الندم العربي القادم !!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/05 الساعة 02:11
لو قدم العرب لبعضهم واحدا بالألف من التنازلات التي يقدمونها لغيرهم خصوصا من القوى الاكثر نفوذا لربما تغيّر المشهد كليّا، فالضعف العربي من طراز غير مسبوق، لأنه مصنوع بالايدي العربية ذاتها وقد أدت ثقافة ظلم ذوي القربى الى قلب الاولويات رأسا على عقب، فلم يعد العربي كما قال ذات يوم هو وأخوه على ابن عمه وهو وابن عمه على الغريب، فهو الان مع الغرباء ضد اخيه وابن عمه وحتى اقاربه من الدرجة الرابعة، وقد يكون العربي هو الوحيد الذي انفرد بوصف الاقارب عقارب، وعليه ان يحذر من اللدغ، وكأن الجحور كلها آمنة باستثناء الجحر العربي ! لم يحدث من قبل ان انفقت امة كل هذا الوقت والجهد والمال في سبيل اضعاف ذاتها، وهي آخر من يعلم، بحيث يكون حاصل جمع الثروات والقوى والتعداد الديموغرافي صفرا وفق هذا الحاسوب الغبي، وما كُتب حتى الان من عناصر ومكونات ومقومات العرب المعاصرين يملأ مجلدات، لكن المسكوت عنه بل المحظور الاقتراب منه هو ما الذي فعلوه بهذه النعمة والحقيقة انهم حولوها الى نقمة، مثلما حولوا الفائض الى نقصان ومديونيات ، والامتياز الجيوبولتيكي في المواقع والثغور الى اعقاب آخيل ونقاط ضعف ! وحين نتحدث عن التنازلات البينية التي أصرّ العرب على عدم تقديمها لبعضهم وتبادلها فهي ليست تنازلات جذرية، سواء عن كيانات او هويات محلية، بل اقل من ذلك بكثير، لكن ما قاله الشاعر العربي ذات يوم وهو:
قومي رؤوس كلهم
أرأيت مزرعة بصل ؟ كان وعيا مبكرا ببلوغ النرجسية ذروتها، بحيث تطفو الهويات الفرعية على السطح، ويتغلب الخاص والشخصي على العام والوطني، وكأن الشعار غير المعلن والمتداول سرا هو ما قاله الشاعر الجاهلي عن الصّدر والقبر وما توارثته الاجيال عن منظومة مفاهيم تليق بالمتسولين فقط وخلاصتها أحييني اليوم وأمتني غدا .. اراهن على ان لحظة الندم والبكاء على الدم والدمع المسكوب لا الحليب كما يقول الانجليز قادمة، لكن بعد فوات الاوان ! الدستور
  • عرب
  • عربية
  • ثقافة
  • لب
  • مال
  • لحظة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/05 الساعة 02:11