الملك في البيت الأبيض.. ما هي أهم الملفات؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/19 الساعة 00:49
يستقبل الرئيس الأميركي جو بادين اليوم الملك عبدالله الثاني كأول زعيم عربي يدخل بقدم واثقة للبيت الأبيض بعد سنوات عجاف من تخبط السياسة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترمب الذي خلط أوراق الشرق الأوسط وحاول عبثا ليّ الذراع الأردنية في الملف الفلسطيني، ومحاولته إبعاد عمان عن الوصاية الشرعية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وقد أخذت أصداء اللقاء المرتقب تركب أمواج التحليل والتحليل من كافة أطراف الصراع الناعم في المنطقة العربية وإسرائيل، فما هي الملفات الأكثر حساسية على طاولة البحث اليوم؟
البداية ستكون قبل كل شيء إعادة التوازنات السياسية في المنطقة العربية التي تقابلها حكومات تل أبيب لأربعة أعوام قادمة، فيما إذا انفرط عقد حكومة الإتلاف اليميني برئاسة بينيت، والواضح من البطء الذي يتعامل به الرئيس بايدن في مد يده للاشتباك بالصراع أو التقارب ما بين تل أبيب والفلسطينيين، واضح أن بايدن ليس متعجلا في طرح أي صورة للحل قبل أخذ رأي الأردن أولا، فالأردن الذي تصدى وحيدا لصفقة القرن وأفشلها بقيادة الملك وعدم تنازله قيد أنمله عن الحق الفلسطيني وحق الوصاية، لا يتردد في حمل القضايا العربية لصانع القرار ال?ول في الشرق الأوسط على مقعده في البيت الأبيض.
لا شك أن الأردن قد سمح بإعادة مقعده للخلف قليلا خلال السنوات الماضية في انتظار أن يتمخض عن المجتمع السياسي العربي بوادر انفراج بيني أو عقد قمة عربية لمناقشة ترتيب البيت العربي أو تعزيز المواقف ومساندة الجميع للجميع، ولكنه رأى أنه خارج حسابات البعض ممن انشغلوا في ترتيب أوضاعهم الداخلية أو الحصول على دعم القوة العظمى لتنفيذ رؤاهم في مستقبل لم يعد يعترف بالتاريخ، وبالطبع فإن لكل دولة شقيقة مصالحها التي تبحث عن تعزيز وجودها، فيما الأردن يصارع على جبهات عدة اقتصاديا وسياسيا، فملف اللاجئين وعلى رأسهم السوريون وا?وضع القاسي جدا نتيجة وباء كورونا والمديونية العامة وشح مصادر المياه، والأهم الاستنزاف الكبير للقوات المسلحة التي تحرس الحدود مع سوريا ضد الجماعات والعصابات الطائفية..
العلاقة الاستراتيجية مع واشنطن على اختلاف رؤسائها لم تفتر كما فترت في عهد ترمب، ولكنها لم تنته، بل يعد الأردن شريكا قويا في الشرق الأوسط محاطا بسياسات واضحة للعلاقة ما بين الجميع أكان في الغرب الأميركي أو بقية دول العالم من أوروبا حتى شرق آسيا، والتعاون العسكري بين واشنطن وعمان لم ينقطع، فحتى القوات الأميركية في غرب العراق وجنوب سوريا تستعين بالخبرات الفنية على الأرض للجيش والاستخبارات الأردنية في مواجهة التحركات المعادية عبر الحدود، ما يضمن أمن الأردن أولا وأمن السكان الآمنين على الشريط السوري.
وبمناسبة ذِكر سوريا، فسيكون جزءٌ من المحادثات عن تخفيف حدة التوتر في الجانب السوري، وتأكيد ضمان أمن المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية واستمرار وصول المساعدات الإنسانية لكافة المناطق، وبالنتيجة الحصول على حق الأردن في استعادة الحياة الاقتصادية بين البلدين وطلب رفع جزئي عن بنود قانون قيصر الذي بات واضحا أن ضحاياه هو الشعب السوري في المقدمة.
ورغم أهمية الملف السياسي الداخلي في الأردن، فإن ملف القدس هو الذي سيأخذ حيزا هاما في النقاشات، فالقدس وحق المسلمين فيها مصان بعهدة التاريخ، وهو رمز السلام للجميع، أو بقاء الصراع مستمرا إن بقيت الإعتداءات الصهيونية على حرمه وسكانه مستمرة كما شهدناه بالأمس، ولا بد أن ينتزع الملك تأكيدا متجددا من الإدارة الأميركية على الحق الشرعي والوصاية الكاملة ولجم أي تهديد لشعب القدس أو تعطيل دور الأوقاف الأردنية هناك.
