بدء التحقيق بوفاة 54 شخصاً بحريق مستشفى في العراق
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/13 الساعة 09:03
مدار الساعة - أعلنت السلطات العراقية مصرع 54 شخصاً على الأقلّ في حريق اندلع في قسم مخصّص لعزل المصابين بكوفيد-19 في مستشفى بمدينة الناصريّة في جنوب العراق، في مأساة تأتي بعد شهرين ونصف على مصرع أكثر من 80 شخصاً بحريق مماثل اندلع في مستشفى ببغداد.
وقال الناطق باسم دائرة الصحّة في محافظة ذي قار الدكتور حيدر الزاملي إنّ الحريق اندلع في مركز عزل مرضى كوفيد-19 ضمن المبنى الرئيسي لمستشفى الإمام الحسين التعليمي في وسط مدينة الناصرية (300 كلم جنوب بغداد) وأسفر في حصيلة غير نهائية عن 52 قتيلاً و22 جريحاً، مشيراً إلى أنّ مركز العزل الذي احترق كان فيه 70 سريراً.
اجتماع طارئ
وعقد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنيّة للوقوف على أسباب المأساة وتداعياتها.
ومن بين الضحايا ممرّضة قضت في الحريق، فيما هرع مئات المتطوّعين لتقديم المساعدة لإنقاذ المرضى الذين حاصرتهم ألسنة النيران.
وأوضح الزاملي أنّ "20 مريضاً تمّ إنقاذهم خلال عمليّات الإخلاء التي جرت وشارك فيها عدد كبير من فرق الدفاع المدني".
وأعلنت السلطات المحلية في المحافظة حال الطوارئ، فيما استدعت دائرة صحّة ذي قار الأطبّاء المجازين للالتحاق بعملهم.
وبعد السيطرة على الحريق، خرجت تظاهرة صاخبة أمام المستشفى وهتف المتظاهرون "الله أكبر، الأحزاب حرقونا".
"فشل كارثي"
وقال رئيس مجلس النوّاب محمد الحلبوسي في تغريدة على تويتر إنّ "فاجعة مستشفى الحسين دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيّين (…) وقد آن الأوان لوضع حدّ لهذا الفشل الكارثي".
واضاف أنّ "البرلمان سيحوّل جلسة اليوم لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النيران تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود.
ووفقاً لمصدر في دائرة الصحّة في المحافظة فإنّ الحريق نجم عن انفجار اسطوانات أوكسيجين. وإذا صحّت هذه المعلومات تكون هذه المأساة نسخة طبق الأصل عن تلك التي وقعت في مستشفى ابن الخطيب في بغداد في نهاية نيسان/أبريل ونجمت أيضاً عن سوء تخزين اسطوانات الأوكسيجين التي يستخدمها مرضى كوفيد-19.
وعزت مصادر سبب الحادث إلى الإهمال الذي غالباً ما يكون مرتبطاً بالفساد في بلد تعاني مستشفياته من حالة سيّئة وهاجر عدد كبير من أطبّائه بسبب الحروب المتكرّرة منذ أربعين عاماً.
وكان العراق معروفاً حتّى ثمانينيات القرن الفائت بمستشفياته في العالم العربي وبجودة خدماتها ومجّانيّتها. لكنّه بات اليوم يعاني تدهوراً على هذا الصعيد وسط ضعف تدريب كوادره الصحيّين وقلّة موارد وزارة الصحّة التي لا تتجاوز 2% من مجمل موازنة الدولة.
وأعلنت وزارة الداخليّة في نيسان/أبريل اندلاع سبعة آلاف حريق بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس، كان سبب غالبيتها احتكاكات كهربائية في متاجر أو مطاعم أو مبان، فيما تضرب البلاد حالياً موجة حرّ تجاوزت الخمسين درجة مئوية.
تكرار لمأساة ابن الخطيب
وفي نهاية نيسان/أبريل الماضي، اندلع حريق مماثل في مستشفى ابن الخطيب المخصّص لمرضى كورونا في بغداد، مما أسفر عن أكثر من 80 قتيلاً.
وكان كثير من ضحايا حريق ابن الخطيب على أجهزة التنفّس الصناعي ويتلقّون العلاج من كوفيد-19 وقد أصيبوا بحروق أو اختناق في الحريق الذي انتشر بسرعة في أروقة المستشفى حيث كان عشرات الأقارب يزورون المرضى في وحدة العناية المركزة.
وأثار الحريق يومها غضباً واسعاً، ما أدّى إلى تعليق مهام وزير الصحّة آنذاك حسن التميمي الذي ما لبث أن استقال بسبب تلك المأساة.
والعراق الذي لا يزال اقتصاده المعتمد على النفط يتعافى إثر عقود من الحروب ويعيش كثير من سكّانه تحت خطّ الفقر، سجّل أكثر من 1,4 مليون إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 17 ألف وفاة.
ولا تزال البنية التحتيّة الصحية في البلاد متهالكة، والاستثمار في الخدمات العامّة محدود بسبب الفساد المستشري.
ومنذ بدء إطلاق اللقاح في آذار/مارس، لم تتمكّن السلطات الصحية من تلقيح سوى واحد بالمئة من سكّان البلاد البالغ عددهم 40 مليون نسمة.
ويأتي حريق المستشفى بعد ساعات على اندلاع حريق محدود في مقرّ وزارة الصحة في بغداد، سرعان ما تمّ احتواؤه من دون تسجيل أي وفيات.
إلى ذلك، وصف الزعيم الشيعي عمار الحكيم الحريق الذي التهم مركز لعزل المصابين بفيروس كورونا في مستشفى الحسين التعليمى في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار العراقية 375/ كم جنوبي بغداد، بأنها فاجعة كبيرة.
وقال زعيم تيار الحكمة الوطني في تصريح صحافي: "مرة أخرى نصاب بفاجعة جديدة هي امتداد لفواجع مؤسفة سابقة من دون حلول على الرغم من كل التحذيرات والمطالبات، وهذه المرة حريق يطال مركز عزل مصابي كورونا في مستشفى الحسين بالناصرية خلف عشرات الشهداء والجرحى من الراقدين والملازمين".
وأضاف الحكيم: "أن هذه الفاجعة أحيت في الذاكرة ما حصل قبل شهور في مستشفى ابن الخطيب ببغداد وسط استغراب من عدم اتخاذ الإجراءات والتدابير المطلوبة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة".
وطالب الحكيم الجهات المعنية بفتح تحقيق فوري للوقوف على أسباب الحادث ومحاسبة المقصرين والمتسببين.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي فجر اليوم الثلاثاء، الحداد الرسمي على أرواح شهداء حادثة حريق مستشفى الإمام الحسين التعليمي بمدينة الناصرية بمحافظة ذي قار375/ كيلومتراً جنوبي البلاد.
وقرر الكاظمي خلال اجتماع طارئ ضم عدداً من الوزراء والمسؤولين والقيادات الأمنية عقد للوقوف على أسباب حادثة حريق مستشفى الإمام الحسين البدء بتحقيق حكومي عالي المستوى، للوقوف على أسباب الحادثة .
كما قرر المجتمعون توجه فريق حكومي فورا إلى محافظة ذي قار من مجموعة من الوزراء والقادة الأمنيين لمتابعة الإجراءات ميدانياً وحجز مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق.
وطالب الاجتماع بتوجيه مختلف الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار واعتبار ضحايا الحادث شهداء، وإنجاز معاملاتهم فورياً، وتسفير الجرحى الذين حالاتهم حرجة إلى خارج العراق.
(وكالات)
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/13 الساعة 09:03