم عوض الله، حتى اليوم.. قبيلات: الاسلاميون بديل الليبراليين
مدار الساعة - صحيح أن التيار المدني والليبراليين الجدد في الأردن أقلية، لكنه تيار نجح في التسلل إلى بعض شرايين الدولة ولجانها منذ ما قبل فترة حكومة عمر الرزاز، فيما جرى غرس شخصياته في شرايين الدولة في عهده.
نجحت حكومة سابقة، قبل أن تغادر، في زرع الكثير من هؤلاء في عضلات وشرايين الدولة. وكان يكفي هذا ليكونوا قوة. قوة الأقلية، أو قل دكتاتورية الأقلية.
تيار مدني غاص في معدة الدولة الاردنية، حتى وصل قبل سنوات إلى لجنة تطوير المناهج، فقدم شخصيات على أساس أنهم خبراء تربويون. فكانوا خبراء لا هم لهم الا مهاجمة الإسلام، أضف الى ذلك مدّعي حقوق الانسان، وسيطرتهم على بعض المؤسسات الإعلامية الورقية تحديدا.
وبرغم تعرض هذا التيار للتكسير، مرة بعد مرة، إلا ان شخصياته ومحافله نجحت في التغلغل داخل بعض أجهزة الدولة واستقرت، وها هي تنفذ اجندتها بهدوء
لكن.
هل تذكرون كيف يرحل المتعاونون مع الامريكان بعد كل احتلال امريكي لبلد؟ شيئاً ما يجعلنا نقول ان هؤلاء كما اولئك. سيرحلون.
أهم هزائم التيار وضع الكلبشات في يد باسم عوض الله. فماذا أيضا؟
هل تذكرون منظمة مؤمنون بلا حدود، ونجمها القنديل؟ هو أيضا وضعت الكلبشات في يديه بعد أن خدع الناس ساعات بحادثة اختطافه فتبين للأجهزة الأمنية انها تمثيل في تمثيل للإساءة الى الإسلام.
هل هذا فقط؟
لا. الأصوات التي تريد فرض اتفاقية سيداو على المملكة ما زالت ذات زعيق. بل ونجحت في فرض بعض بنودها. والنسويات أيضاً. والأثواب التي تأتي على شكل حقوق المرأة والطفل، من ذوات التمويل الأجنبي.
ماذا يقول وزير الداخلية الأسبق سمير الحباشنة عن عودة المحافظين الى المشهد الأردني؟
سيشعر وزير الداخلية الأسبق بخطورة بالغة من عبث التيار المدني والليبراليين الجدد في كتف الوطن.
ما يراه الحباشنة في حديثه لـ مدار الساعة هو في الخطورة التي يحاول هؤلاء إيصالها للرأي العام الأردني من انه لا إمكانية بين ربط الإصلاح والمعاصرة بالإسلام عقيدةً وثقافةً وتراثاً.
يقول: إن ملامسة الثوابت التي يقترفها التيار المدني في الدولة الأردنية بعد ان امتد في أجهزة الدولة غاية في الخطورة.
ويضيف، ما نريده تقدمٌ يستند الى ثوابتنا الأردنية، وعلى رأسها الإسلام، مستشهدا بالمجتمعات الشرقية والغربية التي نهضت وتفوقت مستندة على تراثها وثقافتها.
ويبشر الحباشنة بأن شخصيات هذا التيار يتساقطون واحداً واحداً من باسم عوض الله، حتى اليوم. لكن ليس السقوط في الشخصيات فقط. يقول الحباشنة: وفي الفكرة نفسها أيضا.
لكن كيف حصل وسقط الليبراليون. وهل سقطوا بالضربة القاضية ام بالنقاط؟
الكاتب والسياسي الأردني محمد قبيلات يرسم لوحة المشهد في خلفيته التاريخية والمعاصرة، فيقول لـ مدار الساعة: إن الليبراليين بصيغتهم التقليدية والجديدة، واجهتهم معضلتان مركزيتان في السنوات الماضية، أولاها حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان عنوانه الفوضى، وعدم التزامه بالاتفاقيات التي وقعتها واشنطن. اما المعضلة الأخرى فهي جائحة كورونا التي استدعت إدارة محافظة وشبه عسكرية للقطاعات عبر أوامر الدفاع، وهو ما وضع الليبراليين بأزمة بعد عودة القبضة الحديدية للدولة على كل المفاصل.
وأضاف ان التصدعات التي واجهت الليبراليين وأسالت لعاب المحافظين كانت كثيرة، وعلى رأسها محاكمة رمز من رموزهم، وهو باسم عوض الله..
يقول: كل هذه الأجواء ابتداءً من الاسباب العامة والخاصة جهزت المناخ لتيار المحافظين الأردنيين لإعادة التموضع وتنظيم صفوفه وبدء ترتيبات جديدة لتسلم زمام الأمور في المرحلة المقبلة.
ثم يسأل قبيلات: لكن ما هي المشكلة التي تواجه المحافظين؟ ويجيب انهم اداروا الدولة بصفتها دولة ريعية تنفق على مواطنيها، تنفق على قطاعات معينة بكرم وسخاء لكن الدولة تواجهها مشكلة في هذا الملف.
ويشير إلى ان ما يواجهه المحافظون هو العمق العشائري والاجتماعي للدولة العميقة، بتعبيراته العديدة وهو عمق اطرافه من أكثر الناس غضبا من الاجراءات واكثرهم عدم ثقة في الإجراءات الرسمية.
وينبّه قبيلات الى ان من مظاهر إعادة تموضع المحافظين الغزل اللطيف الذي نسمعه بين الإسلاميين والتيار التقليدي.
ويقول لـ مدار الساعة: هذا ما يعطي مؤشراً أن جماعة الاخوان المسلمين مثلا ستنخرط كبديل عن الليبراليين وذراعهم السياسية "التحالف المدني". لافتا الى ان ذراع المحافظين تاريخياً هم الإسلاميون، أو الاخوان المسلمين تحديدا.