الملك وبايدن.. ملفات المنطقة على طاولة النقاش
كتب: د. خالد الشقران
مجددا ينجح الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني في إعادة ضبط أوراق اللعبة في منطقة الشرق الأوسط، وتحريك بوصلة السياسة الدولية باتجاهها الصحيح فيما يتعلق بقضايا المنطقة انطلاقا من ثوابته التي كان دوما ينادي بها، وفي مقدمتها أن الأفكار المتطرفة وما يتبعها من مبادرات مهما تم تغليفها بمبررات، وتجميلها بمغريات لا يمكن أن تنجح في خلق حلول حقيقية ولا سلام أو استقرار دائم في المنطقة.
فالأردن الذي عارض صفقة القرن وقاوم كل أنواع الضغوط رغم كل عمليات الترغيب والترهيب، التي مورست عبثا ضده لمحاولة زعزعة موقفه أو احداث أي تغيرات أو تنازلات عليه، تثبت الاحداث على الأرض مجددا صدق رؤيته وروايته وقراءته وسيناريوهاته التي طرحها حول ما هو ممكن وما هو غير ممكن فيما يتعلق برسم مستقبل آمن للمنطقة.
اليوم يستقبل البيت الأبيض جلالة الملك بترحاب واضح يعكس توافقا كاملا مع الرؤية الأردنية حول ضرورة عودة السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط إلى رشدها وواقعيتها التي تبدأ من اعلان البيت الابيض المتطابق تماما مع الموقف الاردني بضرورة دفن كل ما كان يعارضه الأردن بشدة من مقترحات وأفكار ومبادرات تتعلق بصفقة القرن، واعادة الأمور بالمنطقة بما في ذلك السياسة الأميركية لتتواءم مع معطيات الواقع على الارض من خلال اتخاذ دور وسياسات اكثر توازنا حول قضايا المنطقة.
وفي واقع الأمر، الرئيس جو بايدن ورغم اطلالته العميقة على ملفات المنطقة ورأيه الواضح فيما يتعلق بدعم عملية السلام في الشرق الأوسط، إلا أن تطابق هذه الطروحات والرؤية الأردنية في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بضرورة عودة كل الأطراف المعنية بقضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية إلى طاولة الحوار ومفاوضات السلام باعتبارها السبيل الاهم لتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط، إنما يجعل هذه الزيارة تأخذ درجة متقدمة على سلم أولويات البيت الأبيض وكل دوائر صناعة القرار في الشرق الاوسط.
لا تكمن أهمية هذا اللقاء باعتبار أن الملك يجتمع مع الإدارة الأميركية كأول زعيم عربي فقط، وإنما أيضا لأهمية الملفات التي يحملها الأردن إلى واشنطن، والتي تعكس مركزية ومحورية الدور الأردني عربيا وإقليميا، حيث من المقرر أن يناقش اللقاء ملفات القضية الفلسطينية، والمسألة السورية، ودعم استقرار العراق، وطرح أفكار ترتبط بإيجاد حلول واقعية وعادلة للقضايا الشائكة في الشرق الأوسط. الرأي