إلى هنا سننتظر ماذا سيخرج من اللقاء الذي ستكون كافة القضايا العربية الحساسة محل نقاش عميق فيه، وسيكون الأردن قد عاد مجددا للعب دوره السياسي التاريخي مدعما بعلاقاته الطيبة مع كافة الأشقاء العرب الذي سيتحدث باسمهم أولاً..
Royal430@hotmail.com
الرأي
البداية ستكون قبل كل شيء إعادة التوازنات السياسية في المنطقة العربية التي تقابلها حكومات تل أبيب لأربعة أعوام قادمة، فيما إذا انفرط عقد حكومة الإتلاف اليميني برئاسة بينيت، والواضح من البطء الذي يتعامل به الرئيس بايدن في مد يده للاشتباك بالصراع أو التقارب ما بين تل أبيب والفلسطينيين، واضح أن بايدن ليس متعجلا في طرح أي صورة للحل قبل أخذ رأي الأردن أولا، فالأردن الذي تصدى وحيدا لصفقة القرن وأفشلها بقيادة الملك وعدم تنازله قيد أنمله عن الحق الفلسطيني وحق الوصاية، لا يتردد في حمل القضايا العربية لصانع القرار ال?ول في الشرق الأوسط على مقعده في البيت الأبيض.
لا شك أن الأردن قد سمح بإعادة مقعده للخلف قليلا خلال السنوات الماضية في انتظار أن يتمخض عن المجتمع السياسي العربي بوادر انفراج بيني أو عقد قمة عربية لمناقشة ترتيب البيت العربي أو تعزيز المواقف ومساندة الجميع للجميع، ولكنه رأى أنه خارج حسابات البعض ممن انشغلوا في ترتيب أوضاعهم الداخلية أو الحصول على دعم القوة العظمى لتنفيذ رؤاهم في مستقبل لم يعد يعترف بالتاريخ، وبالطبع فإن لكل دولة شقيقة مصالحها التي تبحث عن تعزيز وجودها، فيما الأردن يصارع على جبهات عدة اقتصاديا وسياسيا، فملف اللاجئين وعلى رأسهم السوريون وا?وضع القاسي جدا نتيجة وباء كورونا والمديونية العامة وشح مصادر المياه، والأهم الاستنزاف الكبير للقوات المسلحة التي تحرس الحدود مع سوريا ضد الجماعات والعصابات الطائفية..
العلاقة الاستراتيجية مع واشنطن على اختلاف رؤسائها لم تفتر كما فترت في عهد ترمب، ولكنها لم تنته، بل يعد الأردن شريكا قويا في الشرق الأوسط محاطا بسياسات واضحة للعلاقة ما بين الجميع أكان في الغرب الأميركي أو بقية دول العالم من أوروبا حتى شرق آسيا، والتعاون العسكري بين واشنطن وعمان لم ينقطع، فحتى القوات الأميركية في غرب العراق وجنوب سوريا تستعين بالخبرات الفنية على الأرض للجيش والاستخبارات الأردنية في مواجهة التحركات المعادية عبر الحدود، ما يضمن أمن الأردن أولا وأمن السكان الآمنين على الشريط السوري.
وبمناسبة ذِكر سوريا، فسيكون جزءٌ من المحادثات عن تخفيف حدة التوتر في الجانب السوري، وتأكيد ضمان أمن المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية واستمرار وصول المساعدات الإنسانية لكافة المناطق، وبالنتيجة الحصول على حق الأردن في استعادة الحياة الاقتصادية بين البلدين وطلب رفع جزئي عن بنود قانون قيصر الذي بات واضحا أن ضحاياه هو الشعب السوري في المقدمة.
ورغم أهمية الملف السياسي الداخلي في الأردن، فإن ملف القدس هو الذي سيأخذ حيزا هاما في النقاشات، فالقدس وحق المسلمين فيها مصان بعهدة التاريخ، وهو رمز السلام للجميع، أو بقاء الصراع مستمرا إن بقيت الإعتداءات الصهيونية على حرمه وسكانه مستمرة كما شهدناه بالأمس، ولا بد أن ينتزع الملك تأكيدا متجددا من الإدارة الأميركية على الحق الشرعي والوصاية الكاملة ولجم أي تهديد لشعب القدس أو تعطيل دور الأوقاف الأردنية هناك.
إلى هنا سننتظر ماذا سيخرج من اللقاء الذي ستكون كافة القضايا العربية الحساسة محل نقاش عميق فيه، وسيكون الأردن قد عاد مجددا للعب دوره السياسي التاريخي مدعما بعلاقاته الطيبة مع كافة الأشقاء العرب الذي سيتحدث باسمهم أولاً..
Royal430@hotmail.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/19 الساعة 00:49