ما علاقة «عوض الله» بخلية البقعة؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/13 الساعة 00:26
فايز الفايز
لن أناقش كثيراً قرار الحكم على المتهم المُدان باسم عوض الله وشريكه والذي بدأ بعده العد التنازلي للوصول الى محكمة التمييز التي «قد» تقتنع أو لا تقتنع بأي مسوغات دفاعية في ظل التهم الخطيرة أو تأخذ بها، وهذا متروك للقضاء، ولكن طيلة الأيام الأربعين التي قضاها باسم عوض الله في حوزة المحكمة، تفجرت أسئلة كثيرة تبعتها إجابات عبثية وقليل منها ذات المنطق السياسي، ولكن أغلب آراء الجمهور كانت تتوافق على أن القضية أكبر من مجرد اتهام قد يمكن دحضه، وإذا كان النقاش قد تقوقع في قضية الفتنة وحدها فإن المعلومات التي لم تؤخذ ?لى محمل الجد في سنوات بعيدة كانت تؤشر على الروح الانفصالية للرجل واجتماعاته لتغيير الفكر الوطني.
في بداية تمدد عوض الله في «السيستم»، برز عوض الله كداعية ليبرالي ومبشر بالدولة المدنية التي يجب عليها أن تغير في النهج البيروقراطي وإزاحة ما أسماهم بـ«البلديين» من الساحة السياسية وألب على بعضهم، مقابل دعمه لفئة من شباب المستقبل الذي كان يتخيله لعصرنة الدولة ووضعهم على مقاعد الحكم المحلي لتنفيذ رؤيته المقنعة تماما إذا ما حاكمناها على مستوى تطوير الإدارة التغريبية، وقد بنى شبكة علاقات ممتدة مع كثير الشخصيات المتعطشة للمناصب وللأموال، وقد رأينا أخيراً كيف هرب الجميع من حوله.
في سنواته الأولى والقوية طرح عوض الله مشروعا قد نسميه تحديث الدولة، وبدأه باستكمال مشروع الخصخصة وأوامر البنك الدولي، وتفكيك العديد من المؤسسات العتيقة والشركات الكبرى والتوسع في طرح بيوعات لمنشآت كبيرة وممتدة من العاصمة عمان حتى العقبة، ودون الاستفاضة في استرجاع التاريخ المؤلم للمؤسسة الحكومية، فقد استخدم ذكاءه بإقناع المسؤولين والرؤساء للدخول في حفلة سلخ الجلود القديمة للدولة، وأغدق بمعاونة طواقم من الأعوان الأردنيين بنصائح استهلاكية لتحويل بلد الأنصار والمهاجرين الى سوق مفتوح وصاحب المزاد الأعلى يربح، و?ل الأخطر فيما بعد كان ضرب صورة مجلس النواب كعقبة كأداء،إذ اقترح يوما دعم ثلاثين مرشحا يكونون عونا للرؤية، ولكن اشتباكه مع مؤسسات أمنيّة ومرجعيات سياسية تنظر بحذر خففت من تفاؤله، ورغم ذلك جُمع المتضادات الشبابية مع بيوت الخبرة العتيقة في مجلس النواب، كتجربة اكتشف خللها الملك فقرر إجهاضها بعد سنتين.
منذ البداية كان عوض الله حريصا على جمع من كان يظنهم يستطيعون خدمة مشروعه السياسي أيضا بعد الانتهاء من حقبة الاقتصاد التشاركي والذي أعجز الموازنة فيما بعد، وجمع من الشباب المؤدلجين والمنفتحين على النظرية الغربية، ومنهم من تعاملوا دون أي حساسية مع دوائر سياسية إسرائيلية وبالطبع شخصيات أميركية من حقبة جورج بوش، وكل ذلك كان تحت بصر وسمع قليل من المعنيين في المؤسسة الوطنية، ومنهم من ساءه ذلك النهج الذي يسعى الرجل لترسيخه ووصم فئة وطنية بأنها كتلة داخل جسم الوطن الجامع لا تساوم على ضرب الوحدة الوطنية، وشذ عن الق?عدة قليل منهم لغايات منفعية على ما يبدو.
فكل المشاريع السياسية والاقتصادية التي اقترفها رأينا نتائجها الفاشلة مبكرا، وبعدها رأينا الى ما وصلت له الأمور اليوم، ولكن لو قدر له الاستمرار وإلقاء القبض على مقعد رئيس الحكومة التي طلبها كثيرا وتم رفضه، لواجهنا انشقاقا خبيثا بين صفوف الشعب الواحد ولما تبقى أي أسهم للدولة فيما تبقى من مؤسسات، ولهذا كان من الخطأ تركه منذ خلية البقعة الأولى 2001 الى ما وصل له من تجريم قضائي بالتآمر على نظام سيده الملك، وهذه عبرة لكل مسؤول قد يظن نفسه أكبر من الوطن وأمنه واستقراره.
