اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/15 الساعة 12:47

لو تَدَبَّرْنَا نحن المتعلمون والمثقفون والعقلاء والمفكرون كتاب الله جيداً لتأكد كل واحد منَّا بأن القرآن الكريم من عند الله خالق هذا الكون وخالقنا سبحانه وتعالى وليس من وضع البشر كما قال بعض المشركين والكفار والملحدين ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (النساء: 82))، ولكن هناك آية تنطبق على كل الذين لا يؤمنون بالله (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد: 24)). فإذا آمنا بأن هذا القرآن من عند الله، فعلينا أن نؤمن بكل ما جاء به، لأن ما جاء به هو الحق وأثبتته وتثبته وستثبته الحقائق العلمية من قبل علماء العالم يوماً بعد يوم. وبالتالي نؤمن بأن هناك حياة وهناك موت (الموتة الكبرى الوفاة) وحساب وميزان وعقاب وثواب النار والجنة بالترتيب وليس كما يزعم الكفار (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (التغابن: 7)). ونؤمن بأن الله خصَّصَ ملكين رقيب وعتيد لكل إنسان يكتبان له في كتابه أعماله وما يجني عليها من حسنات أو سيئات (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَاماً كَاتِبِينَ،  يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ - عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (الإنفطار: 10-12، ق: 17 و 18))، وسينشر لكل إنسان كتابه يوم القيامة (كُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (الإسراء: 13)).
ومُسَجلُ في هذا الكتاب (بطريقة ربَّانية تفوق ما وصلت إليه أرقى تكنولوجيا الحواسيب) أعمال كل إنسان بالصوت والصورة والهمسات والغمزات والهواجس بالتواريخ والأوقات الدقيقة (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (الكهف: 49)). وسيطلب من كل إنسان أن يقرأ (وفي حال أن يقول أي إنسان أن الناس ليس كلهم يقرأون لكن يرون ويسمعون) ويرى ويسمع ما كُتِبَ وسُجِّلَ له في كتابه (يُعْرَضُ عليه هذا الكتاب كفيلم صوت وصورة وحركة بأحداثه المختلفة خلال سيرة حياته في الدنيا وبالتأكيد كل إنسان أدرى وأعلم بما عمل في حياته مما أَسَّرَ وما أخفى من أعمال (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (الإسراء: 14)). وليعلم كل إنسان أن الله لا يَخْفَى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ويعلم ما تكنه نفسه وما تظهره (يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (التغابن: 4))، وعليه أن يأخذ عِبَراً من القرون السابقة ويستعد للقاء الله في الآخرة يوم الحساب العظيم (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (الإسراء: 17)).وكما قال ريحانة قريش الوليد بن المغيرة عن القرآن: والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً، ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، والله إنَّ له لحلاوة، وإنَّ عليه لطلاوة، وإنَّ أعلاه لَمُثمِر، وإنَّ أسفَلهُ لَمُغدِق، وإنّه يعلو ولا يُعلى عليه.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/15 الساعة 12:47