الهواري يكتب: الفاقد التعليمي
مدار الساعة - كتب: الدكتور فيصل الهواري مدير التربية والتعليم لمحافظة جرش
عندما يحدث انقطاع في العملية التعليمية تكون هناك انعكاسات سلبية عديدة على التعلم لدى الطلبة ومن أهمها ما يسمى بالفاقد التعليمي والهدر التعليمي والفجوة في التعليم وجميعها تشير إلى وجود نقص في المهارات والمعلومات الأساسية ويعود الفاقد التعليمي لدى المتعلم لأسباب عديده وهذا المفهوم ليس حديثا انما هو قديم ويكون السبب الرئيس في ذلك بشكل عام هو الانقطاع عن التعليم والذي ينتج عن أسباب عديدة منها التسرب أو الحروب التي تؤدي إلى إغلاق المدارس ولكن اليوم نحن أمام جائحة كورونا التي كان لها السبب الواضح والجلي في استبعاد الطلبة عن الغرف الصفية وسبب ما سببه من حالات نفسية وأخطار معنوية واقتصادية واجتماعية وكان لها الأثر الأكبر في العملية التعليمية حيث أفقد الطلبة حقهم في التعليم الوجاهي والتفاعل في الغرفة الصفية والأهم من ذلك منعهم من الوصول إلى المنهج الخفي الذي من شأنه إعداد الطالب للمواطنة والإنتماء و الولاء وغرس القيم والمبادئ والصدق والأمانة.
كما أن لجائحة كورونا والتي استمرت لفترة طويلة جداً دوراً كبيراً في إحداث فجوة تعليمية وزيادة الفاقد التعليمي وعندما يكون هناك هدر في المال والجهد والوقت فإننا نتحدث عن الفاقد التعليمي وأيضاً عندما لا تحقق النتاجات المنشودة يكون هناك فاقد تعليمي لذلك نستطيع أن نعرف الفاقد التعليمي: بأنه مستوى الطالب في الصف الحالي مقارنة مع مستوى الطالب في صف سابق بنفس العمر وأنه المقصود في إمتلاك المهارات الأساسية وأيضاً يمكن تعريفه بأنه عدم الوصول إلى كامل الأهداف الموجودة من عملية التعليم، أي الفرق بين ما يفترض اكتسابه وما اكتسبه الطلبة بالفعل.
كما أنه يمكن تعريف الفاقد التعليمي بأنه النتائج التعليمية التي كان مخططاً لها ولم تتحقق رغم ما تم تخصيصه من موارد (الوقت، الجهد، المال) لتسهيل العملية التعليمية وأيضاً يعرف بـ الفجوة بين واقع ما تعلمه الطالب وما تملكه الطالب ويمكن الإشارة إلى أنه الفرق بين الواقع والمأمول ويمكن التحدث عن مؤثرات الفاقد التعليمي أو إلى ماذا يؤدي الفاقد التعليمي:
- تدني التحصيل وعدم إتقان المعارف والمهارات الأساسية
- تدني الدافعية للتعليم وعدم الرغبة في الاستمرار فيه
- التعثر في التعلم و التأخر الدراسي
- الرسوب في الصفوف الدراسية
- التسرب من المدرسة هروباً من الواقع الذي يعيشه نتيجة عدم إمتلاك أدنى المهارات الاساسية
- الانطواء وذلك نتيجة عزلة الطلبة وابتعادهم عن الغرف الصفية وانقطاع العلاقة بين الأقران
- التركيز حيث أن الدراسات تشير إلى فقدان التركيز خلال فترة زمنية قصيرة أثناء التعلم الوجاهي
- ضعف الولاء والانتماء والصدق والامانة الذي يعززه المنهج الخفي من خلال المعلم القدوة.
ويمكن استعادة الفاقد التعليمي من خلال الأمور الآتية:
- عودة الطلبة الى التعلم الوجاهي لتقديم ما فاتهم من معارف ومهارات ضمن بيئة مدرسة آمنة داعمة حيث يحصل الطلبة على تعلم تفاعلي يمكن من خلاله معرفة نقاط الضعف وتقديم العلاج المناسب من خلال الخطط اللازمة لذلك
- تقليل الفجوة التعليمية من خلال استعادة ما تم فقدانه بناء على برنامج تعلم علاجي
- تقديم الدعم المعنوي والنفسي من خلال الأنشطة والبرامج الخاصة بذلك لإعادة الثقة اللازمة للطلبة واعادة بناء الشخصية وتمكينهم من العلاقات الاجتماعية
- اثارة الدافعية لدى الطلبة لانتقالهم من مرحلة العزوف و الهروب إلى مرحلة الجذب والتشويق للغرفة الصفية لتقليل الفاقد التعليمي لابد من اتباع الاجراءات الآتية
- تحليل المتحوى التعليمي للمادة التعليمية التي حدث فيها الفاقد
- اعداد مصفوفة تتمثل في المفاهيم والمعارف والمهارات والنتاجات الاساسية التي لا يمكن للطالب الانتقال إلى تعلم جديد دون امتلاكها
- اعداد اختبار تشخيصي لتحديد الفاقد التعليمي
- بناء خطط علاجية مناسبة في ضوء انتاج الاختبار التشخيصي
- تقديم المفاهيم والمهارات الأساسية التي تم تحديدها للطلبة الذين يحتاجون إلى ذلك من خلال برامج ممتعة وشيقة ينخرط بها المتعلمون لتقليل الفجوة
- إجراء اختبار بعدي و تحليله و ذلك للتأكد من حدوث تعويض فعلي للفاقد التعليمي وتعود أهمية الفاقد التعليمي إلى - تمكين الطلبة من المهارات والمعارف الأساسية والمفاهيم
- التأسيس لتعليم لاحق بناءً على التمكين من المهارات الاساسية
- تعويض الفاقد التعليمي
- اعادة الثقة و بناء الشخصية و العلاقات الاجتماعية