Royal430@hotmail.com
الرأي
لن أناقش كثيراً قرار الحكم على المتهم المُدان باسم عوض الله وشريكه والذي بدأ بعده العد التنازلي للوصول الى محكمة التمييز التي «قد» تقتنع أو لا تقتنع بأي مسوغات دفاعية في ظل التهم الخطيرة أو تأخذ بها، وهذا متروك للقضاء، ولكن طيلة الأيام الأربعين التي قضاها باسم عوض الله في حوزة المحكمة، تفجرت أسئلة كثيرة تبعتها إجابات عبثية وقليل منها ذات المنطق السياسي، ولكن أغلب آراء الجمهور كانت تتوافق على أن القضية أكبر من مجرد اتهام قد يمكن دحضه، وإذا كان النقاش قد تقوقع في قضية الفتنة وحدها فإن المعلومات التي لم تؤخذ ?لى محمل الجد في سنوات بعيدة كانت تؤشر على الروح الانفصالية للرجل واجتماعاته لتغيير الفكر الوطني.
في بداية تمدد عوض الله في «السيستم»، برز عوض الله كداعية ليبرالي ومبشر بالدولة المدنية التي يجب عليها أن تغير في النهج البيروقراطي وإزاحة ما أسماهم بـ«البلديين» من الساحة السياسية وألب على بعضهم، مقابل دعمه لفئة من شباب المستقبل الذي كان يتخيله لعصرنة الدولة ووضعهم على مقاعد الحكم المحلي لتنفيذ رؤيته المقنعة تماما إذا ما حاكمناها على مستوى تطوير الإدارة التغريبية، وقد بنى شبكة علاقات ممتدة مع كثير الشخصيات المتعطشة للمناصب وللأموال، وقد رأينا أخيراً كيف هرب الجميع من حوله.
في سنواته الأولى والقوية طرح عوض الله مشروعا قد نسميه تحديث الدولة، وبدأه باستكمال مشروع الخصخصة وأوامر البنك الدولي، وتفكيك العديد من المؤسسات العتيقة والشركات الكبرى والتوسع في طرح بيوعات لمنشآت كبيرة وممتدة من العاصمة عمان حتى العقبة، ودون الاستفاضة في استرجاع التاريخ المؤلم للمؤسسة الحكومية، فقد استخدم ذكاءه بإقناع المسؤولين والرؤساء للدخول في حفلة سلخ الجلود القديمة للدولة، وأغدق بمعاونة طواقم من الأعوان الأردنيين بنصائح استهلاكية لتحويل بلد الأنصار والمهاجرين الى سوق مفتوح وصاحب المزاد الأعلى يربح، و?ل الأخطر فيما بعد كان ضرب صورة مجلس النواب كعقبة كأداء،إذ اقترح يوما دعم ثلاثين مرشحا يكونون عونا للرؤية، ولكن اشتباكه مع مؤسسات أمنيّة ومرجعيات سياسية تنظر بحذر خففت من تفاؤله، ورغم ذلك جُمع المتضادات الشبابية مع بيوت الخبرة العتيقة في مجلس النواب، كتجربة اكتشف خللها الملك فقرر إجهاضها بعد سنتين.
منذ البداية كان عوض الله حريصا على جمع من كان يظنهم يستطيعون خدمة مشروعه السياسي أيضا بعد الانتهاء من حقبة الاقتصاد التشاركي والذي أعجز الموازنة فيما بعد، وجمع من الشباب المؤدلجين والمنفتحين على النظرية الغربية، ومنهم من تعاملوا دون أي حساسية مع دوائر سياسية إسرائيلية وبالطبع شخصيات أميركية من حقبة جورج بوش، وكل ذلك كان تحت بصر وسمع قليل من المعنيين في المؤسسة الوطنية، ومنهم من ساءه ذلك النهج الذي يسعى الرجل لترسيخه ووصم فئة وطنية بأنها كتلة داخل جسم الوطن الجامع لا تساوم على ضرب الوحدة الوطنية، وشذ عن الق?عدة قليل منهم لغايات منفعية على ما يبدو.
فكل المشاريع السياسية والاقتصادية التي اقترفها رأينا نتائجها الفاشلة مبكرا، وبعدها رأينا الى ما وصلت له الأمور اليوم، ولكن لو قدر له الاستمرار وإلقاء القبض على مقعد رئيس الحكومة التي طلبها كثيرا وتم رفضه، لواجهنا انشقاقا خبيثا بين صفوف الشعب الواحد ولما تبقى أي أسهم للدولة فيما تبقى من مؤسسات، ولهذا كان من الخطأ تركه منذ خلية البقعة الأولى 2001 الى ما وصل له من تجريم قضائي بالتآمر على نظام سيده الملك، وهذه عبرة لكل مسؤول قد يظن نفسه أكبر من الوطن وأمنه واستقراره.
Royal430@hotmail.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/13 الساعة 00:26