الفايز يكتب: الزيارة الملكية لواشنطن
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/21 الساعة 20:30
بقلم حازم غالب الفايز
أن الزيارة الملكية للملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله للولايات المتحدة الأمريكية تحمل ملفات ساخنة ومهمة كون هذه المرحلة قد سبقها الكثير كما هو معروف من الأحداث والمشاكل والمصاعب التي واجهت الأردن على الصعيد المحلي والإقليمي والمنطقة بأكملها وتحديدا في عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية ترامب
حيث كان للاحداث في فلسطين الحبيبة والقدس الشريف الدور والأثر الكبير في تأرجح واضطراب أمن واستقرار المنطقة و وذلك على إثر محاولات رئيس وزراء الكيان الصهيوني (النتن ياهو) لتنفيذ مخطط غاشم يستهدف فلسطين والقدس الشريف و الأقصى المبارك و تهميش دور الوصايا الهاشمية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية والتي تصدى لها الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة والممثلة بالملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله و بحنكته السياسية التي ساهمت في الإطاحة برئاسة (النتن ياهو) للكيان الصهيوني وجعل ما حدث من محاولات تهميش للدور الأردني درس وعبرة لكل من يحاول أن يعبث بأمن واستقرار الأردن ودوره وواجبه تجاه القضية الفلسطينية والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية والقضايا العربية والإقليميه وأن للأردن ثقل سياسي على الساحتين الإقليمية والدولية
فالإجماع الدولي على ان الأردن ركيزة أساسية في المنطقة وله دور مهم ومؤثر في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة لا تشوبه شائبه وهو اعتراف دولي بأهمية الأردن لمنظومة الأمن والاستقرار العالمي
وعلى المستوى الإقليمي والعربي كانت هناك القمة الثلاثية في الأردن ومصر والعراق نتيجة جهود جبارة للقادة الثلاثة لتفعيل العمل الجماعي والتشاركي للنهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للدول الثلاث والمنطقة بأكملها
والتي يتم في الوقت الحالي العمل على تطبيق الاتفاقيات المبرمة وعكسها على أرض الواقع لتنفيذ مشاريع حيوية بين الدول الثلاث
وهذا ما من شأنه أن يعيد للمنطقة ألقها ويساهم في استقرارها وتطورها والخروج من ما أثقل كاهل شعوبها ودولها بسبب الأحداث آل مأساويه التي نتج عنها تردي اقتصادي واجتماعي على مر السنوات السابقة
حيث أن الخروج من تلك الظلمة ليس بالأمر الهين أو اليسير بل بحاجة إلى جهود جبارة وإرادة وعزيمة وحكمة والتي تتمثل في قيادات الدول الثلاث ودعم دولي قوي فمن الملاحظ في هذا الخصوص أن المركب يسير بشكل جيد لغاية الآن رغم وجود بعض المنغصات والتي يراد من خلالها وقف سير المركب وذلك لأسباب عدة لن نخوض بتفاصيلها لأنها خارج سياق مقالنا هذا ولكن يبقى دائما وأبدا الأمل والرجاء بالله سبحانه وتعالى بأن يتمكن هذا المركب من أن يصل إلى وجهته لما فيه من خير للشعوب العربية والإسلامية
وعلى المستوى المحلي هناك العديد من الإجراءات التي تمس الوضع الداخلي في مملكتنا الحبيبة وكانا من أبرزها الإرادة الملكية بتشكيل اللجنة الملكية للإصلاح وفق خطوط عريضة وواضحة تبين وتحدد المطلوب ضمن فترة زمنية محددة للخروج بنتائج قابلة للتطبيق على أرض الواقع و يلمس أثرها الجميع و بشكل مباشر وهو ما يحتاج بطبيعة الحال إلى سعي القيادة الهاشمية المظفرة للعمل على توضيح وبيان أهمية الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والوضع الإقليمي والحصول على التمويل والدعم اللازم لكي نستطيع التفرغ للشأن الداخلي و تطبيق خطة الإصلاح
ولان الإصلاح الاقتصادي جزء لا يتجزأ من خطة الإصلاح في الأردن الحبيب فلابد من أن يكون للملفات المتعلقة بأشقائنا في فلسطين و العراق وسوريا وامنهم واستقرارهم وما تواجه الشقيقة مصر من تعدي على حقوقها المائية وملف القدس الشريف والمقدسات الإسلامية و المسيحية والوصايا الهاشمية عليهم أساس لمباحثات الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله مع الرئيس بايدن وذلك لتعلق تلك الملفات المباشر بالاقتصاد الأردني وتطوره ونموه وازدهاره
فإن هذه الزيارة الملكية لواشنطن في هذه الفترة الزمنية الهامة من شأنها أن تبعث على التفاؤل لما يمكن أن يكون لها من أثر بالغ الإيجابية على الأردن وخروجه من الأزمة الاقتصادية وتغير الأوضاع و تحولها وتبدلها إلى الأفضل بإذن الله
ولكن تبقى بعض التساؤلات عن المرحلة القادمة و التصور الحقيقي لما سيكون عليه الحال على أرض الواقع
فهل ستكون نتائج الزيارة الملكية محققة لطموحاتنا وبداية تحسن اقتصادي واجتماعي على المستوى المحلي والإقليمي وهل ستهنئ المنطقة خلال الفترة القادمة بالهدوء الذي من شأنه أن يتيح للجميع في المحيط الإقليمي التنفس بأريحية وأخذ الفرصة واغتنامها للانشغال بتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لشعوب المنطقة
وهل ستشهد المنطقة الملتهبة في الشرق الاوسط هدوء وراحة خلال الفترة القادمة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/21 الساعة 20:30