الفايز يكتب: لغة الحوار

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/14 الساعة 13:32
بقلم حازم غالب الفايز أصبح في وقتنا الحالي لغة منتشرة تسمى لغة الحوار وهي على نطاق واسع وتستخدم في شتى المجالات ففي كل يوم نسمع أو نستمع لحوارات منعقدة أو ستعقد لمناقشة قضايا مختلفة وهناك اختلاف واضح و عميق بخصوص الحوارات وانعقادها ومدى تأثيرها وفائدتها وهذا نتاج إطلاق هذا المصطلح على كل النقاشات دون استثناء مما أدى إلى عدم فهم المعنى الحقيقي لمصطلح لغة الحوار وأن للحوار تعريف وضوابط يجب إتباعها للوصول إلى الهدف المراد من الحوار وهذا ما يتطلب منا ها هنا أن نعرج في هذا السياق إلى توضيح مختصر لهذا المصطلح ... إن الحوار له مفاهيم واضحة واهمها مفهوم الحوار اصطلاحا والذي يعني مراجعة الكلام وتداوله بين أطراف عدة لمعالجة قضية أو قضايا بأسلوب متكافئ يغلب عليه طابع الهدوء والبعد عن الخصومة... ومما يجدر الإشارة إليه أن للحوار ضوابط من أهمها تقبل الآخر والعلم وصحة الدليل وحسن القول والانصاف والموضوعية ... وهو ما يولد فوائد عديدة منها تبادل الأفكار وتفاعل الخبرات وإنتاج افكار جديده والتخلص من الأفكار الخاطئة... وللمحاور صفات يجب توافرها ومنها التحلي بالصبر والثقة وإجادة التواصل مع الآخرين.. وبعد هذا التعريف لمصطلح لغة الحوار و فوائده و بعض صفات المحاور يجب أن نعود ونلقي نظرة على معظم النقاشات في جميع المنصات والتي تدعي أنها تحت مظلة (الحوار) فهل نرى فيها لغة الحوار ام أنها مجرد نقاشات جدلية وتفتقر إلى أسس الحوار ومبادئه وضوابطه.... أتوقع واعتقد أن يوافقني الكثيرين بأن معظم ما يسمى أو يطرح من نقاشات تحت مصطلح الحوار هو أبعد ما يكون عن ذلك بل هي نقاشات في معظم الأحيان فوضوية وتستشعر من خلالها أن الحكم مسبق على وبحق أي رأي مخالف وعلى قاعدة من ليس معي فهو ضدي وهذا ليس بفكر سوي أو قويم وذلك كون أحد أهم ركائز الحوار هواحترام الرأي الآخر وتقبله واستخدام الحجة القوية لدحضه أو الإقرار به في حال الاقتناع دون مكابرة أو تعنت أو تمسك بالرأي فإن إحدى فوائد الحوار التخلص من الأفكار الخاطئة وذالك باستخدام الحجة القوية والمقنعة في اجواء يسودها الهدوء و يحكمها العقل ولذلك يجب علينا ولكي لا نخلط بين النقاش والحوار أن نحدد بيننا وبين أنفسنا أولا وبكل صدق ووضوح ما ينطبق عليه مصطلح الحوار وما لا ينطبق عليه.. وثانيا نحدد مع من يصلح الحوار ومع من لا يصلح.. وثالثا نحدد ما يصلح من المواضيع للحوار بشأنه وما لا يصلح.. فهناك الكثير من المواضيع التي لا تخضع إلى لغة الحوار كونها ثوابت يصعب أو يستحيل تغيرها وأن وضعها على طاولة الحوار والنقاش هو مجرد إهدار للوقت والجهد.... والأهم من ذالك كله ان نعمل على ترسيخ قواعد الحوار وضوابطه و نوطنها في النفس والعقل لنتمكن من الحصول على نتائج مرضية حمى الله الاردن وأعز قائده وحفظ شعبه....
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/14 الساعة 13:32