سميح المعايطه يكتب: الملك.. زيارة مختلفة
سميح المعايطه
حين كان الملك يخوض معركة سياسية قاسية ضد نهج ترمب في إدارة الملف الفلسطيني وضد نتنياهو الذي تعامل بعدوانية مع الأردن ولم يحتمل ندية الملك في مواجهة سياسته، حين كان يحدث خلال السنوات الأخيرة؛ كان الديمقراطيون في الولايات المتحدة كحزب وقيادات موجودة في المؤسسات الأميركية؛ يراقبون كل هذا، ويدركون أن هذا الزعيم العربي الذي تواجه بلده تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة يتعامل بالمنطق، وكان صاحب وجهة نظر مؤمنة بفكرة السلام الحقيقي، وأن الأردن وقيادته كانوا الحليف الأكثر مصداقية في معركة العالم ضد التطرف والإرهاب.
وحين غادر ترمب وجاء الديمقراطيون إلى البيت الأبيض كان الملك الزعيم العربي الأكثر حضوراً في الأذهان، ولهذا فهو اليوم أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض في عهد الإدارة الجديدة.
وقبل أن تبدأ الزيارة بأكثر من أسبوع كان الرئيس الأميركي يصدر بيان ترحيب بالملك ويعلن أن لقاء القمة سيتم في التاسع عشر من هذا الشهر، وقبل هذا وكله ويوم أن ظهرت قضية «الفتنة» التي لها تفاصيل كثيرة كانت مبادرة الإدارة الأميركية بأكثر من وسيلة لإعلان وقوفها ودعمها للملك في مواجهة أي فعل فوضى، وكانت تلك الرسائل مهمة ورسالة لأطراف كانت لها رهانات ثبت أنها خاسرة.
ودائماً يكون الملك في تواصله مع القوى المؤثرة في العالم لديه ما يقوله، لديه منطق ومصداقية وملفات في معظمها عربية تخدم مصلحة الأشقاء.
فلسطين.. سوريا.. العراق.. أمن الإقليم والقضايا الثنائية، ومع هذه الملفات تصورات يعمل الملك أن تكون جزءا من تصورات الإدارة الأميركية الجديدة في إدارتها للملفات العربية والإقليمية، فكل صاحب قضايا يفترض أن تكون في ذهنه أفكار تخدم قضاياه، وهذا ما يفعله الملك في هذه الزيارة وغيرها.
هي زيارة مختلفه لان الإقليم في كل مناطق جسده جراح، وعندما نتحدث مع مفاتيح العالم علينا ان نقول ما يخدم قضايانا وما يفهمه العالم.
قبل أيام تداول الإعلام ما قاله سعد الحريري بعد اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة عن أن الأردن استطاع اقناع الأميركان بالسماح بمرور الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، فلبنان يعاني من مشكلة خانقة في الكهرباء، وقانون قيصر الأميركي يمنع كثيرا من المواد من دخول سوريا، لكن الأردن باعتراف الحريري استثمر علاقاته لمساعدة لبنان عبر سوريا.
زيارة مختلفة فنحن تخلصنا من مرحلة شاقة مع ترمب ونتنياهو، وهي زيارة مختلفة بعد أن أغلق الأردن ملف «الفتنة» بكل تداعياته الخطيرة، وخرج الأردن ومؤسسة الحكم أكثر قوة وتماسكاً.
وللحديث بقية..
الرأي