الشباب محط اهتمام الملك

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/12 الساعة 17:53

 تكتسب عملية تحديث القوانين الناظمة للحياة السياسية والعامة في الاردن بشكل عام أهمية كبيرة لدى المجمتع ، لكونها تتناول الشأن الداخلي وعملية إحداث التحولات في المجتمع من خلال ما يمكن ان تقدمه ، والذي يفترض أن يأخذ بالاعتبار من السلطات السياسية لأي دولة . إن فهم السمات الديمغرافية للمجتمع الاردني يسمح بالتعرف على تطلعات هذه الفئات ( الشباب ، المرأة )  وأهدافها، وبالتالي رسم السياسات التي تستجيب لهذه التطلعات وبالاخذ به يمكن مواجهة الخطاب المعتل وسبل مكافحته ، حتى لا يتطور ويكون له تبعات سياسية.

والأخذ بأولويات الشباب في الاعتبار من خلال وضع استراتيجيات وسياسات وخطط ، سينعكس إيجاباً على الاستفادة من القدرات الهائلة التي يمتلكونها ، والذي يمثل ضمن الفئة العمرية من 15 إلى 35 سنة أكثر من ثلث عدد سكان الاردن بواقع 70 في المئة من إجمالي التركيبة السكانية.
وما يتصدر تلك الاهتمامات في عملية التحديث من قبل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية التعرف على سمات الشباب ، وتحديد مدى متطلباتهم في النقد وتقديم البدائل ورسم ملامح المستقبل ، ومعرفة علاقة تلك التطلعات بالشرعيات السياسية القائمة . وكذلك تحديد أوجه التشابه والاختلاف بينهما ، ومعرفة أثر المتغيرات السوسيوديمغرافية (المستوى المعيشي، البيئة الاجتماعية، المستوى التعليمي) للاخذ بها اذا ما كنا نرغب بالتطوير والتحديث.
والتعرف على الميول السياسي والثقافي الاجتماعي والاعلامي للشباب الجامعي ياتي في مقدمة تلك التعديلات لا سيما بعد أن شهد العالم العربي تغييرات سياسية ، وارتدادات  الأحداث العالمية والقضايا العربية على الداخل الاردني ؛ فتركزت المشكلة على معرفة طبيعة هذا الخطاب للشباب ودراسة مضامين صفحات الشباب على شبكات التواصل الاجتماعية.
ولعل من من المهم معرفة إن الاهتمام بالموضوعات السياسية للشأن الداخلي تحتل لدى شبابنا المرتبة الاولى ويتلوها القضايا الاقتصادية وبعدها المشكلات الاجتماعية ثم الثقافية والرياضية ، في المقابل تشهد الساحة السياسية والحزبية تراجعا في الاهتمام من قبل الشباب وتدني طموحاتهم بهذا الشان  لان الشباب لا يملكون فرصة لتقلد المناصب السياسية ولا يتوقعون  تحسنا للأوضاع السياسية مع وجوه القيادات السياسية الحالية . 
الخلاصة : إن التغيير المطلوب اذا ما عكس طموحات وتطلعات ومشاكل الشباب فغانه لن يكتب له النجاح وحتى يكتب له ذلك ينبغي ان يتميز بإيلاء القضايا السياسية للشباب اهتماماً كبيرا ،  إلا أن طموح الشباب منخفض في تحسن الأوضاع بشكل عام ، أو نيل استحقاقهم في المشاركة السياسية وتقلد المناصب القيادية لأجل التغيير.
من أسباب هذه الاحتجاجات الشبابية انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية ، إضافة إلى التضييق السياسيّ وسوء الأوضاع عموماً. وتميزت هذه الفترة بفعل التحولات التكنولوجية التي قربت وربطت مكونات المجتمع ، وأدت إلى اكتشاف رؤى ونخب جديدة غير النخب التقليدية التي بدت إلى الآن مصطنعة أو تدور في فلك السلطة السياسية وظهور جيل أصبح شهيراً له سماته وتطلعاته ليس بالاردن فحسب بل في كل الدول العربية مما حركت من ركود ماء السياسة فيها ، ونقلت المجتمعات وخصوصا فئة الشباب منهم، من وضعية الامتثال السياسي وتبجيل السلطة والتماهي شبه الكامل معها بفعل إنجازات ماضية لها ، إلى مرحلة التجاذب والتنافر، لارتفاع المستوى الثقافي للشعوب، واطلاعهم على تجارب الدول المتقدمة، واستيائهم المتنامي من مختلف الشرعيات التي يحكمون بها (تاريخية، وراثية ...إلخ)، والتي لم تغير من أحوالهم بشكل محسوس.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/12 الساعة 17:53